كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي
(Kamal Ghobrial)
الحوار المتمدن-العدد: 8331 - 2025 / 5 / 3 - 13:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لست معنياً بإدانة أو براءة الموظف الإداري المسيحي بأحد مدارس الراهبات بمصر. والمتهم بالتحرش بطفل مسلم بالمدرسة.
وإن كنت معنياً بحصول ضحية التحرش على حقه. وحصول المجتمع على حقه من المجرم أياً كان دينه!!
أنا معني بذلك الانحطاط الأخلاقي لمجتمع لا تستفزه حوادث التحرش التي تحدث عياناً في وسائل المواصلات مثلاً. لكنه يستقيظ منتخياً من سباته إذا ما اشتمّ رائحة صراع طائفي. أو إذا ماحدثت حادثة يتصادف اختلاف طرفيها في الدين، ليسارع بتحويلها لقضية وحرب دينية.
أنا معني بحالة الهوس الهستيري التي اجتاحت المصريين.
حالة كارثية تعد واحدة من مظاهر حالة شعب يسقط حضارياً وأخلاقياً بمعدل صاروخي. منذ حوالي نيف وسبعة عقود حتى الآن.
حيث انخرط الجميع في حرب طائفية قذرة. حرب كلامية وتظاهرات تكاد تتحول لنار اعتداءات طائفية صارت منذ عقود أحد ملامح الحياة المصرية.
حرب يبني كل طرف فيها رأيه ومواقفه على أساس انتمائه الديني.
فالمتهم عند الطرف المسلم (إلا فيما ندر) هو مسيحي مجرم تعمد هو وإدارة مدرسته وكل مدارس الراهبات، بل وكل أقباط مصر تعمدوا التحرش بطفل مسلم.
فيما المتهم بالتحرش في نظر الأقباط (إلا فيما ندر) ضحية بريء عاجز حتى عن التبول.
وفي خلفية تفكيرهم أن الأقباط ملائكة لا يخطئون. وأن من عداهم شياطين مجسدة في صورة بشر. وبالتالي لابد وأن يكون المتهم منهم ضحية بريء طاهر. كما أكد ذلك أحد الأساقفة النجوم في الوسط القبطي والمصري.
حالة مزرية مؤسفة لشعب تكاد تخلو حياته إلا من كل ماهو مزري ومؤسف!!
شعب يعاني الحياة ولا يعيشها.
شعب يخترع مثل هذه المشاكل اختراعاً. فيما حياته بجميع جوانبها في حالة فشل بائس.
أكتب هذا الكلام ليس في معرض البحث عن حل أو علاج لمثل تلك الحالات أو الظواهر. فلا أرى في الأفق أي ملامح أو إمكانيات لعلاج عاجل أو آجل.
أكتب هذا مرثاة لشعب ووطن يسقط إلى قاع البشرية بثبات وإصرار وإيمان وتقوى!!
#كمال_غبريال (هاشتاغ)
Kamal_Ghobrial#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟