أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - تحركات النظام الإيراني في المنطقة: محاولات البقاء وسط الأزمات














المزيد.....

تحركات النظام الإيراني في المنطقة: محاولات البقاء وسط الأزمات


سامي خاطر

الحوار المتمدن-العدد: 8443 - 2025 / 8 / 23 - 09:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يواجه النظام الإيراني أزمات داخلية وخارجية متفاقمة، مما دفعه إلى التركيز على تعزيز أذرعه الوكيلة في المنطقة. عين خامنئي مؤخرًا علي لاريجاني أمينًا للمجلس الأعلى للأمن القومي، وهو ما تجلى في زياراته الأخيرة إلى بغداد ثم بيروت لتنفيذ هذه الاستراتيجية. لفهم هذه التحركات، يجب أولاً استعراض الوضع الحرج للنظام.
على الصعيد الدولي، يواجه النظام تهديد تفعيل آلية "الزناد" من قبل الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا)، التي أعلنت أنها ستفعل هذه الآلية بحلول نهاية أغسطس إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي. هذا التهديد يثير قلق النظام لأنه يضيق الحصار الاقتصادي عليه. واعترف وزير خارجيته بأن "السناب باك كارثة... ستعود العقوبات على التسليح، ونصنف مجددًا كتهديد للسلم العالمي، مما يخلق تبعات قانونية وسياسية خطيرة". هذا الأمر عمّق الانقسامات الداخلية؛ خامنئي يأمل في مناورات دبلوماسية، بينما يدعو البعض للتفاوض وآخرون يهددون أوروبا بصواريخ بعيدة المدى. ويظل الإصرار على البرنامج النووي يزيد مخاطر الحرب.
داخليًا، الأزمات المعيشية تدفع المجتمع نحو الانفجار. اعترف الرئيس مسعود بزشكيان بأن "الماء، الكهرباء، الغاز، المال، التضخم... كل شيء مشكلة، ولا خيار لدينا سوى قطع الخدمات". لقمع الاحتجاجات المحتملة، لجأ النظام إلى الإعدامات المكثفة – 93 حالة في أسبوعين فقط – لكن هذا زاد من التوتر الاجتماعي. وحدات الانتفاضة هاجمت مراكز الحرس والباسيج في عدة محافظات، وفي سيستان وبلوشستان، نفذت جماعات مسلحة عمليات ضد قوات القمع. تشير تقارير مستقلة إلى أن الغلاء والنقص في الخدمات يغذي هذه الاضطرابات، دون حلول من النظام.
للتعويض عن هذه الضعف، يعتمد خامنئي على وكلائه الإقليميين، محاولًا منع نزع سلاح حزب الله وحفظ الحشد الشعبي في العراق. حذر دري نجف آبادي، وزير المخابرات السابق، من أن "خسارة سوريا كارثة، ونزع سلاح حزب الله أو حل الحشد الشعبي يتطلب يقظة كاملة".
في العراق، كانت زيارة لاريجاني تهدف إلى عدة أهداف: ضمان عدم استخدام الأجواء العراقية ضد النظام في حرب محتملة، تبادل المعلومات، وفتح الحدود للأنشطة العسكرية والاقتصادية. تم توقيع اتفاق أمني – أثار احتجاج أمريكا ووصفه العراق بتحديث تفاهم حدودي – لكن تفاصيله غامضة. وتشير تقارير إعلامية إلى أن العراق لم يملك الصلاحيات الكافية لتلبية كل مطالب النظام. ركز لاريجاني أيضًا على الالتفاف على العقوبات عبر تصدير النفط واستيراد بضائع ممنوعة عبر شركات وهمية، وزيادة التجارة. هدف آخر كان توحيد الأحزاب الموالية للنظام للسيطرة على الانتخابات المقبلة. استغل النظام مراسم الأربعين لتبرير وجوده، رغم أن الشعب الإيراني يقارن النظام بقتلة الإمام الحسين، وهدد الهیئات الدينية التي تنتقده. لكن نفوذ النظام في العراق تراجع، وتتطلب المواجهة دعم القوى الوطنية العراقية وفضح التدخلات.
في لبنان، الأولوية هي منع نزع سلاح حزب الله، الذي يعتبره النظام درعًا حيويًا. يرى النظام أن نزع السلاح سيفتح الطريق لهجمات مباشرة على إيران. زار لاريجاني لبنان لتنفيذ خطط الحرس: الضغط السياسي لتأخير قرار نزع السلاح، خلق الفوضى عبر عصابات إجرامية، مهاجمة مراكز أجنبية وعربية، والتهديد بضرب قادة سوريا الجديدة بطائرات مسيرة. السفارة الإيرانية في بيروت هي مركز القيادة. يستمر تمويل حزب الله عبر صرافات محلية، لكن دعمه الاجتماعي ضعف بعد انقطاع الدعم السوري. يدفع اللبنانيون ثمن هذه السياسات بتدمير اقتصادهم واحتلال أراضيهم. لكن التوازنات الإقليمية تغيرت، وأعلن الرئيس اللبناني للعربية: "رسالتنا لإيران واضحة: لا تتدخلوا في شؤوننا". يُقترح طرد السفير الإيراني، إغلاق السفارة، وحملات إعلامية لكشف المخططات.
في اليمن، دعم الحوثيين جبهة مربحة ومنخفضة التكلفة. الحوثيون تحت سيطرة الحرس، وتلقوا أسلحة ضخمة، مثل 750 طنًا من الصواريخ اكتشفتها الحكومة الشرعية. يستخدم النظام الحوثيين لإظهار القوة في المفاوضات. المواجهة المثلى هي دعم الحكومة الشرعية عسكريًا وسياسيًا؛ أي تردد يعزز نفوذ النظام.
مع ضعف النظام داخليًا، يزداد اعتماده على الوكلاء. الحل الأساسي هو إسقاط النظام بيد الشعب الإيراني، لكن بالتوازي، يجب فضح مخططاته إقليميًا، والتأكيد على نزع سلاح حزب الله – مطلب اللبنانيين – وحل الحشد الشعبي. حزب الله لم يقدم سوى الخدمة لخامنئي، وقمع اللبنانيين، وقتل السوريين؛ نزع سلاحه سيُنهي أيادي النظام الملطخة بالدماء.



#سامي_خاطر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف يقود لاريجاني إلى بغداد وبيروت
- بعيداً عن الإسلام.. الإرهاب عقيدةٌ ونهج لدى نظام الملالي
- الإرهاب عقيدة وفكر نظام الملالي
- دور العمق الإيراني في إفشال حل الدولتين: مؤامرات النظام الإي ...
- الشعب الإيراني بين مطرقة الاستبداد وسندان المؤامرة الغربية
- إعدام بهروز إحساني ومهدي حسني: انتهاك يصدم الإنسانية
- تدخلات إيران في الأردن ولبنان وسوريا واليمن: الأزمة والحل
- المقاومة الإيرانية: صمود الشعب وتطلعات الحرية
- إعدام بهروز إحساني ومهدي حسني: جريمة تهز الضمير
- القوة الحقيقية للتغيير تكمن في قلب إيران: شعب يقاوم ويصمد من ...
- صوت الشعب الإيراني: الحل الثالث لمستقبل ديمقراطي
- العلاقة بين النظام الإيراني والوكالة الدولية للطاقة الذرية: ...
- إمتداداً ل سايكس بيكو.. ملالي إيران مشروعاً لخراب وترويض الش ...
- هل يسقطهم من مكّنهم من الحكم في إيران والهيمنة على العراق وا ...
- ملامح الخيار الثالث لإنهاء الأزمة في إيران
- إيران ومجريات الأحداث وضرورة الخيار الثالث
- برنامج المواد العشر ومستقبل إيران والمنطقة
- لماذا يُصر الغرب على إبقاء حكم نظام الملالي في إيران...؟
- ماذا جرى خلف الكواليس؟
- وجهين لعملة واحدة؛ فماذا جرى في حرب ال 12 يوما؟


المزيد.....




- ماذا قال السوداني عن استغلال المناسبات الدينية لأغراض سياسية ...
- حماس تحذر من تصعيد المستوطنين في المسجد الأقصى
- «إرهابي مجرم.. عار على الشعب اليهودي».. متظاهرون يلاحقون بن ...
- النيجر تعلن مقتل زعيم بوكو حرام بغارة جوية
- مؤتمر -غزة مسؤولية إسلامية وإنسانية- في إسطنبول ينطلق بنداء ...
- متى ستحل جماعة الإخوان المسلمين في سوريا نفسها؟
- من يتحمل المسؤولية عن العنف الطائفي في سوريا؟
- بمشاركة نحو 100 عالم دين.. انطلاق -مؤتمر غزة- في إسطنبول
- 45 ألفا أدّوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- رغم تشديد إجراءات الاحتلال.. آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الج ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - تحركات النظام الإيراني في المنطقة: محاولات البقاء وسط الأزمات