أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عمار سعدون البدري - الدكتور نعيم العبودي… قيادة إصلاحية وإنجازات ملموسة في التعليم العالي















المزيد.....

الدكتور نعيم العبودي… قيادة إصلاحية وإنجازات ملموسة في التعليم العالي


عمار سعدون البدري

الحوار المتمدن-العدد: 8446 - 2025 / 8 / 26 - 11:05
المحور: قضايا ثقافية
    


الحكم الرشيد يمثل الركيزة الأساسية لبناء دولة قوية ومؤسسات فعالة، حيث يعتمد على مبادئ الشفافية والمساءلة والكفاءة في إدارة الموارد واتخاذ القرارات. إنه الأسلوب الذي يمكن من خلاله تحقيق الإنجازات على كافة المستويات. فالحكومات التي تطبق مبادئ الحكم الرشيد تكون قادرة على ترجمة الرؤى الوطنية إلى مشاريع واقعية تخدم المواطنين، وتعزز الثقة بين الدولة والشعب. كما أن الالتزام بالمساءلة والمواطنة الفاعلة يضمن استمرار الإنجازات واستدامتها، ويخلق بيئة محفزة للابتكار والتطوير، بما يجعل من كل إنجاز خطوة حقيقية نحو تقدم الدولة ورفاهية مواطنيها.
وفي هذا الإطار، يُعد الدكتور نعيم عبد ياسر العبودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي في العراق، نموذجًا حيًا لتطبيق مبادئ الحكم الرشيد على أرض الواقع، إذ جمع بين الرؤية الاستراتيجية والحرص الميداني، وأطلق العديد من المبادرات الإصلاحية والتنموية التي انعكست إيجابًا على مستوى الجامعات والطلبة والبحث العلمي.
يتميز الدكتور العبودي بخلفية أكاديمية رصينة، حيث تدرج في مراحل التعليم حتى نال شهادة الدكتوراه، ليصبح أحد الأكاديميين البارزين الذين يجمعون بين الكفاءة العلمية والخبرة العملية، الأمر الذي أهّله لأن يكون صوتًا حقيقيًا للجامعة العراقية، يعبر عن طموحاتها ويسعى لتحقيق رسالتها في خدمة المجتمع. ومن أبرز إنجازاته السعي إلى تحديث المنظومة الإدارية في الجامعات العراقية، إذ عمل على أتمتة العديد من الإجراءات التي كانت تُثقل كاهل الطلبة والتدريسيين، مثل نظام القبول والتسجيل ومتابعة الامتحانات وإجراءات الدراسات العليا، مما نقل التعليم العالي من البيروقراطية التقليدية إلى فضاء الشفافية والسرعة في الإنجاز.
كما دعم الدكتور العبودي مشروع التحول الرقمي، فباتت الجامعات أكثر انفتاحًا على التعليم الإلكتروني والتعليم المدمج، وهو ما ساعد في مواجهة التحديات التي فرضتها جائحة كورونا، بل وأرسى قاعدة مستقبلية لتطوير العملية التعليمية بما يواكب العصر. ويولي الوزير اهتمامًا خاصًا بالبحث العلمي، إذ يؤمن أن الجامعة لا تقتصر على التعليم فحسب، بل هي مؤسسة لإنتاج المعرفة، لذلك عمل على تأسيس صناديق لدعم البحوث التطبيقية التي تخدم قضايا المجتمع والاقتصاد الوطني، وشجع الجامعات على الانفتاح نحو العالم من خلال النشر في المجلات العالمية والمشاركة في المؤتمرات الدولية.
وقد حصلت الجامعات العراقية خلال فترة ولايته على مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية مثل "تصنيف التايمز" و"شنغهاي"، وهو إنجاز لم يكن ليتحقق لولا التخطيط العلمي والدعم المباشر من الوزارة.
كما أشرف الدكتور العبودي على تحديث المناهج الدراسية بما ينسجم مع متطلبات سوق العمل، واستحداث أقسام جديدة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتقنيات المعلومات والطاقة المتجددة والطب الحيوي، ما فتح آفاقًا جديدة أمام الطلبة ومنح الجامعات قدرة على مواكبة التطور التكنولوجي السريع. ولم ينس الوزير الطالب، فدعم المتفوقين ووسع دائرة المنح الدراسية داخل العراق وخارجه، كما دعم الأنشطة الطلابية في الثقافة والفنون والرياضة، وشهدت الجامعات مشاريع عمرانية مهمة مثل إنشاء أبنية جديدة، تطوير المختبرات وتجهيز المكتبات الرقمية، ما وفر بيئة أكاديمية حديثة تليق بالطالب العراقي.
كمبتعث خارج العراق، أستطيع أن أؤكد أن أداء الدكتور العبودي كان له أثر مباشر على مسارنا الأكاديمي. فقد لمسنا من خلال مبادرات الوزارة واهتمامها بالمبتعثين حرصه على توفير كل الدعم العلمي والمعرفي، سواء عبر توجيه الإشراف الأكاديمي، أو توفير المنح الدراسية، أو متابعة إنجازاتنا عن كثب. إن شعوري بالفخر تجاه هذا الدعم يجعلني أعتز بكوني جزءًا من منظومة التعليم العالي العراقية، ويحفزني على تقديم أفضل ما لدي لخدمة وطني بعد العودة. كما يعكس اهتمام الوزير بالكوادر العلمية العراقية في الخارج رؤيته الاستراتيجية للنهوض بالبلد عبر الاستثمار في أبهى ثرواته: أبنائه وبناته المبتعثين.
تحت قيادته، فتحت الوزارة أبواب التعاون مع كبريات الجامعات العالمية، وُقّعت عشرات مذكرات التفاهم التي أتاحت فرصًا للتبادل العلمي وتدريب الأساتذة والطلبة، وأصبح العراق حاضرًا بفاعلية في المؤتمرات والاتحادات الأكاديمية الدولية، وما يعكس هذه الجهود واستراتيجية الوزارة في دعم التعليم العالي هو تصريح الوزير نفسه في إحدى كلماته قائلاً: "تشرّفت اليوم بمسؤولية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق. أسأل الله أن أكون عند حسن ظنّ الجميع، وعيني على تلك الكوادر العظيمة من الأساتذة الخبراء، لنكون معًا في هذه الرّحلة التي تحتاج إلى كلّ كفاءات الوطن."
إن ما تحقق في عهد الدكتور نعيم العبودي ليس مجرد إنجازات إدارية متفرقة، بل هو مشروع إصلاحي متكامل يضع التعليم العالي العراقي على الطريق الصحيح. لقد نجح في أن يكون قائدًا إصلاحيًا يجمع بين الرؤية الاستراتيجية والعمل الميداني، ويجعل من الجامعات العراقية ركيزة أساسية للتنمية الوطنية. الدكتور العبودي اليوم يمثل نموذجًا للوزير الذي لا يكتفي بالإدارة، بل يقود بفكر وإرادة وعزيمة، ويترك بصمة واضحة في ذاكرة التعليم العالي، ليبقى اسمه حاضرًا بين أبرز رموز النهضة الأكاديمية الحديثة في العراق.
نتمنى أن يحذو العديد من الوزراء الآخرين حذو الدكتور نعيم العبودي، ليصبح الأداء الحكومي نموذجًا يُحتذى في رفع واقع الدولة العراقية إلى مستويات أفضل. فالتزامه بالشفافية والكفاءة، واهتمامه بالكوادر العلمية والطلبة، يعكس رؤية وطنية صادقة للنهوض بالقطاع التعليمي الذي يمثل حجر الزاوية في بناء الدولة الحديثة. إن العراق بحاجة إلى وزراء يسيرون على نفس النهج الإصلاحي، يسهمون في تعزيز المؤسسات الوطنية، ويرفعون مستوى الخدمات والمرافق العامة، ويحفزون الشباب على الإبداع والمشاركة الفاعلة في الحياة العلمية والاجتماعية. نتطلع إلى أن تتكرر مثل هذه النماذج القيادية في مختلف الوزارات، حتى تتحقق طموحات الشعب العراقي في دولة مستقرة، متقدمة، ومؤسساتية.



#عمار_سعدون_البدري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامن المجتمعي العراقي : قراءة في اهم التهديدات والتحديات
- آفة المخدرات في العراق :الواقع والتحديات
- ((نجاحات واخفاقات الدستور العراقي لسنة 2005 في حل الاشكاليات ...
- انتهاك السيادة الوطنية في ظل الاتفاقية الأمنية العراقية- الأ ...
- الانسداد السياسي في العراق: التداعيات والحلول
- العراق وامنه الانتخابي : انموذج انتخابات 2021
- جائحة كورونا مستقبلا مجهول نمضي اليه
- رجل الصحافة خاشقجي ومملكة المنشار
- مؤتمر الكويت لاعادة اعمار العراق بين الواقع والطموح
- أهمية التعايش السلمي في العراق واثره على مؤسساتنا التعليمية
- ويلات المحاصصة السياسية- انموذج المفوضية العليا لحقوق الانسا ...
- واقع حقوق المرأة العراقية في ظل العنف والتحديات الامنية والا ...
- معوقات الأداء الوظيفي في المؤسسات الحكومية
- الإسلام السياسي بطل الحرب العالمية الدينية بامتياز أمريكي
- اردوغان ديكتاتورا شرقيا أصيلا بامتياز
- أخفاق الحلم العراقي في ضم الاهوار والمناطق الأثرية إلى لائحة ...
- اين مجلس النواب من حقوق الطفل العراقي
- اعتصام البرلمان العراقي يعتلي صهوة النفاق السياسي
- مدينة الرمادي اهلا بك في احضان العراق
- النفوذ التركي في العراق الى اين .......


المزيد.....




- قطر: إسرائيل لم ترد على مقترح وقف إطلاق النار في غزة
- رغم تصريح النيابة العامة: إدارة سجن العاشر 4 تمنع محامي المب ...
- ما هي المخاطر الصحية لنقص الملح في طعامنا؟
- لحظة استهداف إسرائيل مستشفى ناصر في خان يونس ومقتل 20 شخصا م ...
- غزة في اليوم الـ690 من الحرب: مجاعة متفاقمة وعدّاد الموت لا ...
- رسالة قوية من بايرن ميونيخ.. البوندسليغا أمام مفترق طرق!
- أكبر بومة نادرة في العالم في الأردن.. وطريق جبلي غريب في الص ...
- بايرو يعتزم الطلب من البرلمان الفرنسي التصويت على الثقة بحكو ...
- صحف عالمية: على المجتمع الدولي العمل لتغيير حكومة إسرائيل
- ترامب يهاجم شبكتي تلفزيون أميركيتين ويهدد بسحب تراخيصهما


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عمار سعدون البدري - الدكتور نعيم العبودي… قيادة إصلاحية وإنجازات ملموسة في التعليم العالي