كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي
(Kamal Ghobrial)
الحوار المتمدن-العدد: 8443 - 2025 / 8 / 23 - 20:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حوارات ساخنة وجدل محموم وضوضاء لا تهدأ، حول حق امتلاك بقعة لعينة من الأرض في قلب الشرق الأوسط.
هي حماقة الوقوع في فكرة تاريخية من الأحق بأرض فلسطين.
- البعض يذهب للتاريخ القريب، ويزعم ملكيتها التامة للعرب أو المستعربين، رغم حقيقة وجود يهودي دائم بها.
- وبعض آخر يذهب في التاريخ بعيداً جداً. ويزعم أن العرب كانوا جحافل من غزاة حفاة. تحت ضغط جدب جزيرة العرب وشظف الحياة اجتاحوا فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط في القرن السابع.
- والبعض يترك الأرض ومن عليها، ويذهب لمدونات صفراء لكنها مقدسة. ويزعم وعداً إلهياً بتخصيص مساحات واسعة من منطقة الشرق الأوسط لقبائل عبرانية قديمة، ولنسلها إلى أبد الآبدين!!
*****
من نصدق من هؤلاء الصارخين الزاعقين ليل نهار، زاعمين حق كل منهم المطلق في العيش وحده على أسوأ بقعة في الكرة الأرضية من حيث الحضارة المعاصرة؟!!
*****
ماهي المرجعية الأفضل لتقرير حق الحياة والوجود في أي بقعة من بقاع الأرض؟
أهي الروايات والمزاعم الدينية والتاريخية قريبها بعيدها؟
أم الصحيح أن نرسل للجحيم روايات التاريخ بمختلف أصولها،
ونخضع لما يفرضه الواقع الحال "هنا والآن"؟
واقع أن الأرض حق وملك لجميع من يعيشون عليها الآن.
وأن على هؤلاء المتنازعين الكف عن نفي وجود الآخر وادعاء ملكيته المطلقة للأرض. والعيش بسلام وتعاون معاً. وإلا فقدوا ليس فقط جدارتهم بامتلاك مايحتلونه من الأرض، وإنما فقدوا معها جدارتهم بالحياة!!
*****
هل لدى أحد مايمنع قبول هذه الرؤية لفض نزاع استمر لأكثر من قرن من الزمان، هلك فيه البشر والشجر وسائر مقومات الحياة؟!!
هل تمنعنا قوميتنا من مد أيدينا مخلصين غير مناورين للسلام؟
أم تمنعنا مقدساتنا من التعايش مع أحفاد القردة والخنازير؟
أم تمنعنا عقد النقص المتمكنة في نفوس شعوب عجزت عن مسايرة العصر وحضارته، فاختارت طريق الموت لنفسها ولمن حولها؟!!
#كمال_غبريال (هاشتاغ)
Kamal_Ghobrial#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟