أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - قراءة فنية في لوحة ابداعية موسومة ب- لست من هذا العالم..ونصائح الأوّلين عكازتي- للكاتبة والشاعرة التونسية القديرة أ-روضة بوسليمي














المزيد.....

قراءة فنية في لوحة ابداعية موسومة ب- لست من هذا العالم..ونصائح الأوّلين عكازتي- للكاتبة والشاعرة التونسية القديرة أ-روضة بوسليمي


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8441 - 2025 / 8 / 21 - 22:20
المحور: الادب والفن
    


استوقفتني لوحة ابداعية موشحة بالجمال،والبهاء الفني للكاتبة التونسية المبدعة روضة بوسليمي موسومة ب " لست من هذا العالم..ونصائح الأوّلين عكازتي"
هذه الكاتبة/ الشاعرة الواعدة لها قدرة على إيصال رسالتها الفنية والإبداعية عبر أقصر زمن،ومن خلال تكثيف جمالي أنيق،ربما يعود هذا الإدهاش الفني إلى قدرتها على صياغة اللحظة الفنية والحياتية بمهارة حيث يتجلى البعد الفني والإبداعي بين ثنايا السطور.
قلت،هذه الكاتبة الطموحة،ومن خلال متابعتي لكتاباتها التي تطل علينا من نافذة الإبداع،أدركت أنها تمتلك سحرا خاصا بها سرديا،من شأنه تحريك نوازعنا الداخلية،بما تملكه من قدرة على دمجِ عددٍ من الفنون الإبداعية في متنها القصير،لتخلق لها كيانه الخاص،فتغوص عميقاً في الواقع،تلتقط منه ما هو عام ومشترك بين البشر وتنبش ما في النفس من خفايا وانكسارات،خاصة إذا كان الواقع مشتبكاً بين-استحقاقات الحياة،واكراهات الواقع..
إنّ قراءة متأنية لهذه اللوحة الإبداعية ( " لست من هذا العالم..ونصائح الأوّلين عكاز تي") المشحونة بالتكثيف والترميز،،ومن خلال تفكيك دلالاتها،تضعنا أمام التساؤل التالي: ما مدى قسوة الواقع الذي ترصده؟
من هنا أيضاً تبدو أهميّة العنوان في إثارة الرغبة وفتح عتبة البحث والتنقيب عن جواب لهذا السؤال،الذي سيفتح الباب أمام أسئلة أخرى..تاركا للقارىء الكريم هامشا فسيحا من الوقت،للعثور على الجواب المناسب..
وإليكم هذه اللوحة الإبداعية حاثا إياكم على التفاعل معها فنيا،حين يختمر عشب الكلام..

لست من هذا العالم..ونصائح الأوّلين عكازتي

لست من هذا العالم،ولدت على غير
وفاق معه
أبدو في وضع الغريب الدّائم .
يناوشني كلّ ما حولي ..

لست من هذا العالم !
لا شيء يربطني به،
بأمّ عيني رأيت الأحمق يتولّى النصيحة،والحكيم في شكّ من أمره..!
اتتبّع عقد العالم..عقدة،عقدة .
وقفت عند المظالم..والصّمت المريب..
لست من هذا العالم !
أحاول تجاوز ما بي،لعلّني أكون كما كنت..أميل إلى العزلة..أتجاوز القبح والسّوء كي لا يكبر وجعي فأسقط ثانية .( فتتدحرج أحلامي أمامي)
لست من هذا العالم !
لا أعرف أين أذهب ؟
لا أعرف أين أنا ؟
هل يمكن أن أكون في القاع ؟!
لست من هذا العالم !
جربت البقاء وحيدة
بلا أسرة ، بلا رفقة ، بلا صحبة
فقط انا ونفسي
أسلك كم طريقا وحدي بلا بوصلة ،
أرتّب قولي : هذا من نصيب الجميع
وذاك أسرّ به إلى نفسي وثالث لن أخبر
به أحدا .

لست من هذا العالم !
أنا روح امتهنت القلق ، تحسب بعض النّوم فخّا .
وحده الصّمت لا يخون .
إن مرّ العمر أنتظر الصّعب يمرّ ،
أحترق طويلا ...
فأنضج كما يجب ،
أتخيّر أشيائي الصّغيرة ، أجعلها خاصّتي ..

لست من هذا العالم !
صادم حين تدرك أنّك تعاملت طويلا مع الأشباه ،
أشباه الأحبّة
أشباه الحقيقة...
يشفق التّاريج عمّن جرفتهم الدّهشة ... فيعيد نفسه .
سادتي ...
قد أبدو للعالم قويّة ، لا يغرّنّكم ذلك ، فأنا في الحقيقة هشّة جدّا
أنا لست على ما يرام ..
لطالما أوصيت أحلامي بالصّمود
لعلّها تبقى على قيد الحياة .
لست من هذا العالم !
يختلط كلّ الأمر في ذهني ،
يحيط بي كسل ونعاس وهدوء .
أفكّر في هدنة طويلة ،
تؤرقني فكرة الرّحيل .
أغامر من جديد
و نصائح الأوّلين عكازتي
أغامر ثانية
رغم الضّيق الذي أحرج صدري .
لست من هذا العالم !
أغامر تباعا وكلّي أدب في حضرة الجرح .

روضة بوسليمي

إنّ الخاطرة الشعرية توغل شفيف فى مسارات الذات الخبيئة،أو هي مونولوج رائق يماثل التتابع النغمي في درجاته الرهيفة،ومن هنا،فإن للغة أهميتها القصوى في ملء كل هذه المسارات والدروب بألوان الانتباه الناعم الذي يحدثه الإبداع التأملي الجاد.
وعندما يكون موضوع الخاطرة،من الخطورة بحيث ترتجف النفس لمجرد قراءة عنوان النص (لست من هذا العالم..ونصائح الأوّلين عكازتي" )، فلابد أن يساير المتن هذا الاهتزاز الوجداني ويعضده تأكيدًا ودعمًا لإحداث الأثر الكلي من جماليات الدهشة والتلقي الفائق.
تأملت هذه اللوحة كثيـرا،وفي كل مرة كانت تشدني اليها أكثر وتدفعني الحيرة للتأمل في مضمونها ومساحات الصمت والتجريد فيها.
ولكن..
قد تحمل اللوحة معان كثيرة،وكل واحد منا قد يرى شيئا مختلفا عن الآخر-هذا ما يعطي الفن سموا وقوة في الحضور-
وكما يقال في علم النفس،إن تأويلاتنا للمعاني هي مجرد انعكاس لافكارنا واسقاط لما يشغل بالنا على الاشياء من حولنا..
في هذا السياق،يبدو لي المشهد الإبداعي للكاتبة والشاعرة التونسية المتميزة روضة بوسليمي حافلا بما هو مدهش وجميل،وهذه اللوحة الإبداعية التي رسمتها بمداد الروح،تلج القلب والوجدان-دون استئذان-من خلال إنسانية الموضوع،والتصاقه الحميم بما يمور في وجدانها من انفعالات ترجمتها في شكل لغة شفافة،لغة أقرب إلى الرسم،فكل لفظة في معمارها،لها مكانها الخاص ودورها الذي تؤديه وكأنها شخصيات مسرحية تحمل في طياتها الكثير من الأحاسيس،وتسعى إلى مخاطبة قلب وعقل القارئ في قالب جمالي فريد،وعبر إدهاش جمالي متميز.
وتمنياتنا لها بالتوفيق والسداد بالقادم من أعمال.



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصدق الفني في قصيدة الشاعر التونسي القدير محمد الهادي الجزي ...
- حين تتوجع القصيدة في رثاء أليم لشهداء الوطن..يخضر عود الزيتو ...
- لمن لا يعرف الشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير. ...
- حين يقبض الشاعر التونسي القدير محمد الهادي الجزيري على الجمر ...
- أيها الشعراء العرب..شدوا رحالكم إلى خيمة الشاعر التونسي الكب ...
- تجليات القصيدة وتوهجها..في الأفق الشعري لدى الشاعر التونسي ا ...
- قصيدة الشاعرة التونسية المتميزة صباح نور الصباح-فينوس تُلهِم ...
- التصعيد الدرامي،تجليات الأسلوب السردي وإخراج المسكوت عنه من ...
- حين تتسلل الكلمات..ألى شغاف القلب..! تقديم -مقتضب-لقصيدة الش ...
- تجليات الإبداع في قصيدة-أعتاب قافيتي-للشاعر التونسي القدير-د ...
- حين ترتجف الحروف،وتتوجع الكلمات بين ثنايا القصيد.. قراءة مقت ...
- قراءة-عجولة-في ومضات القاص والشاعر التونسي الكبير أ-عادل الج ...
- حين تراهن الشاعرة الفلسطينية الكبيرة -أ عزيزة بشير على الإده ...
- قراءة في مجموعة القاص والشاعر التونسي المتميز عادل الجريدي “ ...
- تجليات الإبداع في شعر الشاعر التونسي الكبير محمد الهادي الجز ...
- هي ذي الشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير كما عر ...
- تونسيات مبدعات..في المهجر) الشاعرة والباحثة التونسية د-آمال ...
- جولة-في قصيدة الشاعرة التونسية الكبيرة د-آمال بوحرب -تجملت ب ...
- وحدها المقاومة الفلسطينية الباسلة..قادرة على كسر بعض المحرّم ...
- على هامش -الصمت العربي الخلاّب- في ظل محرقة غزة ! -متى ستُسع ...


المزيد.....




- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...
- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...
- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...
- مصر.. إحالة بدرية طلبة إلى -مجلس تأديب- بقرار من نقابة المهن ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - قراءة فنية في لوحة ابداعية موسومة ب- لست من هذا العالم..ونصائح الأوّلين عكازتي- للكاتبة والشاعرة التونسية القديرة أ-روضة بوسليمي