أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - حين يكتب الكاتب الصحفي التونسي السامق أ-نورالدين المباركي بمداد الروح..ورحيق القلب ( لوحته النثرية الرائعة- قديم أنا...لكن ما زلت أحيا في ذاكرة لا تشيخ..- نموذجا )














المزيد.....

حين يكتب الكاتب الصحفي التونسي السامق أ-نورالدين المباركي بمداد الروح..ورحيق القلب ( لوحته النثرية الرائعة- قديم أنا...لكن ما زلت أحيا في ذاكرة لا تشيخ..- نموذجا )


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8445 - 2025 / 8 / 25 - 23:00
المحور: الادب والفن
    


قد لا أجانب الصواب إذا قلت أن معظم الأدباء الكبار انطلقوا من كتابة الخاطرة،فهي فضاء يستوعب كلّ مَن يمتلك قلمًا ويريد أن يستمطر الكلمات والمعاني من سماوات وجدانه أو فكره، سواء كان كاتبا له صلة وثيقة بالكتابة أو عاشقا يتذوّق اللغة ويهوى التّعبير..! ورغم أنّ الخاطرة جنس أدبي له مزاياه وخصائصه وجماليّاته،فإنّها لم تأخذ مكانتها بين الأجناس الأدبية الأخرى،ولم تحظ بالدراسات النقديّة..
وربّما يُعدّ كتاب "خواطر" لعميد الأدب العربي "طه حسين" من أشهر الكتب التي قدّمت أدب الخاطرة للقارئ، في جزء منه تناول فيه انطباعاته وتقييمه لبعض القصص القصيرة والمقالات التي قرأها.. ومثله الكثير من الأدباء والشعراء العرب الذين لم تنقطع علاقتهم مع الخاطرة الأدبية مهما تعمّقوا وأوغلوا في نوع الأدب الذي اختاروا لأنفسهم السَّير في رحابه وامتهانه من شعر وقصّة ورواية..
في هذا السياق،هناك سر خفي آخر أود المرور عليه،وهو أن الكاتب حين يقرأ فهو يكتب في الوقت نفسه،يكتب في لا وعيه كل ما يتفق أو يختلف معه،لكي يظهر لاحقاً في سطوره دون أن يدري كيف حدث ذلك بالضبط.
فإذا كانت الكتابة قدراً فإن القراءة حرية،والكاتب الجيد من وجهة نظري هو الذي يجري مصالحة بين قدره وحريته..كالمصالحة التي أبرمها بعفوية مطلقة الكاتب الصحفي التونسي القدير نورالدين المباركي ( مراسل فرنسا 24)..وإليكم-خاطرته-التي خطها بمداد القلب..ورحيق القصيدة،ولكم حرية التفاعل والتعليق..
قديم أنا...لكن ما زلت أحيا في ذاكرة لا تشيخ

قديم كقلم على المكتب،لم يذق حبرا منذ عشرين صيفا،
قديم كورقة بيضاء انتظرت من يخطّ عليها سطرا،
فذبلت نضارتها وماتت في صمتها..قديم ككنش صغير منسيّ،يعلوه الغبار بين الكتب..
قديم...
كمذياع فقد صوته..وبقي جامدا في ركن الغرفة..
كحكاية تناقلها الرواة واحدا تلو الآخر،حتى لم يعد لها صاحب،وصارت للجميع...
قديم أنا...كأبي،مات وهو يكابر ولا يشتكي..
قديم كشدة حب أمي البسيط،الصادق،المطمئن،
كحبة تين وحيدة،معلقة أعلى الشجرة في آخر الموسم..
قديم...كطفل صغير يفرح بخدعة "بيضاء"،
كشيخ يحني رأسه ويداري دمعه في صمت..
قديم أنا..
لكن ما زلت أحيا في ذاكرة لا تشيخ..

(نورالدين المباركي-كاتب صحفي تونسي
مراسل فرنسا 24)

لقد أبدع الكاتب نورالدين المباركي في رسم هذه اللوحة الإبداعية ( الخاطرة/ قطعة نثرية ) بأسلوب سلس،لامس ذائقتنا الفنية،وداعب وجداننا،إذ أراها كتب بطريقة عفوية سريعةٍ خاليةٍ من الكُلفة والرَّهَق،ووفق نسق خاص في التعبير عن أحاسيسه ومشاعره وما يجيش في أعماقه من عواطف وأفكار..هذه اللوحة النثرية الموشحة بالإبداع صاغها الكاتب في عبارات مرتجلة،لا تكلف فيها ولا تعقيد،وكان فيها من الجمال اللغوي ما جعلها فنًّا جذَّابًا ومؤثِّرًا،وقعًا وإيقاعًا،وقد اعتمد الكاتب اعتمادً كبيرًا على شخصيته وثقافته الغنية وموهبته الفذة وأسلوبه السلس في آنٍ معًا.موحيا إلينا بمهارة بأن هذا اللون من الكتابة النثرية لا يخلو من جمال،وهو تعبير صادق عن المواهب والقدرات والمهارات الذهنية والنفسية والعقلية والوجدانية،مثله مثل غيره من فنون الإبداع.
وهذا النوعُ الأدبيُّ-في تقديري-يحتاج فيه الكاتب إلى الذكاء،وقوة الملاحظة،ويقظة الوجدان.وهو يتمشَّى مع الطابع الصحفي العام في الاهتمام بالأشياء الصغيرة السريعة،وتفضيلها على الكتابات المطوَّلَة.وأهميتها تأتي من أنها تستطيع لَفتَ القارئ إلى الأشياء الصغيرة في الحياة،التي لها دلالات كبيرة..
لك مني باقة من التحايا يا مبدعنا السامق.



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة فنية في لوحة ابداعية موسومة ب- لست من هذا العالم..ونصا ...
- الصدق الفني في قصيدة الشاعر التونسي القدير محمد الهادي الجزي ...
- حين تتوجع القصيدة في رثاء أليم لشهداء الوطن..يخضر عود الزيتو ...
- لمن لا يعرف الشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير. ...
- حين يقبض الشاعر التونسي القدير محمد الهادي الجزيري على الجمر ...
- أيها الشعراء العرب..شدوا رحالكم إلى خيمة الشاعر التونسي الكب ...
- تجليات القصيدة وتوهجها..في الأفق الشعري لدى الشاعر التونسي ا ...
- قصيدة الشاعرة التونسية المتميزة صباح نور الصباح-فينوس تُلهِم ...
- التصعيد الدرامي،تجليات الأسلوب السردي وإخراج المسكوت عنه من ...
- حين تتسلل الكلمات..ألى شغاف القلب..! تقديم -مقتضب-لقصيدة الش ...
- تجليات الإبداع في قصيدة-أعتاب قافيتي-للشاعر التونسي القدير-د ...
- حين ترتجف الحروف،وتتوجع الكلمات بين ثنايا القصيد.. قراءة مقت ...
- قراءة-عجولة-في ومضات القاص والشاعر التونسي الكبير أ-عادل الج ...
- حين تراهن الشاعرة الفلسطينية الكبيرة -أ عزيزة بشير على الإده ...
- قراءة في مجموعة القاص والشاعر التونسي المتميز عادل الجريدي “ ...
- تجليات الإبداع في شعر الشاعر التونسي الكبير محمد الهادي الجز ...
- هي ذي الشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير كما عر ...
- تونسيات مبدعات..في المهجر) الشاعرة والباحثة التونسية د-آمال ...
- جولة-في قصيدة الشاعرة التونسية الكبيرة د-آمال بوحرب -تجملت ب ...
- وحدها المقاومة الفلسطينية الباسلة..قادرة على كسر بعض المحرّم ...


المزيد.....




- الموت يغيب الفنانة العراقية سليمة خضير
- ألفريد هوبير مع القرآن.. رحلة مستشرق ألماني بين الأكاديميا و ...
- بعد رفضه سفير الاحتلال الجديد.. -إسرائيل- تخفض التمثيل الدبل ...
- بعد رفضه سفير الاحتلال الجديد.. -إسرائيل- تخفض التمثيل الدبل ...
- صفحة قائد الثورة باللغة العبرية: الكيان الصهيوني هو الكيان ا ...
- أول ظهور للفنانة أنغام بعد رحلة العلاج
- في احتفال بقاعة صاحب حداد الإعلان عن نتائج منافسة الأفلام ال ...
- صناع أفلام عالميين-أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- محمد رمضان في بيروت وهيفاء وهبي تشعل أجواء الحفل بالرقص والغ ...
- -بيت العبيد- بالسنغال ذاكرة حيّة لتجارة الرقيق عبر الأطلسي


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - حين يكتب الكاتب الصحفي التونسي السامق أ-نورالدين المباركي بمداد الروح..ورحيق القلب ( لوحته النثرية الرائعة- قديم أنا...لكن ما زلت أحيا في ذاكرة لا تشيخ..- نموذجا )