أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 680 - مشروع «إسرائيل الكبرى»: مخاطره الجيوسياسية وردود الفعل العربية والتركية















المزيد.....

طوفان الأقصى 680 - مشروع «إسرائيل الكبرى»: مخاطره الجيوسياسية وردود الفعل العربية والتركية


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8437 - 2025 / 8 / 17 - 00:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


17 أغسطس 2025

مقدمة

تعتمد هذه الدراسة على معطيات وتحليلات وردت في مقالين صدرا في 14 أغسطس 2025:
الأول بعنوان «حرب بلا مجد ولا إنتصار» بقلم فاليري بورت، المؤرخ والمؤلف والكاتب الصحفي الروسي على موقع مؤسسة الثقافة الاستراتيجية، والثاني بعنوان «تركيا تستعد للمعركة مع إسرائيل الكبرى» بقلم ستانيسلاف تاراسوف، المؤرخ والباحث السياسي الروسي والخبير في شؤون الشرق الاوسط والقوقاز على موقع وكالة أنباء REX الروسية.
يناقش المقالان تحولات الخطاب الإسرائيلي في عهد بنيامين نتنياهو، وبروز مفهوم «إسرائيل الكبرى» كرؤية أيديولوجية توسعية تربط الدين بالتاريخ والسياسة، وينعكسان على واقع الحرب في غزة، والمواقف الإقليمية، خاصة العربية والتركية، من هذا المشروع.

الخلفية العقائدية والسياسية لمشروع «إسرائيل الكبرى»

يستند خطاب «إسرائيل الكبرى» إلى منظومة دينية قومية متطرفة ترى أن «أرض الميعاد» تمتد من النيل إلى الفرات، وهي فكرة متجذرة في الفكر الصهيوني التوسعي. وقد صرّح نتنياهو في مقابلة مع i24NEWS أنه يحمل «مهمة تاريخية وروحية لتحقيق أحلام الأجيال اليهودية السابقة والقادمة»، وأكد تمسكه بما سمّاه «إسرائيل العظمى». ظهر المفهوم بوضوح بعد حرب 1967 حين ضمت إسرائيل القدس الشرقية والجولان وسيناء والضفة وغزة، وظهر لأول مرة كمشروع سياسي قابل للتنفيذ.

غزة كنقطة إرتكاز للمشروع التوسعي: حرب بلا نهاية

تُعد غزة اليوم مساحة إختبار عملي لهذا المشروع. فإسرائيل تعلن أنها تسيطر على 75٪ من القطاع لكنها تتجنب دخول مدينة غزة «بسبب الرهائن والمفاجآت المحتملة». وقد صرّح رئيس الأركان إيال زامير بأن «الإحتلال الكامل قد يستغرق سنة أو سنتين»، ما يشير إلى إستنزاف طويل الأمد. وتأكّد ذلك في المقال الأول حين أشار فاليري بورت أن الجيش الإسرائيلي يخشى «خسائر فادحة ومرحلة طويلة من حرب عصابات حتى بعد تدمير البنية التحتية». وأشار تقرير بلومبرغ إلى أن «صور الجوعى جعلت الضغط على إسرائيل يتصاعد ويطالبها بالإعتراف بالدولة الفلسطينية».

لكن نتنياهو يرى أن «هذه ليست عملية عسكرية فقط؛ إنها مهمة تاريخية ستغيّر وجه الشرق الأوسط»، في إشارة إلى توظيف الحرب لبناء شرق أوسط جديد قائم على الهيمنة الإسرائيلية.

الموقف الداخلي الإسرائيلي: أزمة قيادة وإحتجاجات

يتعرض نتنياهو اليوم لأسوأ أزمة شرعية داخلية، حيث تتهمه المعارضة والمجتمع المدني بالتضحية بالرهائن لأهداف أيديولوجية. وصف منتدى الرهائن قرار الحكومة بأنه «حكم بالموت على أبنائنا الأحياء». كما قال يائير لابيد: «توسيع العمليات هو بالضبط ما كانت حماس تريده». ورأى يائير غولان أن نتنياهو «ضعيف وخاضع لمجموعة مسيانية تتحكم بالحكومة». وإعتبر بيني غانتس أن البلاد «تستحق زعيماً يستثمر الفرص لا رجلاً يتردد ولا يعيد الرهائن».

هذا الإنقسام الداخلي يفتح الباب أمام تساؤل خطير: هل يمكن لمشروع توسعي بهذا الحجم أن يمضي وسط أزمة شرعية داخلية؟ أم أنه سيُغرق إسرائيل في مأزق سياسي وأخلاقي؟


ردود الفعل العربية: بين الشجب الدبلوماسي والقلق الشعبي

دعت جامعة الدول العربية مجلس الأمن «إلى التصدي لهذه التصريحات المتطرفة»، لكن المواقف تراوحت بين الشجب الدبلوماسي والقلق الشعبي العارم. وأثارت مسألة التهجير القسري للفلسطينيين مخاوف واسعة بعد الكشف عن مفاوضات إسرائيلية مع إثيوبيا وجنوب السودان وليبيا بشأن إعادة توطين الفلسطينيين. وأعتُبر هذا «ترانسفيراً ممنهجاً» لإفراغ غزة من سكانها، وهو ما يقول عنه بعض المحللين العرب إنه «نكبة جديدة». كما عبّر الشارع العربي عن قناعة بأن هدف إسرائيل «ليس هزيمة حماس فقط، بل تفريغ الأرض لتغيير تركيبها الديموغرافي».

تركيا وإستدعاء الذاكرة العثمانية في مواجهة «إسرائيل الكبرى»

كان الرد التركي أكثر حِدَّة وأكثر وضوحًا. فقد قال الرئيس رجب طيب أردوغان: «إذا إستهدفوا وطننا بعد فلسطين ولبنان فهذا جنون ديني متطرف»، وأضاف أنه يجب أن تكون تركيا «قوية كما في كاراباخ وليبيا لتواجه إسرائيل». ووصفته صحيفة حرييت بأنه «مرتبط بصهيونية توسعية ترى أن أرض الأجداد تشمل جزءًا من جنوب تركيا». وتستحضر أنقرة دور الإمبراطورية العثمانية التي حكمت فلسطين خمسة قرون لتمنح نفسها شرعية الوصاية. وفق ستانيسلاف تارا͏سوف، فإن «أردوغان بدأ يتحرك بعقلية مواجهة جيوسياسية، من دون حرق الجسور، ولكن مع رفع منسوب الصدام اللفظي».

سياسات التهجير والترانسفير: مفاوضات مع السودان وإثيوبيا

تشير تقارير عديدة إلى مفاوضات إسرائيلية مع جنوب السودان وإثيوبيا وليبيا لنقل الفلسطينيين، ما أعاد إلى الساحة مشروع «الهجرة الطوعية» الذي طرحه ترامب قبل أعوام. ووفق المقال الأول، أعلن نتنياهو أن «لدى سكان غزة حتى 7 أكتوبر مهلة للمغادرة»، ما أعتُبر إشارة واضحة إلى طرد ممنهج. كما تحدثت صحيفة The Times of Israel عن مفاوضات لنقل الفلسطينيين إلى دولة تعيش حرباً أهلية مثل جنوب السودان. وهذا ما عدّه المراقبون «فكرة قاسية وساخرة – نقل شعب من جحيم إلى جحيم».

قراءة إستشرافية: هل نحن أمام شرق أوسط جديد بالقوة؟

تشير هذه التطورات إلى أن مفهوم «إسرائيل الكبرى» لم يعد مجرد شعار ديني، بل مشروع جيوسياسي قيد الاختبار. مع ذلك، تقف أمامه عوائق عديدة:

• معارضة داخلية إسرائيلية وإحتجاجات غير مسبوقة

• ضغط دولي متصاعد، مثل قرار ألمانيا بوقف تصدير السلاح

• رفض عربي رسمي وشعبي، وغضب تركي متزايد

• إحتمال دخول لاعبين كبار في الصراع – مثل إيران وتركيا

وقد يقود هذا كله إلى تصعيد إقليمي كبير، إذا حاولت إسرائيل فرض خرائط جديدة بالقوة.

خاتمة

يمثّل مشروع «إسرائيل الكبرى» جوهر رؤية توسعية تسعى لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط إستناداً إلى نصوص دينية، وهو ما يجعله مشروعاً صدامياً بإمتياز. ورغم أن نتنياهو قدّم خطابه تحت عنوان «الأمن» إلا أن الوقائع تشير إلى أن الغاية تتعدى حماس وغزة، وتمتد إلى تغيير ديموغرافي وجغرافي واسع. وفي المقابل، فإن ردود الفعل التركية والعربية – بما تحمله من بعد ديني وقومي – تُنذر بأن المنطقة قد تكون على أبواب مرحلة جديدة من الصدام المفتوح. إن الحرب في غزة ليست محطة عسكرية فقط، بل بوابة نحو إعادة تشكيل بنية الشرق الأوسط بالقوة. وإن لم تُواجَه هذه المشاريع بتحرك عربي وتركي موحد، قد يتحقق التمدد تدريجياً تحت غطاء الحرب والإجهاد الدولي.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «تحدّي ألاسكا»: قراءة تحليلية في أطروحة ألكسندر ياكوفينكو حو ...
- طوفان الأقصى 679 - من النيل إلى الفرات - الحلم الذي لم يمت: ...
- ألكسندر دوغين - أنكوراج** - توازن دقيق على حافة الهاوية (برن ...
- طوفان الأقصى 678 - أكثر من 100 طبيب عملوا في غزة يطالبون الع ...
- طوفان الأقصى 677 - أذربيجان وإسرائيل في قلب لعبة القوقاز الك ...
- -أسرار نووية وأحكام متناقضة: ثلاث قضايا تكشف إزدواجية المعاي ...
- ألكسندر دوغين بين ألاسكا وغورباتشوف: أخطاء الماضي وصراعات ال ...
- طوفان الأقصى 676 - يهود ضد الصهيونية
- روسيا والغرب… معركة تتجاوز حدود أوكرانيا
- طوفان الأقصى 675 - الكمين الأميركي: من الإستراتيجية الإقليمي ...
- قمة ألاسكا: بين ذكريات التاريخ ومقايضات الحاضر
- طوفان الأقصى 674 - إسرائيل وحرب المستقبل – نقطة التوتر بين ا ...
- ثلاث -بجعات سوداء- في أفق الحرب: ما الذي قد تغيّره الأشهر ال ...
- طوفان الأقصى 673 - إيران 2025: عام الصمود والإنتصار… من شوار ...
- زيارة ويتكوف إلى موسكو: بين الأهداف الثابتة والسيناريوهات ال ...
- طوفان الأقصى 672 – إسرائيل تخوض حربًا لا يمكنها الإنتصار فيه ...
- ألكسندر دوغين - المحافظون الجدد يقودون ترامب إلى الهاوية (بر ...
- طوفان الأقصى 671 - بين ذاكرة المحرقة وتواطؤ الدولة الألمانية ...
- طوفان الأقصى 670 - الهولوكوست لا يبرر الإبادة - قراءة روسية ...
- نهاية الحرب العالمية الثانية: بين سيف ستالين ونار ترومان – م ...


المزيد.....




- لاريجاني: إيران لا تتدخل في شؤون لبنان الداخلية
- لاريجاني: تعليقنا على الوضع في لبنان لا يعني التدخل في شؤونه ...
- دبلوماسي روسي: موسكو تحتاج أيضا ضمانات أمنية -موثوقة-
- إسرائيل تهدد حماس: العودة للتفاوض أو احتلال غزة قريبا
- هجمات روسية جديدة على أوكرانيا.. وزيلينسكي يتوجه إلى واشنطن ...
- زلزال يضرب ولاية تبسة بالجزائر
- مبعوث روسي: موسكو بحاجة إلى ضمانات أمنية مماثلة لما تريده كي ...
- جدل الديمقراطية والجيش في غرب أفريقيا.. هل هنالك انقلابات جي ...
- زيلينسكي يواجه مقترح التنازل عن أراض أوكرانية لصالح روسيا
- لماذا اعتبرت إسرائيل احتلال غزة مرحلة ثانية من -عربات جدعون- ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 680 - مشروع «إسرائيل الكبرى»: مخاطره الجيوسياسية وردود الفعل العربية والتركية