أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار سعدون البدري - اين مجلس النواب من حقوق الطفل العراقي














المزيد.....

اين مجلس النواب من حقوق الطفل العراقي


عمار سعدون البدري

الحوار المتمدن-العدد: 5198 - 2016 / 6 / 19 - 01:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اين مجلس النواب من حقوق الطفل العراقي
عمار سعدون البدري

كانت وما تزال قضايا الطفل تمثل أحد أهم المحاور الاساسية في المناقشات السياسية والاجتماعية والثقافية في أغلب المجتمعات ،وعلى الرغم من اختلاف الرؤى الفكرية حول طبيعة التعامل مع قضايا الطفل بين المجتمعات المختلفة ، إلا أنّ الطفل ما يزال يمثل إحدى الدعامات الأساسية التي لا يمكن التخّلي عنها لبناء أيّ مجتمع لكونه يمثل مستقبلها المتطور.
العراق كان من اوائل الدول التي صادقت على اتفاقية حقوق الطفل المقرة من قبل الجمعية العامة للامم المتحدة بجلستها المنعقدة بتاريخ 22/9/1989 مع التحفظ على (حرية الدين لدى الطفل) الواردة في الفقرة (1) من المادة (14) لان تغييره لدينه مخالف لاحكام الشريعة الاسلامية, هذه الاتفاقية نصت بنودها بصراحة على ضرورة أن تتكفل الدولة مسؤولية حماية الطفل وتعليمه ورعايته بصورة كاملة، وعدم تشريع قوانين تقف حائلاً دون نموه بصورة إيجابية وصحيحة, الا ان انشغال النظام السابق بحروب ونزاعات طائشة غير مدروسة مع دول الجوار والولايات المتحدة ادخلت البلاد في ويلات سياسية واقتصادية واجتماعية , مما انعكس بشكل سلبي على واقع الطفل العراقي ادت الى حرمانه من التمتع بالنمو بشكل عادي من الناحية المادية والروحية، والتمتع بالحماية الضرورية من الجوع والمرض والامية, وهذا بدوره يتعارض مع إعلان حقوق الطفل في جنيف عام 1923 الذي نص على ان يكون الطفل أول من يتلقى العون في أوقات الشدة.
وفي عام 2003 ومع التغيير الديمقراطي الذي شهده العراق والتحول من نظام الحزب الواحد المهيمن على مقاليد السلطة الى النظام التعددي الديمقراطي , اهتم الدستور العراقي لسنة 2005 بحقوق الطفل من خلال العديد من بنوده وهي على سبيل المثال : تكفل الدولة حماية الطفولة وترعى النشيء،وتوفر لهم الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم.(المادة_29_ب) , للاولاد حق على والديهم في التربية والرعاية والتعليم (المادة_29_ثانيا) , يحظر الاستغلال الاقتصادي للاطفال بصورة كافة،وتتخذ الدولة الاجراءات الكفيلة بحمايتهم (المادة29_ثالثا) , تمنع كافة اشكال العنف والتعسف في الاسرة والمدرسة والمجتمع (المادة_29_رابعا), تكفل الدولة للطفل الضمان الاجتماعي والصحي والمقومات الاساسية للعيش في حياة حرة كريمة،توفر لهم الدخل المناسب والسكن الملائم.(المادة_30_اولا) 6-تكفل الدولة الضمان الاجتماعي والصحي للعراقيين في حال التشرد واليتم (المادة-30- ثانيا) , تكفل الدولة حق التعليم وهو الزامي في المرحلة الابتدائية (المادة_34_ثانيا) ,التعليم مجاني في مختلف مراحلة.(المادة_34_ثانيا) , يحرم العمل القسري للاطفال والاتجار بهم , وحق الجنسية لمن يولد لاب او ام عراقية (المادة46).
اهتمام الدستور بحقوق الطفل العراقي لم يجد له صدى واسع في الحياة العملية نتيجة الارهاب والفساد السياسي للحكومات المتعاقبة بعد عام 2003, فهناك آلاف الأطفال في شوارع المحافظات العراقية يمتهنون التسول، وآخرون مثلهم أو اكثر يعملون في مهن صعبة داخل المناطق الصناعية، واخرون استغلوا في العمليات الارهابية , بالإضافة الى أكثر من اربعمة ألف طفل تركوا دراستهم بسبب نزوحهم من ديارهم بعد أن سيطر تنظيم "داعش" الإرهابي على عدد من المحافظات، فضلاً عن عدم وجود رعاية صحية واجتماعية حقيقية لهم.وخير دليل على ذلك , احتلال العراق المرتبة الـ17 عربيا في ذيل القائمة ، والمرتبة 149 عالميا في مؤشر حقوق الأطفال لعام 2016، الذي أصدرته منظمة حقوق الاطفال وشمل 163 دولة، من بينها 17 دولة عربية, وجاء العراق في هذه المرتبه نظرا لما يعانيه أطفال العراق من ويلات الحروب بعد سيطرة "داعش" على أجزاء من ارض العراق.
في الختام رغم انضمام العراق وتصديقه لاتفاقية حقوق الطفل منذ سبعة وعشرون عاما، وبالاضافة الى القوانين والاعلانات الدولية التي تنص جميعها على ضرورة ان تكون للطفل بيئة مناسبة للعيش والتعليم، فإن مجلس النواب فشل في الحفاظ على حقوق الطفل العراقي بسبب المحاصصة والفساد وافتقاده إلى ثقافة حماية الطفل وعدم الاستفادة من مشروع القانون في الصفقات السياسية ذات المردود المادي وانشغال الحكومة بالحرب على الارهاب لذلك للاسف مشروع قانون الطفل العراقي لم يفعل وظل مركوناً في رفوف مجلس النواب تتراكم عليه الاتربة .



#عمار_سعدون_البدري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتصام البرلمان العراقي يعتلي صهوة النفاق السياسي
- مدينة الرمادي اهلا بك في احضان العراق
- النفوذ التركي في العراق الى اين .......
- النفوذ التركي في العراق الى اين .......
- ازمة العراق الاقتصادية: التاثيرات والحلول
- اشكاليات قانون الاحزاب الجديد المخالفة للدستور العراقي
- مشروعية التغيير والاصلاحات السياسية في حكومة العبادي


المزيد.....




- وزير الدفاع الأمريكي: ترامب هيأ الظروف لإنهاء الحرب الإسرائي ...
- مرشح ليكون أول مسلم يُصبح عمدة نيويورك.. من هو زهران ممداني ...
- مبابي يتهم باريس سان جيرمان بـ-الاعتداء الأخلاقي- في شكوى جن ...
- هل تناول تفاحة في اليوم مفيد حقّاً لصحتك؟
- بين جنون الارتياب والقمع الجماعي... ما تداعيات -حرب الاثني ع ...
- لماذا شددت إسرائيل حصار غزة بعد الحرب مع إيران؟ مغردون يتفاع ...
- سائل ذهبي بلا فوائد.. إليك أشهر طرق غش العسل في المصانع غير ...
- شاهد أحدث الابتكارات الصينية.. مسيّرة تجسس بحجم بعوضة
- هل دفع العدوان الإسرائيلي المعارضة الإيرانية إلى -حضن- النظا ...
- لماذا تركز المقاومة بغزة عملياتها ضد ناقلات الجند والفرق اله ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار سعدون البدري - اين مجلس النواب من حقوق الطفل العراقي