|
كتبة الأناجيل الأربعة AI
كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي
(Kamal Ghobrial)
الحوار المتمدن-العدد: 8427 - 2025 / 8 / 7 - 22:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كاتب إنجيل متى
فيما يتعلق بمسألة الكاتب الحقيقي لإنجيل متى، هناك موقفان رئيسيان في الأبحاث العلمية الحديثة. الرأي التقليدي: * يرى هذا الرأي، الذي يعود إلى آباء الكنيسة الأوائل مثل بابياس وإيريناوس، أن الكاتب هو متى الرسول، أحد تلاميذ المسيح الاثني عشر. * يستند هذا الرأي بشكل أساسي إلى الشهادات الخارجية من آباء الكنيسة، الذين نسبوا الإنجيل إلى متى في كتاباتهم. * كان هذا هو الاعتقاد السائد لقرون طويلة. الرأي السائد في الدراسات الحديثة: * تتفق غالبية الأبحاث الحديثة على أن الإنجيل لم يُكتب بشكل مباشر من قِبَل متى الرسول، بل هو عمل مجهول لمسيحي يهودي كتبه باللغة اليونانية في الربع الأخير من القرن الأول الميلادي. * تستند هذه الأبحاث إلى عدة أدلة داخلية وخارجية: * الأدلة الداخلية: الإنجيل نفسه لا يذكر اسم كاتبه. * الأدلة الخارجية: * تُظهر الدراسات أن إنجيل متى اعتمد بشكل كبير على إنجيل مرقس الأقدم، بالإضافة إلى مصدر افتراضي آخر يُعرف باسم "المصدر ق" (Q source) يحتوي على أقوال يسوع المشتركة بين متى ولوقا. فإذا كان متى الرسول شاهد عيان، فمن غير المرجح أن يعتمد على إنجيل مرقس. * يُشير بعض الباحثين إلى أن شهادة بابياس، التي اعتمد عليها الرأي التقليدي، قد لا تكون دقيقة بالكامل، حيث يقول بابياس إن "متى جمع الأقوال باللغة العبرية"، وهذا لا يعني بالضرورة أنه كتب إنجيلاً كاملاً مثل الذي بين أيدينا. * يعتقد الكثير من العلماء أن الإنجيل كُتب في أنطاكية بسوريا، وأن الكاتب كان ملماً بالشريعة اليهودية وكان يكتب لمجتمع مسيحي يهودي. باختصار: بينما ينسب التقليد المسيحي إنجيل متى إلى الرسول متى، فإن غالبية الأبحاث العلمية الحديثة ترى أن الكاتب شخص مجهول من الجيل الثاني للمسيحيين، وأنه اعتمد على مصادر سابقة مثل إنجيل مرقس. ومع ذلك، هناك بعض العلماء الذين ما زالوا يدافعون عن الرأي التقليدي.
حقيقة كاتب إنجيل متى حسب ما جاء بموقع الأنبا تكلا، وهو موقع قبطي أرثوذكسي شبه رسمي: يقول "الخوري أنطوان الدويهي": " وَضَعَ إنجيل متى اليوناني تلميذ لمتى العشار حافظ على روح معلمه واحتفظ باسم المؤلف الأول، وألَّفه بعد دمار الهيكل وخراب أورشليم حوالي سنة 80م. وقد أنكر كثير من علماء المسيحية في القديم والحديث صحة نسبة الإنجيل لمتى، يقول فاستس في القرن الرابع: "إن الإنجيل المنسوب إلى متى ليس من تصنيفه"، وكذا يرى القديس وليمس، والأب ديدون في كتابه "حياة المسيح".. ويقول البروفيسور هارنج: "إن إنجيل متى ليس من تأليف متى الحواري، بل هو لمؤلّف مجهول أخفى شخصيته لغرض ما.. ويقول القس فهيم عزيز عن كاتب متى المجهول: "لا نستطيع أن نعطه اسمًا، وقد يكون متى الرسول، وقد يكون غيره".
كاتب إنجيل مرقس
استنادًا إلى الأبحاث العلمية والدراسات النقدية الحديثة، هناك آراء مختلفة حول الكاتب الحقيقي لإنجيل مرقس. * التقليد الكنسي: ينسب التقليد الكنسي القديم إنجيل مرقس إلى "يوحنا الملقب بمرقس"، وهو رفيق للرسول بطرس. وتذكر بعض المصادر المبكرة، مثل المؤرخ بابياس (القرن الثاني الميلادي)، أن مرقس كتب إنجيله بناءً على عظات بطرس وذكرياته. وتؤكد هذه الرواية أيضًا شخصيات كنسية أخرى مثل إيريناوس وكليمنس الإسكندري. * الرأي العلمي النقدي الحديث: يرى غالبية العلماء النقديين المعاصرين أن إنجيل مرقس كُتب من قبل مؤلف مجهول. فهم يشيرون إلى أن الأناجيل الأربعة القانونية لم تذكر أسماء مؤلفيها بشكل صريح. ورغم أن التقليد الكنسي نسب الإنجيل إلى مرقس، فإن الأدلة الداخلية في النص نفسه لا تدعم هذا الادعاء بشكل قاطع. * فرضية المصدرين: يتفق معظم العلماء على أن إنجيل مرقس هو الأقدم بين الأناجيل الإزائية (مرقس، متى، لوقا)، وأنه استُخدم كمصدر من قبل مؤلفي إنجيلي متى ولوقا. وهذا يشير إلى أن مؤلف مرقس كان يجمع روايات وقصصًا من مصادر مختلفة، بما في ذلك التقاليد الشفوية حول حياة يسوع. * تحليل النص: يلاحظ الباحثون أن مؤلف إنجيل مرقس يترجم بعض المصطلحات الآرامية ويوضح بعض العادات اليهودية، مما يشير إلى أنه كان يكتب لجمهور غير يهودي، وعلى الأرجح في روما. هذا يتوافق مع التقليد الذي يربط مرقس ببطرس في روما. * الخلاصة: على الرغم من أن الأبحاث الحديثة تشكك في أن يكون يوحنا مرقس المذكور في العهد الجديد هو الكاتب الفعلي للإنجيل، فإنها لا ترفض بالضرورة أن يكون الكاتب شخصًا يُدعى مرقس. ولكن، تبقى هوية هذا الكاتب المجهول محل خلاف ونقاش بين العلماء، مع الإشارة إلى أن إنجيله كان مصدرًا رئيسيًا للأناجيل اللاحقة.
كاتب إنجيل لوقا
الرأي التقليدي القائم منذ القرن الثاني الميلادي، هو أن كاتب إنجيل لوقا هو لوقا الطبيب، وهو رفيق بولس الرسول المذكور في رسائله. وتدعم الأبحاث العلمية الحديثة عموماً هذا الرأي، لكنها تقدّم بعض التفاصيل الإضافية والنقاشات حوله. فيما يلي ملخص لأبرز النقاط التي تطرحها الأبحاث العلمية حول الكاتب الحقيقي لإنجيل لوقا: * اسم لوقا لم يُذكر في الإنجيل: على عكس بعض النصوص القديمة التي يذكر مؤلفوها أسماءهم، فإن إنجيل لوقا لا يذكر اسم كاتبه صراحة. وعنوان "إنجيل لوقا" أُضيف لاحقاً في القرون الأولى للكنيسة. * دليل الترابط بين إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل: تتفق الأبحاث العلمية على نطيد وجود كاتب واحد لإنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل، وذلك بالنظر إلى التشابه في الأسلوب اللغوي والمفردات والترابط بين بداية سفر أعمال الرسل ونهاية إنجيل لوقا. فكلا الكتابين موجه إلى شخص يُدعى "ثيوفيلس". * كاتب الإنجيل لم يكن شاهد عيان: يوضح الكاتب بنفسه في مقدمة إنجيله (لوقا 1: 1-4) أنه يكتب بناءً على شهادات الآخرين الذين كانوا شهود عيان لأحداث حياة يسوع، ما يدل على أنه لم يكن واحداً من تلاميذ يسوع الأصليين. * ارتباط الكاتب ببولس الرسول: تُظهر أجزاء من سفر أعمال الرسل (التي يُطلق عليها "أجزاء نحن") أن الكاتب كان رفيقاً لبولس في رحلاته التبشيرية. ويتوافق هذا مع التقليد الذي يربط إنجيل لوقا بلوقا الطبيب رفيق بولس المذكور في رسائله (على سبيل المثال، رسالة فليمون 1: 24). * لغة الكاتب وخلفيته: يُظهر الكاتب معرفة ممتازة باللغة اليونانية، ما يشير إلى أنه كان على درجة عالية من التعليم. كما أن اهتمامه الكبير بالسامريين والأمم (غير اليهود) وبالفقراء والنساء، يُعتبر دليلاً على أنه كان يكتب لجمهور من الأمم أو أن الكاتب نفسه كان من الأمم (غير اليهود)، ما يجعله الكاتب الوحيد من غير اليهود في العهد الجديد. * الخلافات العلمية: على الرغم من أن التقليد يُنسب الإنجيل إلى لوقا الطبيب، فإن بعض العلماء المعاصرين لديهم شكوك حول هذا الأمر. يشير هؤلاء العلماء إلى أن أول ذكر صريح للوقا ككاتب للإنجيل كان في القرن الثاني الميلادي، أي بعد حوالي 100 عام من كتابة الإنجيل. كما أن هناك من يرى أن بعض الروايات في إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل لا تتفق تماماً مع ما يذكره بولس عن نفسه في رسائله، ما قد يضعف فكرة أن الكاتب كان رفيقاً مقرباً لبولس. بشكل عام، تدعم الأبحاث العلمية وجود مؤلف واحد لإنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل، لكنها في نفس الوقت تُسلّط الضوء على أن هوية هذا الكاتب غير مذكورة في النص نفسه، وأن الاستنتاجات حول هويته مبنية على أدلة داخلية وخارجية (من التقليد الكنسي).
كاتب إنجيل يوحنا
بناءً على الأبحاث العلمية، هناك جدل كبير حول الكاتب الحقيقي لإنجيل يوحنا. يمكن تلخيص الآراء المختلفة كالتالي: الرأي التقليدي (الكنائس): * يعتقد التقليد الكنسي القديم أن كاتب إنجيل يوحنا هو يوحنا بن زبدي، أحد تلاميذ المسيح الاثني عشر. * يستند هذا الاعتقاد إلى أدلة داخلية من الإنجيل نفسه، حيث يُشار إلى شخصية "التلميذ الذي كان يسوع يحبه" والذي يُعتقد أنه يوحنا. * كما يستند إلى شهادات آباء الكنيسة الأوائل مثل إيريناوس، الذي كان تلميذاً لبوليكاربوس الذي كان بدوره تلميذاً ليوحنا الرسول. * يرى أنصار هذا الرأي أن الإنجيل يعكس معرفة عميقة بالتفاصيل الجغرافية والثقافية لليهود في فلسطين، وهو ما يتناسب مع كونه يهودياً فلسطينياً عاصر الأحداث. الرأي النقدي الحديث (أغلبية الباحثين): * تتفق غالبية الأبحاث العلمية الحديثة على أن الكاتب الفعلي لإنجيل يوحنا غير معروف. * يعتبر الكثيرون أن الإنجيل كُتب في وقت متأخر، حوالي نهاية القرن الأول الميلادي (بين 90 و115م)، في مدينة أفسس غالباً. * يعتقد هؤلاء الباحثون أن اللغة اليونانية المعقدة واللاهوت المتطور في الإنجيل لا تتناسب مع كونه من تأليف صياد سمك غير متعلم من الجليل. * يقترح البعض أن الإنجيل هو نتاج "جماعة يوحناوية" كانت تنقل تعاليم يوحنا الرسول، وأن شخصًا آخر في تلك الجماعة قام بكتابته وتطويره. * يشيرون أيضًا إلى أن إنجيل يوحنا يختلف بشكل كبير عن الأناجيل الإزائية (متى، مرقس، لوقا) في المحتوى، والتسلسل الزمني، والأسلوب اللاهوتي، وهو ما يصعب تفسيره إذا كان من تأليف شاهد عيان مباشر. الخلاصة: بينما يرى التقليد الكنسي أن يوحنا بن زبدي هو الكاتب، فإن الأبحاث العلمية الحديثة لا تؤكد هذا الرأي وتعتبر أن المؤلف الفعلي مجهول، وأن الإنجيل هو عمل نابع من مجتمع يوحناوي استند إلى تعاليم "التلميذ المحبوب" (الذي يُعتقد أنه يوحنا الرسول) ولكنه كُتب في وقت لاحق وبلغة ونهج لاهوتي أكثر تعقيدًا. *****
بالطبع الذكاء الصناعي لا يعطينا الحقيقة صافية كما قد توحي تسمية ذكاء. هو كما ترون من متن المنشور، يعطينا فكرة عامة عن مجمل المنشور سابقاً عن الموضوع. هو لايدخل في تفصيلات. ولا يعطينا نتيجة نهائية يمكن اعتمادها علمياً. لكنه قد يكون مفيداً في تنبيهنا لجوانب من الموضوع لم نلتفت إليها. أو لم نكن نعلم بوجودها.
#كمال_غبريال (هاشتاغ)
Kamal_Ghobrial#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تطور وتباين الأخلاق وحركة التاريخ
-
على هامش القضية
-
لاهوتيات: المسيحي واستشعار الإثم
-
لاهوتيات - المسيرة لإله مثلث الأقانيم
-
الخامة المصرية والحضارة
-
من عمق الذاكرة السحيق
-
الكيان الصهيوني أم إمبراطورية الشر الإسلامية؟
-
المغالطات وتلك القضية اللعينة
-
الإيديولوچيا اليهودية
-
يسوع من الرابي إلى الإله
-
7 أكتوبر وطوفان الأقصى
-
عندما تتفسخ الطبقة الوسطى
-
الحالة نيلة قوي
-
مقارنة بين دينين
-
البابا فرنسيس والكاثوليكية الحديثة
-
الإخوان المسلمون وسلاطين العرب
-
حالة سقوط حضاري
-
-تصفية القضية-
-
غزة بين التطهير والتعمير
-
لاجدوى اجتثاث الإرهاب
المزيد.....
-
المرشد الأعلى الإيراني يعين مسئولين سابقين في مجلس الدفاع ال
...
-
على خلفية رفض تجنيدهم في الجيش الإسرائيلي.. الزعيم الروحي لل
...
-
قوات الاحتلال تعتقل 12 مواطنا من محافظة سلفيت
-
أسوأ يوم في تاريخ المسجد الأقصى!
-
أسوأ يوم في تاريخ المسجد الأقصى!
-
عالم دين سني يطالب الأمة بالإستشهاد بطريقة الامام الحسين (ع)
...
-
خبيرة دولية: الحوار بين الأديان أصبح أداة لتلميع صورة الأنظم
...
-
رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بإثيوبيا: الجزيرة صوت ال
...
-
الاحتلال يبعد مفتي القدس عن المسجد الأقصى لمدة 6 أشهر
-
دمشق.. انطلاق مجالس سماع -موطأ الإمام مالك- بالجامع الأموي
المزيد.....
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
المزيد.....
|