كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي
(Kamal Ghobrial)
الحوار المتمدن-العدد: 8358 - 2025 / 5 / 30 - 12:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اليهودية بالأساس هي إيديولوچية دولة وليست ديناً أخروياً يهتم بمصير الإنسان بعد موته.
هي إيديولوچية قومية لقبائل بدوية اتخذت لها إلهاً تعبده،
ريثما تنصب لها ملكاً تخضع لملكه. وحملت إلهها معها في ترحالها في تابوت. وبعدما استقرت في أرض فلسطين بنت له معبداً ليسكن فيه.
ثم كان لها ملكها الأسطوري داود. القادم من أسفل السلم الاجتماعي اليهودي، ليجلس على العرش. ثم يبني ابنه الأسطوري المسكن الدائم للإله الخاص "يهوه".
الوضع هنا قد يبدو لنا مقلوباً. إذ كان الإله يرمز للملك الأرضي. وليس الملك الأرضي هو الذي يرمز للإله كما صار الحال بعد ذلك.
لهذا فاليهودية قومية قبائلية، تعتبر الآخر دنساً ولا قيمة له ولا اعتبار. ويتضح هذا بصورة صارخة في رؤية يسوع وموقفه من الآخر، حسبما تذكر الأناجيل المسيحية المعتمدة.
ومن هذا المنطلق لم تكن اليهودية تبشيرية بالأساس. وإن تطور الأمر مع الوقت، وضمت من كانوا يسمون دخلاء إلى حظيرة اليهودية. بما يشبه الآن منح الجنسية الوطنية للأجانب.
واليهودية معنية بالأرض وليس بالسماء والحياة الأخرى. التي لا يكاد يكون لها ذكر في الأسفار اليهودية، رغم ضخامة حجمها وامتداد ازمنة تدوينها.
والمسيح أو المسيا الذي انتظره ومازال ينتظره اليهود، هو ملك يجلس على عرش ملكهم الأسطوري داود. ليعيد مجد إسرائيل بين الأمم. لهذا لم يلتحقوا بدعوة شاؤول الطرسوسي أو بولس الرسول. الذي قدم لها مسيحاً وديعاً مذبوحاً ملكوته في السماء وليس على الأرض.
***
على هذا النمط ظهرت إيديولوچيات قومية تتشح بثياب المقدس. فيما ينبئ كل من مظهرها وجوهرها أنها مجرد أسمنت يجمع الحصى في كتلة واحدة صلبه تؤسّس عليها الدولة القومية. ونجد ذلك الربط الذي نجزع منه الآن، بين الدين والدولة. أي بين الإيديولوجية التي نظنها ديناً والدولة الشمولية المهيمنة.
#كمال_غبريال (هاشتاغ)
Kamal_Ghobrial#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟