أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار سعدون البدري - مؤتمر الكويت لاعادة اعمار العراق بين الواقع والطموح














المزيد.....

مؤتمر الكويت لاعادة اعمار العراق بين الواقع والطموح


عمار سعدون البدري

الحوار المتمدن-العدد: 5789 - 2018 / 2 / 16 - 17:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مؤتمر الكويت لاعادة اعمار العراق بين الواقع والطموح

مع انتهاء أعمال مؤتمر إعادة الإعمار في الكويت , اصيب الكثير من العراقيين وفي مقدمتهم الحكومة العراقية بخيبة أمل بالنتائج الهزيلة لهذا المؤتمر والذي فهم خطأ من قبل الكثير من المواطنين بانه مؤتمر لتقديم المنح المالية لاعادة اعمار البنى التحتية المدمرة من مشاريع الكهرباء والماء والمؤسسات التعليمية و الصحية والمؤسسات الخدمية في المحافظات المحررة التي شهدت مدنها وقراها قتالا عنيفا لطرد تنظيم "داعش" الارهابي الذي فرض سيطرته على ثلث مساحة البلاد في حينها.

المسؤولون العراقيون كانوا قد رسموا في توقعاتهم بان المؤتمر سيكون بمثابة فرصة ذهبية للعراق للحصول على المنح والمساعدات الدولية لاعادة اعماره من قبل جميع دول العالم وفي مقدمتهم دول الجوار الاقليمي والعربي,عرفانا منهم للتضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب العراقي وحكومته نيابة عن العالم في طرد اخطر التنظيمات الارهابية وبالتالي ساهم ذلك في الحفاظ على امن واستقرار المنطقة وعدم امتداد الارهاب الى دول العالم.

وعلى الرغم من مشاركة (2300) شركة من (70) دولة عربية واوربية واسيوية بالاضافة الى المنظمات الدولية الرصينة وصندوق النقد الدولي والصندوق الكويتي للتنمية العربية في أعمال المؤتمر للحصول على عشرات الفرص الاستثمارية التي طرحها العراق, الا ان المؤتمر خرج بتخصيصات مالية لم تتجاوز قيمتها 30 مليار دولار، وهذا يشكل نحو 34% من مبلغ 88.2 مليار دولار الذي قدرته الحكومة العراقية لاعادة اعمار البلاد على مدى 10 سنوات ,ومعظم هذه المبالغ هي قروض مالية ملزمة السداد بفوائد والباقي اليسير منها تبرعات مالية لاتسد الحاجة. بمعنى اخر ان بوصلة المؤتمر تحولت من مؤتمر مانح لاعادة اعمار العراق الى مؤتمر استثماري من قبل شركات تقوم بتنفيذ استثمارات مدرة للدخل وتعيد عليها عائدا ماليا.

الحكومة العراقية على لسان رئيس وزارءها حيدر العبادي عبرت عن تفاؤلها بنتائج المؤتمر واعتبرته خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح لاعادة إعمار المدن المدمرة وتنشيط الاقتصاد الذي انهكته الحرب على تنظيم «داعش الارهابي »,لكن بالمقابل هذا التفاؤل الحكومي لم يقلل من شكوك وتحفظات المواطن العراقي في اليات اعادة الاعمار وطريقة صرف الاموال الطائلة المخصصة لها, اضافة الى ذلك ما مرت به المحافظات المحررة من مشاريع وهمية سابقة عززت من شكوك المواطن وخشيته من تكرار سيناريو الفساد المالي, وهذه الشكوك التي تراكمت عبر تجربة السنوات الماضية لا تعني بطبيعة الحال أن المواطن يقف معارضا لحملة الإعمار، بقدر حرصه على سلامة الاموال وعدم دخولها إلى جيوب الفاسدين.

الاخفاق في الحصول على النتائج المرجوه من مؤتمر اعادة اعمار العراق وقفت ورائه اسباب عديدة منها على سبيل المثال اعدادَ الوفدِ العراقي الكبيرة التي حضرت مؤتمرِ الدول المانحة مما ولد انطباعا لدى الدول والمنظمات والشركات العالمية بعدم وجود رؤية مشتركة موحدة لادارة ملف اعادة اعمار المناطق المحررة , بالاضافة إلى تنامي الخلافات السياسية بشان اليات توزيع مبالغ المنح على المحافظات, والاهم من ذلك فشل السياسات الحكومية في الحد من الفساد الاداري والمالي و تربع العراق لسنين طويلة وفقا للمنظمات الدولية قائمة الدول الاكثر فسادا.

في النهاية مؤتمر اعادة الاعمار لم تكن مخرجاته ضمن الطموح ولم تتعدى حتى الوعود التي لم تفِ بها جميع الدول مسبقا, لذلك الحكومة العراقية امام مسؤولية كبيرة بالابتعاد عن القروض والمنح التي تكبل العراق بالديون, وتعرضه للابتزاز مما يكبل القرار السياسي العراقي في الكثير من القضايا المصيرية , والسعي الى إيجاد استراتيجيات وخطط جديدة لمشاريع إعادة الإعمار في المناطق المدمرة من خلال الاستفادة من الزيادات المالية المتحققة من ارتفاع اسعار النفط , الحد من الفساد السياسي وتفعيل المؤسسات الرقابية, حل الخلافات بين الكتل السياسية والاسراع في التصويت على الموازنة من اجل انجاز المشاريع الحكومية ومواصلة اعادة الاعمار والخدمات في المحافظات المحررة من اجل عودة سريعة للنازحين.



#عمار_سعدون_البدري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية التعايش السلمي في العراق واثره على مؤسساتنا التعليمية
- ويلات المحاصصة السياسية- انموذج المفوضية العليا لحقوق الانسا ...
- واقع حقوق المرأة العراقية في ظل العنف والتحديات الامنية والا ...
- معوقات الأداء الوظيفي في المؤسسات الحكومية
- الإسلام السياسي بطل الحرب العالمية الدينية بامتياز أمريكي
- اردوغان ديكتاتورا شرقيا أصيلا بامتياز
- أخفاق الحلم العراقي في ضم الاهوار والمناطق الأثرية إلى لائحة ...
- اين مجلس النواب من حقوق الطفل العراقي
- اعتصام البرلمان العراقي يعتلي صهوة النفاق السياسي
- مدينة الرمادي اهلا بك في احضان العراق
- النفوذ التركي في العراق الى اين .......
- النفوذ التركي في العراق الى اين .......
- ازمة العراق الاقتصادية: التاثيرات والحلول
- اشكاليات قانون الاحزاب الجديد المخالفة للدستور العراقي
- مشروعية التغيير والاصلاحات السياسية في حكومة العبادي


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار سعدون البدري - مؤتمر الكويت لاعادة اعمار العراق بين الواقع والطموح