أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - إيران بين تصدّع الداخل وفشل الأذرع














المزيد.....

إيران بين تصدّع الداخل وفشل الأذرع


مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

(Mehdioghbai)


الحوار المتمدن-العدد: 8445 - 2025 / 8 / 25 - 18:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشهد إيران اليوم واحدة من أكثر المراحل خطورة في تاريخ نظامها السياسي منذ عام 1979. فالتصدّعات التي أصابت قمة السلطة لم تعد مجرد خلافات داخلية، بل تحوّلت إلى شروخ تهدد بنيان النظام برمّته. وفي الوقت الذي يحاول فيه الولي الفقيه الحفاظ على تماسك هرم الحكم عبر الإعدامات والقمع، يتوسع الشارع في احتجاجاته، بينما تتهاوى أذرع النظام الإقليمية في لبنان والعراق واليمن، الأمر الذي يكشف حدود قدرة طهران على الاستمرار.

قمع بلا حدود وخوف من الذاكرة

يعتمد النظام الإيراني اليوم على سياسة القمع بأبشع صوره. فخلال العام الماضي فقط، تجاوز عدد الإعدامات المسجلة ألف حالة، في تصاعد خطير يهدف إلى بث الرعب في المجتمع. وصل الأمر إلى تنفيذ عمليات شنق علنية في الساحات العامة، وبثها عبر الإعلام الرسمي لزرع الخوف. لكن الأكثر دلالة هو مسعى السلطات لتدمير قبور شهداء مجزرة 1988، في إقرار ضمني بأن النظام يخشى حتى من ذاكرة الماضي، وأن أسماء الضحايا تشكل تهديدًا وجوديًا له.

انتفاضات شعبية تتجاوز المطالب المعيشية

رغم القمع، يواصل الشارع الإيراني التحرك. فقد بدأت التظاهرات بمطالب نقابية ومعيشية مرتبطة بالتضخم، وانقطاع الكهرباء والمياه، وارتفاع الأسعار، لكنها سرعان ما تحوّلت إلى شعارات سياسية مباشرة ضد رأس النظام: «الموت لخامنئي»، «الموت للديكتاتور». في مدن كبرى مثل شيراز وكازرون، تتوسع رقعة الاحتجاجات لتكشف أن الخوف لم يعد يسيطر على الشارع، وأن المجتمع بات مستعدًا لدفع ثمن المواجهة.

الضغوط القصوى

مع اقتراب سبتمبر، يدخل النظام الإيراني مرحلة أشدّ تعقيدًا. فالتزامن بين الضغوط الدولية واحتمال تفعيل آلية "السناب باك" التي ستعيد العقوبات الأممية، وبين تصاعد الانتفاضات في الداخل، يجعل النظام أمام معادلة مستحيلة: إما تصعيد القمع حتى أقصى درجاته، أو مواجهة موجة احتجاجية لا يمكن السيطرة عليها. كلا الخيارين يهددان وجوده.

أزمات الداخل: بين الفقر والتضخم والانقسامات

إلى جانب القمع، يعيش الإيرانيون أزمات حياتية خانقة. التضخم قضى على القدرة الشرائية، انقطاع المياه والكهرباء صار مشهداً يومياً، والبطالة تحاصر ملايين الأسر. حتى رئيس النظام الجديد أقرّ قائلاً: «لدينا مشاكل في كل شيء». في مثل هذا السياق، لم يعد ممكنًا للنظام أن يصدّر أزماته إلى الخارج كما اعتاد لسنوات، وهو ما يضاعف هشاشته.

فشل الأذرع الإقليمية وانعكاساته

خارج حدود إيران، تتعرض الأذرع التابعة لها لضربات متتالية. في لبنان، يواجه حزب الله رفضاً شعبياً وسياسياً متصاعداً لمعادلة "السلاح خارج الدولة"، فيما لم يعد النظام قادراً على تمويله وتسليحه كما في السابق. في العراق، تنكشف محاولات الإبقاء على الحشد الشعبي وسط مقاومة داخلية متنامية، وفي اليمن تتراجع أوراق طهران مع تقدم الحكومة الشرعية. هذه الانتكاسات تعكس بوضوح ضعف النظام وعجزه عن فرض هيمنته الإقليمية، بعدما كان يستعرض نفوذه عبر هذه الأذرع.

أربع أزمات رئيسية تهدد بقاء النظام

يمكن تلخيص المشهد الإيراني اليوم في أربع أزمات متداخلة:

خطر الحرب: النظام يعيش هاجس مواجهة عسكرية ويستخدم التهديد كوسيلة للردع.

عودة العقوبات: احتمال تفعيل "السناب باك" يعمّق انهيار الاقتصاد.

الأزمات الاجتماعية: تضخم، فقر، بطالة، أزمات مياه وكهرباء بلا حلول.

الانقسامات الداخلية: صراع أجنحة السلطة بلغ مرحلة غير مسبوقة، حتى بين ما يسمّى بالإصلاحيين والمحافظين.

هذه العوامل تجعل النظام أكثر ضعفًا من أي وقت مضى، وتحوّل القمع من أداة قوة إلى علامة خوف.

نحو مرحلة جديدة

المعادلة اليوم باتت واضحة: كل إعدام وكل محاولة قمع تؤدي إلى إشعال شرارة احتجاج جديدة، وكل فشل خارجي يترجم بمزيد من الانقسامات في الداخل. إيران تقف أمام منعطف تاريخي، حيث لم يعد بإمكان النظام الاستمرار بالمعادلة القديمة التي اعتمدت على تصدير الأزمات وشراء الوقت. ومع بروز بديل ديمقراطي منظم في الداخل والخارج،المتمثل في المجلس الوطني‌للمقاومة الإيرانیة تبدو أيام ولاية الفقيه معدودة.



#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)       Mehdioghbai#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق خامنئي: أذرع الخارج لإنقاذ الداخل
- لبنان في مواجهة النفوذ الإيراني
- ازمة وجودية كبرى تهدد النظام الإيراني
- أزمة نووي الملالي بدأت بكشف المجلس الوطني للمقاومة عام 2002
- إيران حرة 2025؛ نحو جمهورية ديمقراطية
- انتفاضة العطشى تطرق أبواب النظام
- الحل الثالث: طريق الشعب الإيراني نحو التغيير بعيدًا عن الحرب ...
- تصاعد الإعدامات في إيران وسط إدانة ٣٠٩ شخص ...
- مأساة العمّال في بندرعباس
- كارثة بندر عباس: جريمة الحرس الثوري
- إعدامات النظام الإيراني: أداة قمع لمنع الانتفاضات
- حين تُصبح التجارة رهينة للصواريخ
- الوضع المتفجر في إيران: إعدامات ومفاوضات
- عديم الشرف: تناقضات خامنئي تتكشف
- الرعب في ظل التزلزل
- سلاسل الولاية المتزلزلة: اعتراف خامنئي بحافة الانهيار
- ثوران الشعب: سقوط النظام
- تحذيرات أمريكا والرعب الحقيقي للنظام الإيراني
- إيران تحطم رقماً قياسياً في الإعدامات عام 1403 الإيراني: 115 ...
- ولاية الفقيه في مهب السقوط: هزائم النظام الإيراني في العام ا ...


المزيد.....




- -كافية لقتل كل سكان فلوريدا-.. خفر السواحل الأمريكي يصادر كم ...
- -أنا رجل يتمتع بفطنة سليمة عظيمة وذكاء-.. رد فعل ترامب على م ...
- ماذا يحدث عند انفجار جهاز يحمله غالبية المسافرين على متن الط ...
- -استقبلت 18 طفلًا برصاص في الرأس-.. طبيبة مُنعت من العودة إل ...
- ألمانيا ـ قطاع السيارات يخسر أكثر من خمسين ألف وظيفة
- لبنان يتسلم الرد الإسرائيلي وحزب الله يكرر رفضه التخلي عن ال ...
- مجلس الأمن يرجئ البت بمصير قوة اليونيفيل في جنوب لبنان: ما ن ...
- برّاك ينقل رسائل من إسرائيل إلى لبنان
- في 10 أعوام.. الاحتلال يدمر 1986 بئرا وبركة وخزان مياه بالضف ...
- ترامب يقيل محافظة الاحتياطي الفدرالي ومخاوف من التداعيات


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - إيران بين تصدّع الداخل وفشل الأذرع