أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عدي الراضي - من أجل استعادة الأسماء الأصلية لبحيرتي -إزلي وتيزليت -والموسم السنوي بإميلشيل.















المزيد.....

من أجل استعادة الأسماء الأصلية لبحيرتي -إزلي وتيزليت -والموسم السنوي بإميلشيل.


عدي الراضي
باحث في التاريخ والتراث.

([email protected])


الحوار المتمدن-العدد: 8452 - 2025 / 9 / 1 - 02:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إن اعتماد أسماء رسمية للأماكن، وخاصة السياحية منها، ليس مسألة اعتباطية، بل يجب أن يقوم على اعتبارات علمية راسخة. فمن جهة، ينبغي أن تُستحضر الخصائص الطبيعية للمكان بوصفها المحدد الأول للتسمية، ومن جهة ثانية، لا بد من احترام الخصوصية اللسانية لساكنة المجال التي تشكل الوعاء الحامل للذاكرة الجماعية. كما أن علم الطوبونيميا يفرض نفسه كمرجعية أساسية، لأنه يقارب التسمية من أبعادها التاريخية والأنثروبولوجية. ومن ثَمّ، فإن العشوائية لا محل لها في هذا الباب.
وانطلاقًا من هذه القاعدة، يحق لنا أن نتساءل: هل جرى فعلًا اعتماد هذه المعايير العلمية في تسمية أهم المرتكزات السياحية بمنطقة إميلشيل، مثل إزلي وتيزليت، اللذين جرى تحريف أسمائهما رسميًا إلى "إسلي" و"تسليت" دون أي مبررات علمية أو تاريخية؟ أليس في ذلك مساس بذاكرة أيت حديدو التي اختزنت هذه الأسماء في حكاياتها وأساطيرها وممارساتها الطقوسية عبر قرون طويلة؟
ويكتسب البعد اللساني–الثقافي أهمية خاصة عند التعامل مع الأسماء المحلية. فمثلاً، اسم "إزلي ن ومان" في لسان أيت حديدو يعني "البحيرة الصافية المتجددة المياه"، وهو مشتق من الجذر الأمازيغي "إزلگ" أي "محصور"، في إشارة إلى طبيعة البحيرة كـ ضاية مائية بدون منفذ. وفي المقابل، نجد عند أمازيغ الأطلس المتوسط مفهومًا مشابهًا يُعبر عنه بعبارة "أگلمام ن ومان" أو اختصارًا "أگلمام"، من "أگلوگل نومان" أي الماء المحصور. هذا التنوع الاصطلاحي بين "إزلي" و"أگلمام" يعكس تفاعل اللغة مع المجال ويؤكد أن التسمية تُشتق دائمًا من لسان الساكنة المحلية وخصوصياتها الثقافية. ومن هذا المنطلق، لو استقرت قبائل أخرى في المكان مثل أيت يدراسن أو بني مگيل، لكان الاسم المرجح للبحيرتين هو "أگلمام" و"تگلمامت" لا "إزلي وتيزليت". وهو ما يدل على أن لغة الجماعة المستقرة بالمجال هي المحدد الأساسي للتسمية، وأن إغفال هذه الخصوصية اللسانية في اعتماد الأسماء الرسمية يشكل إخلالًا بالمعايير العلمية المتعارف عليها دوليًا في الطوبونيميا.
وبالمثل، فإن ما يُعرف اليوم في الأدبيات السياحية والإعلامية بـ "موسم الخطوبة" لم يكن يومًا يحمل هذه التسمية في الذاكرة المحلية، بل هو في الأصل موسم سيدي حماد أولمغني، الذي يُعدّ مناسبة اجتماعية وتجارية كبرى، شأنه في ذلك شأن مواسم أخرى معروفة على الصعيد الوطني مثل موسم سيدي عبد الله أمغار بالجديدة، وسيدي محمد بن لحسن بتيسا، وسيدي عياد بالريش، وهي كلها مواسم تجارية واقتصادية بالأساس.
أما التسمية المحلية التي تعبّر عن طقوس الخطوبة، فهي كلمة "توترا"، كلمة أمازيغية تعني الخطبة بكسر الخاء وتعرف أيضا بحفلة "الحناء" (حيث يقال إشاس الحناء) والذي يُعتبر نبات يزرع بالخصوص في الواحات المغربية، ويعد من أهم العناصر الرمزية والطقوسية في حفلات الزواج والمناسبات الاجتماعية. فهو يُستعمل لتخضيب الأيدي عند الرجال خلال ليلة الزفاف، بينما يُخصص للنساء لتزيين الأيدي والأرجل والشعر، في طقوس جماعية تكتسي بعدًا احتفاليًا وروحيًا. غير أن دور الحناء لا يقتصر على وظيفته التجميلية كصباغة طبيعية، بل يتجاوز ذلك إلى وظائف علاجية تقليدية، حيث يُستعمل في التخفيف من بعض الالتهابات والآلام الجلدية، فضلًا عن كونه يحمل دلالات أنثروبولوجية عميقة مرتبطة بالخصوبة، والعبور من مرحلة إلى أخرى في دورة الحياة، والتطهير الرمزي للجسد قبل الدخول إلى عهد جديد من الالتزامات الاجتماعية. ومن هنا، فإن حضور الحناء في طقوس الزواج عند أيت حديدو وفي غيرها من مناطق المغرب ليس مجرد عادة زخرفية، بل هو ممارسة ثقافية متجذرة تربط بين الطبيعة (النبات) والمجتمع (الطقس) والذاكرة (الرمز)، مما يعكس تلاحم المادي بالرمزي في الثقافة المحلية ، وتُطلق مناسبة الحناء تحديدًا على المرحلة التي يُقدِّم فيها العريس ملابس العروس في فصل الربيع، فصل "تيفسا" المعروف في الدورة الرعوية والزراعية بكونه موسم الخصوبة والبدايات. وخلال هذا الفصل، يُعلن الارتباط بشكل علني أمام المجتمع المحلي، بينما تُؤجل الأعراس الجماعية إلى نهاية الصيف، بعد جني المحاصيل الزراعية. ونظرًا لكون منطقة إميلشيل من أعلى النقط العمرانية بالمغرب، فإن نضج المحاصيل وحصاد الزرع يتأخر عادةً إلى أواخر شهر غشت، مما جعل تنظيم الأعراس الجماعية يتم مباشرة بعد الموسم، الذي يُعتبر أيضًا مناسبة محلية لاقتناء مستلزمات العرس من السوق الكبير المرىفق للموسم. كما أن عزلة المنطقة الطبيعية والإدارية والسياسية فرضت منذ القدم استدعاء العدول من مدينة الريش لتوثيق عقود الزواج، وهو ما رسّخ هذا التقليد الاجتماعي الفريد. ومن هنا، جاءت التأويلات المغلوطة التي حرّفت اسم "موسم سيدي حماد أولمغني" إلى "موسم الخطوبة"، في تجاهل تام للسياق المحلي والوظائف الاقتصادية والاجتماعية والدينية الحقيقية للموسم.
وعلاوة على ما سبق، فإن تثمين المواقع السياحية الطبيعية والتاريخية بمنطقة إميلشيل، مثل بحيرتي إزلي وتيزليت، ينبغي أن يتم في إطار رؤية شمولية تربط هذه المعالم بأسسها الحضارية والطبيعية والبشرية والثقافية، بعيدًا عن الاقتصار على التأويلات الميثولوجية التي كثيرًا ما تُقدَّم كمرجعية حصرية لفهم المجال. صحيح أن الأسطورة تشكل عنصرًا من عناصر الذاكرة الجماعية، لكن من المهم التنبيه إلى أن الحكاية المتداولة حول "العاشقين الممنوعين من الزواج بسبب انتمائهما إلى عشيرتين مختلفتين" ليست تفسيرًا لأصل البحيرتين فيزيائيًا أو جغرافيًا، بل هو إبداع رمزي لمجتمع محلي سعى من خلالها إلى مساءلة عرف اجتماعي كان يُقيّد حرية الاختيار في الزواج. فالأسطورة هنا تعكس موقفًا من ظاهرة اجتماعية—هي الزواج العشائري أو القبلي—وتقترح بديلًا يقوم على أولوية الحب على الاعتبارات العشائرية. من هذا المنظور، يمكن اعتماد الأسطورة كأداة لفهم البنية الاجتماعية والتقاليد الزواجية في المنطقة، لكنها لا تصلح أن تكون مصدرًا لتفسير التسمية أو النشأة الطبيعية للبحيرتين. إن المقاربة العلمية المتوازنة تقتضي الفصل بين البعد الرمزي للأسطورة والبعد الجغرافي–الأنثروبولوجي للمجال، لضمان تقديم صورة دقيقة ومتكاملة عن التراث المحلي، وتعزيز موقعه داخل المنظومة الوطنية للتنمية الثقافية والسياحية.
وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال الدور الذي لعبته الخرائط الاستعمارية الفرنسية في تكريس تحريف أسماء العديد من الأماكن المحلية، ومن الأمثلة الواضحة في هذا الشأن بواضيل (Bouadel) الواقعة بالقرب من مدينة تاونات. فقد تم تسجيل الاسم بالحرف اللاتيني خلال الحقبة الاستعمارية وفق قراءة فرنسية ، مما أدى إلى خروجه عن النطق الأصلي المحلي. وعند تعريب الخرائط لاحقًا، تم كتابة الاسم كـ "بوعادل"، وهو تغيير إضافي أثر على الذاكرة المحلية وساهم في تشويه الهوية الطوبونيمية للمنطقة. هذا المثال يوضح أن التشويه ليس فقط نتيجة لإهمال، بل نتيجة عملية تدوين استعمارية دقيقة لم تأخذ في الاعتبار الخصوصية اللغوية والذاكرة الجماعية للسكان الأصليين، وهو ما يعزز الحاجة الملحة لإعادة النظر في الأسماء الرسمية واعتماد الأسماء المحلية الأصيلة على الخرائط الوطنية، بما فيها بحيرتي إزلي وتيزليت، حيث تم تدوين الاسم بالحرف اللاتيني (s) بدل "z" الأمازيغية المفخمة، وذلك نتيجة صعوبة نطق وكتابة صوت الزاي المفخم المميز للغة الأمازيغية. والجدير بالذكر أن هذا الصوت يُعد علامة فارقة في الأمازيغية، ولذلك اختير حرف ⵣ (أزواو) ليتوسط العلم الأمازيغي بألوانه الثلاثة: الأزرق، الأخضر، الأصفر، باعتباره رمزًا للهوية اللغوية والثقافية. ومن هنا، فإن الفرق بين "إزلي" بالزاي الرقيقة أو الرخيمة التي تعني "بيتًا شعريًا"، و"إزلي" بالزاي المفخمة التي تعني "البحيرة الصافية"، ليس فرقًا شكليًا، بل دلاليًّا عميقًا يمس جوهر المعنى والمكان. ومن ثمة، فإن التسمية المحرّفة التي راجت لاحقًا ما هي إلا مزجٌ بين قراءة استعمارية مجانبة للصواب ؛ بإسقاط أسطوري خارج عن الزمان والمكان، ولا تمت بصلة للحقائق الجغرافية واللغوية والأنثروبولوجية، بل تُرسّخ تأويلاً ميثولوجيًا مغلوطًا يتعارض مع المنطق والعلم.
إن الاستمرار في اعتماد تسميات مشوهة أو محرّفة له آثار سلبية متعددة، فهو أولًا زيف للحقيقة التاريخية، وثانيًا إضعاف لقدرة المنطقة على الاستقطاب السياحي، إذ إن السائح الباحث عن الأصالة يُفتن أكثر بالاسم المحلي الأصيل المرتبط بالذاكرة الحية، وثالثًا هو تناقض مع المعايير الدولية التي أوصت بها هيئات مثل مجموعة خبراء الأمم المتحدة المعنية بالأسماء الجغرافية (UNGEGN)، والتي تشدد على احترام الأسماء المحلية الأصيلة في الخرائط الرسمية والوثائق السياحية.
ومن الجدير بالذكر أن مراجعة الأسماء الجغرافية وتحريرها من التشويهات الاستعمارية ليست مسألة محلية تخص إميلشيل وحدها، بل هي مسار عالمي سارت فيه العديد من الدول التي عانت من الاستعمار. فقد قامت الهند بعد استقلالها بإعادة الأسماء الأصلية للعديد من مدنها الكبرى، مثل "مومباي" بدل "بومباي"، و"تشيناي" بدل "مدراس"، و"كولكاتا" بدل "كالكوتا"، وذلك لإبراز هوية المكان بلغته الأم ومحو الطابع الاستعماري الذي فُرض عليه. وفي إفريقيا كذلك، غيّرت بوركينا فاسو اسم عاصمتها من " فولتا العليا" (Haute-volta)إلى "واغادوغو"(Ougadougou) سنة 1984 بعد استقلالها، كما أعادت الكونغو (زائير سابقًا) العديد من أسمائها المحلية في إطار سياسة "الزاييرنة" النماذج الدولية تؤكد أن التحرر من الإرث الاستعماري يبدأ فعلًا من تعديل وتغيير الطوبونيميا التي كرّسها، لأن الأسماء ليست مجرد علامات على الخرائط، بل هي ذاكرة وهوية ورمزية سيادية.
في ضوء المساطر القانونية المعمول بها بالمغرب، يتبين أن استعادة الأسماء الأصلية للمجال السياحي بإميلشيل ليست مجرد مسعى رمزي، بل تمثل عملية متكاملة تجمع بين المبادرة المحلية والرقابة المركزية. فقد أكدت الدورية الوزارية لوزارة الداخلية (2020) ودورية 15145/2021 على أن حق اقتراح أسماء الشوارع والساحات والفضاءات العمومية يعود أساسًا إلى المجالس الجماعية، بينما تظل السلطة النهائية للمصادقة بيد الولاة والعمال، مع ضرورة احترام المعايير الوطنية والثقافية والرمزية للأسماء، ومنع أي تغييرات غير مبررة حفاظًا على الاستقرار الإداري والهوية المجالية. وفي المناطق الجبلية، لا تقتصر أهمية الأسماء على الوظيفة الإدارية، بل تمتد إلى الذاكرة الجماعية والهوية الثقافية، حيث تحمل أسماء القرى والوديان والقصور والأماكن الطبيعية جذورًا أمازيغية وارتباطًا وثيقًا بالفضاء الطبيعي والتاريخ المحلي، ما يجعل أي تغيير أو تحريف لها مسألة حساسة وذات أبعاد ثقافية عميقة. ومن هذا المنطلق، فإن المجتمع المدني بإميلشيل، من خلال جمعياته وفاعلياته الثقافية، يمكنه لعب دور محوري في الترافع لاستعادة الأسماء الأصلية عبر إعداد ملفات تاريخية وثقافية موثقة، رفع ملتمسات رسمية إلى المجلس الجماعي، متابعة المساطر القانونية أمام العامل أو الوالي، وإشراك مؤسسات وطنية مثل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ووزارة السياحة، إلى جانب استخدام الإعلام وشبكات التواصل لتعبئة الرأي العام. ويجب بشكل خاص تصحيح الأسماء المزيفة الحالية “إسلي” و“تيسليت" وموسم الخطوبة” لتعود إلى الأسماء الأصلية “إزلي” و“تيزليت” وموسم سيدي حماد أولمغني، بما يعكس الذاكرة الحقيقية للساكنة ويصون التراث اللامادي المرتبط بها. ويظل الهدف الأسمى هو إعادة الاعتبار للذاكرة المحلية وتعزيز التراث اللامادي، بما يضمن انسجام الاسم الرسمي للمواقع السياحية مع تاريخ المنطقة وهويتها الثقافية، ويحوّل الفضاء العمومي إلى مرآة حقيقية للذاكرة الجمعية بدل أن يكون مجرد تعيين إداري بلا بعد رمزي.
لقد أدى اعتماد تسمية “إسلي” و“تيسليت” و”موسم الخطوبة” بشكل مزيف إلى إيحاءات مغلوطة وغير دقيقة حول طبيعة الموسم التاريخي في إميلشيل، حيث ظن البعض أن التاريخ المحدد للموسم مخصص للخطوبة واختيار الشريكة، مما أنتج شائعات غير صحيحة ومتضخمة وصلت إلى حد الافتراء على النساء وربط هذا الحدث بالتبادل المالي، وهو أمر لا يمت للواقع بصلة. في الحقيقة، يقام الموسم في توقيت محدد، بينما تكون خطوبة الأزواج قد تمت منذ عدة أشهر، ويقتصر دوره على إتمام عقد القران للأزواج المحليين الذين سبق لهم الخطوبة، مع استدعاء العدول للقيام بتوثيق الزواج بشكل جماعي، وليس منصة لإجراء الخطوبة أو البيع والشراء كما فهم البعض عن طريق التسمية المغلوطة. من الضروري إعادة النظر في طريقة تنظيم الموسم التاريخي في إميلشيل لضمان حفظ طابعه الثقافي والتقليدي مع تفادي أي سوء فهم أو تأويلات مغلوطة. وفي هذا الإطار، يُستحسن تجنب حضور العرسان بشكل جماعي خلال الموسم، والاكتفاء بـ استعراض عادات وتقاليد أيت حديدو المرتبطة بالأعراس، وذلك عبر عروض نموذجية توضح الطقوس الاحتفالية والأعراف الاجتماعية المرتبطة بالزواج المحلي. كما يمكن تنظيم عرس نموذجي واحد يمثل الإجراءات التقليدية لعقد القران والاحتفال بالزواج بطريقة رمزية، بما يحفظ الجوهر التاريخي والثقافي للموسم، ويؤكد دقة محتواه الاجتماعي.
هذا الأسلوب يحقق عدة أهداف متكاملة، من بينها منع أي تأويلات خاطئة أو شائعات غير صحيحة التي قد ترتبط بالاسم المزيف الحالي “موسم الخطوبة”، ويضمن حماية سمعة الساكنة وصون قيمهم الاجتماعية. كما يتيح هذا التنظيم إبراز الهوية الحقيقية للموسم تحت الاسم التاريخي والصحيح “موسم سيدي حماد أولمغني”، ويعكس بدقة العلاقة بين التراث المحلي والممارسات الثقافية المرتبطة به. بهذا، يصبح الموسم مناسبة للاحتفاء بالذاكرة الجماعية والعادات التقليدية بطريقة آمنة، منظمة، وممثلة للواقع التاريخي والاجتماعي، دون المساس بالقيم الأخلاقية أو إثارة أي شبهات غير مرغوبة، مع تعزيز الجانب التعليمي والثقافي للسياح والزوار الذين يحرصون على التعرف على التراث المحلي الأصيل.



وانطلاقًا من كل ما سبق، فإن إنصاف منطقة إميلشيل في ذاكرتها وموروثها المادي واللامادي يتطلب تشكيل لجنة علمية محلية–وطنية تضم باحثين في الجغرافيا والأنثروبولوجيا واللسانيات والتاريخ ثم القانون، تكون مهمتها الترافع من أجل مراجعة واعتماد الأسماء الحقيقية لهذه المواقع في الخرائط الرسمية والوثائق السياحية الوطنية، بما ينسجم مع روح الإنصاف التاريخي ويحفظ للمنطقة هويتها الأصيلة ويسهم في تنميتها المستدامة .
عدي الراضي .
باحث في التاريخ والتراث



#عدي_الراضي (هاشتاغ)       [email protected]#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يميز الدجاج الذهب من الذرة: قراءة ثقافية في الحكمة الأماز ...
- التنشيط الثقافي بين الترفيه الهادف وعبث التطفل.
- بين مسقط الرأس ومسقط القلب: مقاربة نفسية بعلاقة الإنسان بالم ...
- الشباب المغربي وسؤال القدوة : حين تخصب التفاهة وتجف القيم.
- أيت هرهور : البنية المجالية والتحولات السوسيو-تاريخية
- أضواء كاشفة على جوانب قاتمة من تاريخ قرية أفراسكو النائية.
- ثورة الملك والشعب قفزة نوعية في مسيرة الكفاح الوطني بالمغرب.
- الوضعية الاقتصادية والإجتماعية لقبائل الجنوب الشرقي بعد معرك ...
- قراءة في قصيدة -نسير في فوضى -للشاعرة فاطمة بورزى.
- معركة -تحيانت-محطة نوعية في تاريخ مقاومة أيت حديدو للإستعمار ...
- التقاط الأخبار ؛بين سطور الأسفار؛ لإنارة عتمة تاريخ مجاط.
- -ثِمْجّاط-مجال الرعي ومنتجع الرحال.
- جيل مخضرم.
- -زلاغ -و-ثغاط-أعلام أمازيغية تحرس مدينة فاس.
- شظايا جسد متفتت.
- جسور من الاوراق.
- أشاوس المقاومة المنسيون من رجال أيت حديدو الشجعان:عادين وعرا ...
- القنديل الوامض في عتمة تاريخ قرية أفراسكو الغامض.
- -أنرار- في تاريخ قصور منابع زيز بين الوظيفة الزراعية والسوسي ...
- أنوار ساطعة على أركان دامسة من تاريخ تاعرعارت المنسية.


المزيد.....




- -لحظات مرعبة- لطفل يسير على مسار قطار هيرشي بارك الأحادي.. ش ...
- مئات القتلى في المناطق الشرقية لأفغانستان بعد زلزال بقوة 6 د ...
- حرب غزة في يومها الـ696: تصعيد في البحر الأحمر وانقسام في ال ...
- بيان صادر عن اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية الأردني ...
- بوتين يبرر الغزو الروسي لأوكرانيا بـ-انقلاب- في كييف وسعي غر ...
- بوق -الشوفار- آلة دينية وأداة حشد في حروب إسرائيل
- -تيك توك- توقف ميزة البث المباشر في إندونيسيا عقب تصاعد المظ ...
- 3 خطوات تركية استعدادا لمواجهة محتملة مع إسرائيل
- نيويورك تايمز تشجب بقوة منع إسرائيل وسائل الإعلام من دخول غز ...
- 17 شهيدا بغزة والاحتلال يقصف مجددا مستشفى شهداء الأقصى


المزيد.....

- كتّب العقائد فى العصر الأموى / رحيم فرحان صدام
- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عدي الراضي - من أجل استعادة الأسماء الأصلية لبحيرتي -إزلي وتيزليت -والموسم السنوي بإميلشيل.