أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام عبد الحسين - الأمن مشروط في العراق، السليمانية أنموذجا














المزيد.....

الأمن مشروط في العراق، السليمانية أنموذجا


حسام عبد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 22:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدت مدينة السليمانية ليل الخميس على الجمعة (21-22 آب/أغسطس 2025) اندلاع اشتباكات مسلحة بين القوات الأمنية وعناصر مسلحة موالية لرئيس حزب "جبهة الشعب" لاهور شيخ جنكي، وأدت لمقتل ثلاثة أشخاص على الأقل فيما أُصيب نحو 10 آخرين بجروح حسب وسائل الإعلام.
وتمكنت القوات الأمنية من اعتقال لاهور شيخ جنكي وشقيقيه بولاد وآسو، الصادرة بحقهم مذكرات اعتقال، وذلك بعد عملية اقتحام فندق "لاله زار" الذي كان يتحصنون به مع قواتهم الموالية.
بالتوازي، شهدت منطقة دباشان هجمات بطائرات مسيرة وإطلاق نار بالقرب من منزل بافل طالباني، رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، في مشهد يعكس حجم التوتر الداخلي بين أجنحة السلطة في إقليم كردستان.

إن ما يهمنا هو أمان المجتمع وليس صراعات البرجوازية الحاكمة القائمة على تقاسم موارد البلد، وهذه الحادثة أثبتت وبشكل قاطع إنهاء كافة الإدعاءات والتصريحات بأن العراق يسوده الأمن والأمان، ووضحت أن أمن وأمان المواطن والمجتمع يخضعان لشرط مزاج النخب البرجوازية الحاكمة، وليس أمن طبيعي تحكمه الدولة، لعدم وجود دولة بالمعنى السياسي والاقتصادي والعسكري.

إن الأمان في العراق قائم على نتاج للعلاقات الاقتصادية في توزيع ثروات البلد على الطبقة الحاكمة، العاملة تحت النفوذ الخارجي في إنتاج أسواق جديدة وتراكم رأس المال. هذا هيكل إنتاج أفراد السلطة حيث السلاح تستخدمه لحماية مصالحها الاقتصادية وإدامة هيمنتها على المجتمع أو من أي تهديد قد يأتي من مجموعة أو من منافسين.
هنا حولت الطبقة الحاكمة الأمان إلى سلعة لأنه سيكون نتاجًا للوفرة الربحية لها، وليس حقًا طبيعيا لعموم المجتمع. لذا ينهار الأمان بلحظة مزاج سياسي ويستقر بملء الجيب، وبين هذه المهزلة يعيش المجتمع أسوأ حالاته.

إن قاعدة (حماية القانون للجميع) تخرج حين يطالب المجتمع بحقه من خلال إضراب، احتجاج، محاولة تغيير جذرية، يسقط هذا القناع وتتوحد الطبقة الحاكمة وكأن لم يكن بينهم أي صراع، أو متجاوزة الخلافات الدموية التي كانت تفصلهم، ويتم كشف الطبيعة القمعية لهم. كمثال؛ توحد الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني بعد كل انتخابات برلمانية على المحاصصة مع بغداد, أو كما تتوحد الطبقة الحاكمة في العراق ضد أي احتجاج جماهيري كبير يحدث.

وعليه؛ الأمان في العراق لا وجود له، وهو مشروط باحتياجات سوق الطبقة الحاكمة القائم على الاستغلال الاقتصادي والصراع البرجوازي. في حين قاعدتي الاستمرارية، واللامشروطية الخاصتين في أمان المجتمع لا يمكن إنتاجهما في هذه العملية السياسية المنتجة للأزمات.

إن الأمن المشروط ليس حكرًا على العراق، بل ينطبق على العديد من الدول الهشة أو التي تعاني من "الريعية الاقتصادية"، حيث تكون الولاءات فيها شخصية وطائفية واقتصادية وليست للدولة ومؤسساتها.



#حسام_عبد_الحسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تصبح الثقة بالنفس تهمة التكبر
- بالسلاح والسيادة تركيا تحول الماء الى سعلة
- اجتماعات ستوكهولم بين حروب الدول القادمة والنزاعات المسلحة ا ...
- مخطط واحد بين قناة بنما والعراق
- توحيد الاقتصاد واختلاف الشعار، الجمهوري والديمقراطي الامريكي ...
- وغدا تنتهي الحياة
- ليل غير مؤدب
- أغلال مبعثرة
- التنافس والتسابق والغيرة بين أفراد المجتمع
- لولا ايران، ماذا تصنع امريكا للعراق؟
- هنية وشكر وجرف الصخر وأبعاد اسرائيلية
- غاية أردوغان من الهجوم العسكري على شمال العراق
- لماذا نتدخل بالسياسة؟
- مالنا من إنتخاب رئيس البرلمان الجديد
- ماهية الطبقة العاملة في الأول من أيار
- حوار بين مسؤول وصديق وأنا مستمع
- مسلسل ولاد بديعة تتمرد على الليبرالية.. وسلافة معمار تستحق ا ...
- احداث واقعية لمتغيرات سياسية مستقبلية والفرد العراقي يصارع ا ...
- استضافة القمة العربية 2025 للعراق ام لشعب العراق؟
- راقصٌ وحيد


المزيد.....




- من مطاردة الكلاب له إلى -مجند- في مركز شرطة.. إليكم قصة هذا ...
- شريكة إبستين السابقة تدافع عن ترامب: -لم أره قط في وضع غير ل ...
- بينهم نساء وأطفال.. مقتل 25 فلسطينياً في غزة بهجمات إسرائيلي ...
- وسائل إعلام إسرائيلية: نتانياهو يدفع لتسريع عملية السيطرة عل ...
- الغيطة الجبلية.. نبض الاحتفالات في قبائل جبالة بالمغرب
- صحيفة روسية: ترامب ارتكب خطأ جيوسياسيا بشأن الهند
- كيف تغير -زوم- تجربة الاجتماعات عبر وكلاء الذكاء الاصطناعي؟ ...
- إنقاذ 7 صحف محلية أميركية من مصير 3200 وسيلة اختفت منذ 2005 ...
- حكم أميركي بالسجن 67 عاما على غامبي أدين بالتعذيب
- استشهاد الصحفي خالد المدهون بنيران الاحتلال شمالي غزة


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام عبد الحسين - الأمن مشروط في العراق، السليمانية أنموذجا