أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - تاكسون حدثيني مع قراءة نقدية للأستاذ الناقد عادل جوده














المزيد.....

تاكسون حدثيني مع قراءة نقدية للأستاذ الناقد عادل جوده


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 8437 - 2025 / 8 / 17 - 14:53
المحور: الادب والفن
    


تاكسون - حدثيني

أيها المسافر على الأحداق؛ قد حدثتُ النهر عنك ذات مطر...
وعن أوراق الرازقي المتساقطة من رسائل الصمت،
وعن كل المنافي التي تخلق منّا كتلًا متحركة من الريبة والتوجس والظنون، فينتابني الشك بأني موجودة.
وكأني بحاجة لقلق آخر...!
حتى اللحظة الراكضة للتو؛ كنت أحدث نفسي عن ظل البحر.
لا تقل شيئًا بين نفسك ونفسك.
لم تكن هذه سوى انفلاتات الروح من زوايا القلب والجسد لعبور مستحيل الكتابة. كوهم على وشك الاعتراف.

ماذا لو يرتبك الصباح على أنامل ليله؟
ماذا لو يتوقف الزمن في آخر نص كتبته؟
وماذا سيحدث بعد ذلك؟


حين لقاء سنبكي
ونتحدث ... معًا،
عن انشطارات الحزن،
وعن مداراتنا الليلية،
دون ضوء القمر.

[قراءة في قصيدة "تاكسون - حدثيني" لفاطمة الفلاحي]

تتجسد في هذه القصيدة لوحةٌ شعرية مطرزة بالحنين والشك والاغتراب حيث تنساب الكلمات كقطرات المطر في نهر الذات والمنفى. فاطمة الفلاحي تخلق عالماً مترعاً بالانزياحات الوجدانية تُحاور فيه الغياب والوجود عبر لغةٍ تستدعي الظلّ والضوء معاً.

١ الانزياحات الرمزية:
- النهر والمطر:
يتحولان إلى وسيطٍ سردي يحمل هموم المسافر والمنفى كأنما الكتابة نفسها نهرٌ يجرّ أوراق الذاكرة المتساقطة.
- الرازقي والأوراق:
زهرة الرازقي (شجرة ذات رائحة عطرة) ترمز للرسائل الضائعة أو الذكريات الهاربة من "رسائل الصمت" وكأنّ الصمت نفسه يصبح متكلماً.
- الظل والضوء:
"ظل البحر" و"ضوء القمر" يشكلان ثنائيةً تعكس التناقض بين الحضور والغياب بين ما يُرى وما يُختزل في اللاوعي.

٢ سؤال الوجود والاغتراب:
العبارة "ينتابني الشك بأني موجودة" تُلخص أزمة الهوية في المنفى حيث يصبح الجسد "كتلة متحركة من الريبة".
اللغة هنا تتحول إلى فضاءٍ للبحث عن الذات المبعثرة كما في عبارة "انفلاتات الروح من زوايا القلب" التي توحي بمحاولة الهروب من سجن الجسد أو الجغرافيا.

٣ - الزمن المستحيل:
تساؤلات الشاعرة (ماذا لو يتوقف الزمن؟) تكشف عن رغبة في تجميد اللحظة الشعرية كأن النصّ هو آخر ملاذٍ للخلود.
لكنّ الزمن في القصيدة زمنٌ دائري (مداراتنا الليلية) يعيد إنتاج الحزن دون انقطاع.

٤ - لغة الهمس والانشطار:
الأسلوب يتراوح بين الحكائي (كنت أحدث نفسي) والغنائي (سنبكي ونتحدث معاً).
هذا الانزياح يُظهر انشطار الذات بين المحاورة الداخلية والحوار مع الآخر الغائب.
كلمة "انشطارات" (بدلاً من انشقاقات) توحي بتشظٍّ لا يُرمّم كحزنٍ يتكاثر بانعكاسات الضوء على مرآة مكسورة.

٥ - الخاتمة القمرية:
غياب "ضوء القمر" في اللقاء المُتخيّل يُذكّر بظلمة المنفى حيث حتى السماء تخلو من شهود الفرح. الحزن هنا ليس فردياً بل كونياً
كأنه مدارٌ لا يُفلت منه إلا بالكتابة.

// ختاماً:
هذه القصيدة هي مرثية للذات واللغة معاً.
فاطمة الفلاحي تكتب بمداد الغياب مستخدمةً الانزياحات الرمزية والزمنية لخلق عالمٍ شعريٍّ يرفض الثبات.
اللغةُ تتعرى هنا لتكشف عن جرح الوجود
بينما تظل الكلماتُ أوراقَ رازقيٍّ متساقطةً على ضفاف النهر...
تحياتي واحترامي

#فاطمة_الفلاحي
#تاكسون_عراقي



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصورة تتكلم مع دراسة نقدية للأستاذ الناقد قاسم عزام
- هايبون قطار الماضي مع قراءة نقدية للأستاذ الناقد قاسم عزام
- هايكو- إقحوانة المطر- مع قراءة نقدية للناقد الأستاذ قاسم عزا ...
- يجبرني الوقت على السقوط - قراءة نقدية بقلم قاسم عزام
- هايكو- نبوءة السقوط
- سلطة القرار لمن من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي هو الكأس الم ...
- إذكاء الصراع الطبقي من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي هو الكأس ...
- اختراق
- تطوير كفاءات التنظيمات اليسارية لمواجهة الهيمنة الرقمية من ح ...
- استقلال إعلام قوى اليسار من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي هو ...
- العقبات التي يجابهها شباب العصر الرقمي، من حوارنا -كأن الذكا ...
- انتهاكات الذكاء الاصطناعي لخصوصية البيانات الشخصية والسياسية ...
- ما الذي توفره خوارزميات الذكاء الاصطناعي..؟ من حوارنا -كأن ا ...
- نصوص بنكهة التاكسون والهايبون الياباني
- هل يمارس الذكاء الاصطناعي التحيز وفقًا للأيديولوجيات السياسي ...
- ماذا لو أصبح سلاحًا رقميًا من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناعي ه ...
- القمع السياسي ومراقبة النشطاء من حوارنا -كأن الذكاء الاصطناع ...
- هايكو مزامير
- قراءة نقدية في نص -أقف على حافة الجسر-، للكاتب حميد كشكولي
- حرية مشلولة


المزيد.....




- الاحتلال يحتجز وزير الثقافة في قرية الشباب بكفر نعمة غرب رام ...
- ورشة تونسية تكافح للإبقاء على حرفة تجليد الكتب
- وزارة الثقافة الفلسطينية: -فلسطين 36- يمثل فلسطين في -أوسكار ...
- صنع الله إبراهيم أديب شيوعي سخر الصحافة للرواية
- -الجدة الصغيرة-.. ملكة الطرب وموسيقى الأونياغو الزنجبارية
- الدار السودانية للكتب تفتح أبوابها بعد توقفها لأكثر من عامين ...
- موسيقى -الراي-.. جسر عابر للحواجز والخلافات بين الجزائر والم ...
- -الولايات المتحدة والصين والهند يمكن أن توضع داخل إفريقيا-.. ...
- وفاة تيرينس ستامب -شرير- أفلام سوبرمان عن 87 عاماً
- نجوان علي: قلة الإنتاج السينمائي دفعتني الى الدراما التلفزيو ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الفلاحي - تاكسون حدثيني مع قراءة نقدية للأستاذ الناقد عادل جوده