سمرقند الجابري
الحوار المتمدن-العدد: 8448 - 2025 / 8 / 28 - 00:14
المحور:
الادب والفن
أحب مساءات بغداد التي تزدهي بالعروض المسرحية، حيث شهدت خشبة مسرح الرشيد في الصالحية مساء الثلاثاء 26 اب 2025، عرضاً مسرحياً ثلاثياً بعنوان (سباق الخبز).
تأليف "ماجد درندش" وإخراج" إبراهيم حنون" بطولة "مازن محمد مصطفى" و" حسن هادي" و "ماجد درندش"
ثلاثة رجال حفاة الأقدام بثياب رسمية، يدخنون بشراهة ويلعبون الورق على طاولة حمراء في غرفة مظلمة تقريباً. وبأسلوب متشنج، يوجه الرجل الأول الذي يمثل دور السيد إلى زميلّيه أوامر تشعرك أنهما خادمان عنده، يقوم الرجل الذي يلعب دور "الواعظ" بوضع صندوق على ظهره ويركض كأنه حصان، بينما يضع الآخر كرسياً ويشد لجام الواعظ. يبدو أن الصندوق على ظهر الواعظ يرمز إلى صندوق الأصوات الانتخابية، يتشاجرون مع بعضهم ويطرد السيد أحد الخدم ليظل الواعظ غاضباً يلعن حاجته إلى المال ليطعم أولاده الخبز.
الخادم المطرود يعود إلى المشهد بهيئة قاض ليحدد تبادل الأدوار، ليجعل من السيد المرشح للانتخابات خادماً، وليحيل الواعظ الخادم إلى سيد يأمر وينهي. يزداد الصراع لنجد السيد الواعظ يصدر أوامر متشنجة وغريبة لخادمه بالضحك والبكاء والغناء وبارتداء ثياب راقصة غجرية، رفض الخادم ذلك لكنه أذعن في النهاية، لنرى فستان الرقص ينزل بالحبال من أعلى المسرح ليرتديه الخادم ويرقص بهستيريا.. لينتهي المشهد بصوت طائرة مروحية ترمز لدخول الاحتلال.
على مدى نصف ساعة، ظل المشهد ثلاثياً في أجواء مظلمة بلا موسيقى بحركة متتالية تعبر عن سخط السيد وخضوع الخادم، تبادل الأدوار بين الواعظ والسياسي والقاضي والمواطن الخاضع والرافض في ذات الوقت ليتم مسخه إلى غجرية.
خذلت الهندسة الصوتية أبطال المسرحية، وكانت الموسيقى فقيرة أمام تداعيات العرض، وظلت مستويات الإضاءة ضامرة لا توازي النص الذي ظل يطرح نفسه بشكل مباشر تماماً، فلم يشكل الرمز إلا جانباً بسيطاً من العرض.
أبدع الفنانون الثلاثة في عرض الصراع الذي عانى منه مواطنو بلدنا لعقدين من الزمان وأكثر.خرجنا من المسرح ونحن نحمل تساؤلاتنا القديمة:
-"متى تنتهي المسرحية الكبيرة التي نعيشها، من الذي ربح في ذلك السابق ومن الذي ظل يدفع الثمن دائما في سباق كهذا"؟ .
#سمرقند_الجابري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟