أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمرقند الجابري - قصة قصيرة (قميص شاعر)














المزيد.....

قصة قصيرة (قميص شاعر)


سمرقند الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 7969 - 2024 / 5 / 6 - 16:23
المحور: الادب والفن
    


قميص شاعر
سمرقند الجابري-العراق

قبل أن يذهب الى المطار بيوم، اشترى قميصين، فكر بظبية توقهِ ألف مرة قبل الشراء، وعاد بهما الى بغداد.
زارتهُ بلهفة، دحرجتْ روحها على ملامحه الجديدة، كلما عاد، تترك بلادٌ كان فيها لمساتٍ ما على وجنتيه، ولأنها تحب هذا الشعور، ظلت تجيش بتلك القسمات ما قدرتْ، فلقد علمها السندباد الكثير.
أخرجا القميصين من كيسيهما بفرح الاعياد معا، وأرسلاهما للمكوى، القميص الاول بخطوطه الزرق، ملَّ من طول الانتظار، منذ يوم خياطته للان ورحلته في السوق من تاجر الجملة الى حقيبة مسافرعجول الى محل الكوي، شعر بالعزة لأنه جديد ولم يترفع وهو يركن مع قمصان أخرى لم تغسل بعناية، وكان يسكت أزراره عن الرغي مع أزرار الاخرين، خصوصاً تلك العائدة لنساء لا يعرفهن!
أحبَّ حبيبة صاحبه، شبّه عيونها بأزرار المعاطف في زمن الحب، ورجع بذاكرته القطنية الى ثياب مرتْ به، فلم يبتسم!
القميص الآخر، خطوطه من الورد استعارت روعتها، كان أكثر زهوا من ثياب هذه المدينة المغبرة وظلّ يُسمعُ من في المحل:
-" لا تملكون فرحي، فأنتم ستذهبون الى بقعٍ تنتظركم، وزحام الباصات المكتظة، أما أنا فقميص شاعر، قميص شاعر".
في الصباح عادا الى صاحبهما، ظل كلُّ واحد منهما يتمنى بطريقة ما أن يكون هو الاول في استقبالها، الأزرق له قوة رشف عطرها رغم الطاولة النائمة بينهما، ومن فرط فرحه، أسقط أحد أزراره تحت قدميها صريعا، وهي من الوله احتفظت بالزر خلسة عن الحبيب لينام في حقيبة حوت من الذكريات ما يميز المجانين عن غيرهم.
الزر في حقيبتها يعجب من لفافة تبغ تلفها بأحكام محارم بيض، وسأل بقية المناديل عن فحواها، فأجاب القريب منها بأنه يضم شعرات استلت من مشط صاحبه، فصاحبة الحقيبة مستها التولهات فصارت لكل تفاصيل الآخر خارطة فرح لامرأة ظلت متخبطة المشاعر حتى عتقتها النهارات بشاعر أرسلته عناية الصدفة المبدعة، فيما يسميه الجميع بـ (الوقت الضائع)، عداها.
تكاثرت الاسئلة الموجهة من زر أسقطه التماهي لولاعة سجائر، ظل صاحبها يبحث عنها، ولم تدفع به رياح الشك الى أن يعصف بأحد.
قميصان ينامان في دولاب مرَّغته الهدايا المضمخة، لتطرز قصة لا يريد لأحد منهما انهاءها، ظلا يسبغان عليها الاسماء التفافاً على بيت القصيد، كل العيون تعرف حتى تلك التي لا تشبه أزرار المعاطف والكنزات، ابتداءً من أول زر بعد الميلاد الى يوم القيامة.

من مجموعتي القصصية (علب كبريت) 2017



#سمرقند_الجابري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبضات مشتعلة
- قصيدة ( بقاء)
- قصيدة (حكاية)
- قصيدة (إنها تمطر )
- ملتقى نوروز الشعري السادس في دهوك 2024
- معرض (سايكل) في المعهد الثقافي الفرنسي في بغداد
- الرسام العراقي المغترب (هاني دلة) والفراغ الممتلئ
- مسرحية (تاء التأنيث ليست ساكنة)
- معرض (جنة عدن) برعاية معهد غوته الألماني 2023
- قصيدة - ذئاب
- المعرض السنوي لـ(جائزة عشتار) للشباب 2023
- حب العراق في المعرض السنوي 45 للجمعية العراقية للتصوير
- ابتسامة سبعة وستون لوحة عراقية
- -رؤى زهير- و-بتول شبيب- اصبوحة شعرية نابضة بالدفء
- فلم -سينمائجي- في دكانة رؤيا
- لقاء ألكتروني مع الروائية العراقية -دنيا ميخائل-
- الروائية الألمانية - هانا دوبغن- في بغداد
- مؤتمر السرد بدورته الرابعة – بغداد2022
- اربعينية المخرج العراقي - فيصل الياسري-
- الفنان التشكيلي علاء الدين محمد وبشره ووحوشه


المزيد.....




- وثائقي -المنكوبون- التأملي.. سؤال الهروب من المكسيك أم عودة ...
- فيلم -صوت هند رجب-.. حكاية طفلة فلسطينية من غزة يعرض في صالا ...
- الأطفال في غزة يجدون السكينة في دروس الموسيقى
- قرع جدران الخزّان في غزة.. قصيدة حب تقاوم الإبادة الجماعية ا ...
- رعب بلا موسيقى ولا مطاردات.. فيلم -بطش الطبيعة- يبتكر لغة خو ...
- -صوت هند رجب-: فيلم عن جريمة هزت ضمير العالم
- وزارة الثقافة تنظم فعالية
- لوحة لفريدا كاهلو تباع بـ54.7 مليون دولار محطمة الرقم القياس ...
- انطلق بـ-صوت هند رجب-.. مهرجان الدوحة للأفلام يفتح أبوابه لث ...
- -تعال أيها العالم-: الشاعرة الفلسطينية داليا طه تخاطب العالم ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمرقند الجابري - قصة قصيرة (قميص شاعر)