أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد العرجوني - سلطة العقل المتطرف














المزيد.....

سلطة العقل المتطرف


محمد العرجوني
كاتب

(Mohammed El Arjouni)


الحوار المتمدن-العدد: 8436 - 2025 / 8 / 16 - 22:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إذا انطلقنا من الفكرة المتداولة بشكل آلي بأن الحياة ما هي إلا صراع بين الخير والشر. وانطلاقا كذلك من الفكرة التي مفادها أن الخير هو ما يهدف إلى تحقيقه الإنسان في هذه الحياة، وليس الشر. فكيف نفسر هذا الصراع الذي يبدو لنا بأنه عمّرَ طويلا؟ ما يثير فينا تساؤل آخر منطقي : لماذا لم ينتصر الخير نهائيا على الشر؟ لكن بمنطق أن الحياة لا يمكنها أن تتطور إلا بفضل أو بسبب، هذه الثنائية المتضادة، ما يحيلنا على جدلية التاريخ، حيث تكون الأطروحة (الخير او الشر) ونقيضها، ثم الخلاصة الناتجة عن هذين النقيضين، ثم تصبح هذه الخلاصة أطروحة الخ..، فإنه يبدو لنا بشكل جلي، بأن الحياة ظلت منذ البداية حبيسة أطروحة الشر السرمدي، الذي لا بداية له ولا نهاية. سواء اعتمدنا على الأساطير أو الديانات، فإن الحياة تبدو متواصلة بسبب الشر. بمعنى انه محكوم عليها ان تتواصل بالشر الذي يكون دائما هو المنتصر في ما نسميه بالصراع.
واذا ركزنا على ما يجري على الأرض منذ فقط، ما سمي بانتصار الحداثة والتنوير في الغرب، لأن هذا التطور هو الذي مازال ساري المفعول، فإن ما تحقق خلاله من اكتشافات علمية وتكنولوجية ونفسية، وبرغم بعض الايجابيات، التي يمكن اعتبارها خيرا للإنسانية، فإن الشر الناتج عن هذا التطور هو الغالب. يكفي ذكر الحملات الاستعمارية والحروب المدمرة، والتلوث الخطير الذي يقضي بشكل واضح على الطبيعة إلخ... وهكذا يتضح أن الشر يعتمد على القوة الناتجة عن العقل الذي ما فتئ يفاجئنا بقوة اختراعاته والتي لا تراقبها قوانين، وإن أثارت ضرورتها ما سمي بالإبيستمولوجيا، كبادرة خير، فإن السلطة القوية التي تعتمد على سلطة العقل المطلقة، تقمعها وتهمشها. فالقوى المسيطرة بالسلاح وبالتكنولوجية، هي التي تتحكم في هذا الشر فأصبح كائنها بعيدا عن الإنسان. فالكائن الذي انتجته هذه القوى، لا تربطه بالإنسان اية علاقة، لأنه كسر تلك العلاقة بايمانه بالشر على حساب الخير، فأصبح مثله مثل الروبوتات التي صنعها لتقوم بدون وعي إنساني بما يريده هذا الكائن الراضخ لسلطة القوى المهيمنة. فتجد له منطقا خاصا به، منطق الشر الذي لا يستسيغه الإنسان الميال إلى الخير. إذ كيف يمكن قبول المنطق الذي ينطلق منه مثلا الsهيوني، وهو يعتبر ما يقوم به من إبادة في حق الإنسان الفلسطيني، كدفاع عن وجوده، علما ان تواجده على أرض ليست له، لم يكن ابدا مهددا بل هو الذي اعتدى وهو الذي يهدد بدون توقف أصحاب الأرض، بل والمنطقة كلها. وكيف يمكن فهم منطق رئيس أقوى دولة استعمارية التي لا تعيش إلا على اشعال فتيل الحرائق الحربية في العالم، وهو يزكي نفسه للفوز بجائزة نوبل للسلام؟!!.. هكذا إذن يتضح ان الشر هو المهيمن بالقوة، أما الخير فلا قوة له فيظل متشبثا بالأخلاق التي تنتهك يوميا، ويظل متشبثا بروح الإنسانية التي نسيها العقل المتطرف، أي ذلك العقل الذي لم يعد يتأثر بالإحساس الإنساني، الفاقد للروح الإنسانية، الشيء الذي أدى به إلى تقوية الشر على حساب الخير، وهو اختيار قد يقضي على الإنسان بمفهومه، المحب للخير، لينهي قوته بالقضاء على نفسه هو أيضا...



#محمد_العرجوني (هاشتاغ)       Mohammed_El_Arjouni#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشابك الشعر والعلوم
- ومضة بطاقة ذرة قراءة في نص للشاعر المصري أحمد دياب
- نص كمومي، كامل التخصيب. قراءة في نص: عيون للشاعر التونسي: عب ...
- الشمس حارقة في غياب الظل... قراءة في قصيدة سنيا الفرجاني:
- من هو المثقف؟
- من منطق اللغة إلى منطق المتعة
- طغيان مفهوم التأدب في الأدب
- على هامش الجدل الحاصل بعد الإعلان عن جائزة آسية جبار لرواية ...
- قراءة في نص: لا أشجار مثمرة..
- تقييم بانفعالية كاسرة
- السياسة مصالح وليست مبادئ
- الحرب من أجل امتلاك النار la guerre du feu
- هل يظل الوعي حبيس كهف أفلاطون؟
- الفيس بوك يسمح بتسييج أروقة خاصة
- الناصح المغفل
- المرآة والوضعية الاندماجية
- هذي يدي..
- رسالة إلى جدي آدم ( آخر حلقة 3)
- رسالة إلى جدي آدم (2)
- رسالة إلى جدي آدم


المزيد.....




- مصادر تكشف تفاصيل عرض روسي لإنهاء الحرب وزيلينسكي يتمسك بالش ...
- عاجل | مراسل الجزيرة: دوي انفجارين في العاصمة اليمنية صنعاء ...
- فرجينيا ترسل المئات من الحرس الوطني إلى واشنطن.. ما القصة؟
- فيديو افتتاح المتحف الكبير يثير أزمة في مصر
- بين مرونة حماس وتشدد إسرائيل.. هل ينجح ويتكوف بوقف نزيف غزة؟ ...
- نيجيريا توقف زعيمي -أنصار المسلمين في بلاد السودان-
- -التقسيم مستحيل-.. الشرع يؤكد على وحدة أراضي سوريا
- سودانيون في بريطانيا ينظمون مسيرة تأييد لتحالف -تأسيس-
- قمة ألاسكا.. بين اختبار النوايا وترسيخ خطوط النار
- ليبيا: انتخابات بلدية جزئية وسط أعمال عنف وتأجيل بعض مراكز ا ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد العرجوني - سلطة العقل المتطرف