أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شيار محمد صالح - إذا كانت الحرية ستأتي بقتل طفل بريء فاللعنة على تلك الحرية... العراق انموذجاً؟؟!!















المزيد.....

إذا كانت الحرية ستأتي بقتل طفل بريء فاللعنة على تلك الحرية... العراق انموذجاً؟؟!!


شيار محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1820 - 2007 / 2 / 8 - 04:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بات من الواضح أن العراق يتجه نحو هاوية ومستقبل مجهول في ظل المتغيرات الراهنة على الأرض، إذ بالرغم من تعدد الحكومات والرؤساء الذين أطلَوا علينا بشعارات خلابة وطنانة من أجل خلق عراق أفضل ومستقبل زاه للشعب العراقي إلا أنَّ الواقع الذي عشناه ونعيشه دلَّ على أن تلك الشعارات لم ترَ النور ولم تذهب أبعد من أرنبة أنوف المسؤولين بمختلف شرائبهم وطوائفهم ومذاهبهم بالرغم مما قطعوه من عهود للشعب العراقي المغلوب على أمره. وتوصل الشعب العراقي بعد هذه السنوات الثلاث العجاف بأن المستقبل ما يزال غامضاً ومجهولاً حتى بالنسبة لهؤلاء المسؤولين المتربعين على سدة الحكم. وبالرغم مما عاشه شعبنا العراقي من غبطة وسعادة بعد إعدام الدكتاتور صدام حسين وراح يزرع شوارع مدنه بالدبكات والأهازيج الاجتماعية وكل وفق مشاعره وعواطفه المكبوتة منذ زمن طويل، لكن هذه الفرحة وبالرغم من أنها أشفت قليلاً من غيظ وظمىء الشعب مما لاقاه من ويلات وظلم من ذاك الدكتاتور. إلا أنه الشعب في هذه الأيام بات لا يتذكر ذاك الدكتاتور صدام حسين لأنه ابتلى بحالة معيشية أرغمته على نسيان ماضيه واللهث وراء مستقبل مجهول غير محدد العوالم والهدف.
فتحت شعارات من قبيل الديمقراطية التي تتبجح بها الولايات المتحدة بمداخلتها على العراق من جهة ومن جهة أخرى الارهابيين وتحت مسميات طنانة للمقاومة، تحصد الجهتان أرواح العراقيين الأبرياء الذين لا ذنب لهم من عراك الطرفين.
حتى أنه في العصور الوسطى حينما كان يتبارز خصمان فإنهما كانا يبتعدان عن المدن ويتجهان نحو ساحة واسعة وهناك يتبارزان حتى يكون البقاء للأفضل والأقوى والمحنك أكثر. هذا في العصور الوسطى التي نسميها نحن الأذكياء الآن بأنها عصور الظلمات ولكن نقولها من أعماقنا بأنها أفضل من وقتنا الراهن الذي نعيشه وحتى أننا نعيش حالة أحلك وأظلم مما تم معايشته في تلك العصور. ويمكننا القول بأن الحرب والصراعات المنتشرة الآن في العراق لا تمت بأي صلة بالأخلاق ولا الوجدان ولا حتى بالضمير الانساني. أخلاق الديمقراطية والمقامة لها حدود على الجانبان التقيد بها مهما كانت النتائج للوصل إلى الأهداف التي يبتغيها الطرفان. ولكن بنظرة سريعة لما يجري في الميدان العراقي يظهر لنا بكل جلاء أن لا الطرف المدعي للديمقراطية ونشرها ولا الطرف المقابل المدعي للمقاومة يتحلى بأدنى أو بذرة من الأخلاق أو الوجدان.
الجيوش التي كانت تحارب بالسيف والرماح وعلى ظهور الخيل كانت تتمتع بأخلاق أكثر مما تتمتع به الجيوش او الطرفان المتخاصمان في الميدان العراقي في راهننا مع أنهما لا يختلفان في الجوهر عما قاموا به من قتل وحرق للمدن والشعب. كل يوم نسمع المزيد من عمليات التفجير هنا وهناك في مختلف المدن العراقية والنسبة العظمى من الضحايا هم المواطنون الأبرياء الذي يبحثون عن لقمة العيش في زمن ضاعت فيه أخلاق المسؤولين في نهب خيرات البلد ولا همَّ لهم سوى إطلاق الشعارات بين الفينة والأخرى والصراعات الحزبوية والمذهبية والطائفية الضيقة حول أمور سلطوية منفعية لا تتعدى المصالح العائلية والحزبوية الضيقة وحتى العشائرية.
ما هو ذنب هذا الشعب المسكين الذي يعيش يومياً على مقصلة الصراعات الحزبوية والمذهبية؟ وما هو ذنب هذا الشعب بأن يهرب ويرى مستقبله المجهول في بلدان الجوار التي لا تقل همجية ودكتاتورية عما يعاش في الوطن ذاته؟ إذاً إلى أين المفر؟
الداخل قتل وتفجيرات واغتيالات وخطف وجز الرؤوس على الهوية ...الخ وفي الخارج ملاحقات وجوع وبيع الشرف مقابل تأمين لقمة العيش فلا الوطن بات سوراً يحمي شعبه ولا الجار بات سنداً قوياً لصاحب الدار الذي لم يعد يمتلك أي شيء سوى انتظار زمن دوره للوصول إلى مقصلة الصراعات بين الشيطان الأكبر المدعي للديمقراطية والشيطان الإرهابي المدعي للمقاومة.
الأنكى من كل ذلك وبالرغم ما يعيشه شعبنا في العراق من ويلات وجرائم بحق الانسانية يظهر علينا المسؤولون ويتهمون دول الجوار بالتدخل من أجل زعزعة الأمن والاستقرار مع أننا لا ننفي ذلك البتة. فكل دول الجوار لها مصالح في تعميق الشرخ ضمن المجتمع العراقي ونشر عدم الامن والاستقرار، ولكن ليلتفت الأخوة المسؤولون في البداية إلى حل مشاكلهم الحزبوية والطائفية والمذهبية والسلطوية أولاً وبعد ذلك يطالبوا دول الجوار بعدم التدخل. فدول الجوار كيف لها أن تتدخل في الشأن العراقي إذا كان الداخل متماسك ومتعاضد وهمه الوحيد هو الشعب والوطن. إذا إن دول الجوار ترى حالة الشرخ المتواجدة والتي تعيشها كافة الفئات والأحزاب المتربعة والسلطوية في العراق وبذلك تعيث فساداً وتعمل ما يحلوا لها من غير رادع أخلاقي ووجداني.
دول الجوار بدءاً من تركيا وسوريا وإيران وغيرهم من الدول لها مطامع سلطوية ونوايا خبيثة في زعزعة الاستقرار من العراق ولا يهمهم من يكون الضحية طالما أن مصالحهم تستوجب نشر الارهاب والقتل والدمار بين مكونات المجتمع العراقي بمختلف شرائبهم. فها هي تركيا تلوح بعصا التهديد للتدخل في الشؤون الداخلية بشكل مباشر من أجل فرض سيطرتها على ما تبقى من الكعكة العراقية ومن جهة أخرى تلوح سوريا وإيران بأنهما مع أمن واستقرار العراق في العلن ولكنهما في الخفاء تزرع العراق بمختلف عناصر الارهابيين وتمدهم بمختلف العتاد والمتفجرات والأموال من أجل تضييق الخناق على ما يدعونه الاحتلال الامريكي للعراق.
مآل القول على الجميع أن يلتفت بداية إلى خلق مجتمع عراقي أفضل كي يترك أثراً ايجابياً لهذا الشعب الذي يتطلع شوقاً وأملاً بأن يعيش على أرضه كإنسان له حرمته وحريته وكرامته التي هي من أقدس الأمور التي يبحث عنها الانسان. وإلا ما هي قيمة السلطة والجاه إذا كان الشعب يقتل يومياً بدون أي ذنب. وأن يعمل مسؤولونا الأكارم على تنظيف البيت الداخلي الذي يبدأ من النفس والذات ليعم الآخرين حينها لا يمكن لأي كائن من كان أن يجول ويصول في العراق ولنعمل يداً بيد من أجل أعادة الوجه الحضاري للعراق الذي يعتبر مهد الانسانية ومهد الاخلاق والوجدان. وإذا كانت الحرية ستأتي عن طريق قتل طفل أو طفلة بريء فاللعنة على هذه الحرية.



#شيار_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرد بين بيكر – هملتون وكيسنجر – أردوغان؟؟؟!
- نداء للمحامين الكرد.. إرفعوا دعوى ضد غول؟؟؟!
- هل ستستفيد تركيا من مبادرة حزب العمال الكردستاني...!!!
- قالتها تركيا، أحسن كردي هو ذاك الكردي -الميت-...!!!
- هل يعي الكرد لعبة التوازنات في المنطقة...!!!
- شاهو كوران: قرار اغلاق المؤسسة يحمل في طياته بعداً سياسياً و ...
- إسرائيل تطبل وتركيا ترقص!!!
- ما بين سوريا وإيران، ضحية اسمها لبنان!!!
- ثانية التراجيديا الكيمياوية في الحقيقة الكردية!!!؟؟؟
- فاشية قضاة تركيا وديمقراطية القاضي ريزكار الكردي، أوجلان أنم ...
- ماذا سيقدم مشفى القاهرة وجدّة للنظام السوري المريض؟؟؟
- المعارضة بين تغيير وإصلاح النظام في سوريا


المزيد.....




- مسؤولون أوكرانيون: القوات الروسية تستخدم أسرى البلدات الحدود ...
- بعد إعلان معاناته من حرارة وألم بالمفاصل.. نبذة سريعة عن الم ...
- إدارتا هيروشيما وناغازاكي تحتجان على اختبار حالة الرؤوس الحر ...
- قتيل و16 جريحا بهجوم درون جوي أوكراني على حافلة في مقاطعة خي ...
- -كلما طال أمد الحرب، كلما ازداد نفور إسرائيل من أصدقائها الإ ...
- تراشق كلامي بين ترامب وبايدن حشدا لحملتهما الانتخابية
- بعد تكرار حوادث خطف الفتيات.. البرلمان المصري يناقش اتخاذ إج ...
- -لا بديل..- بن غفير يدعو نتنياهو لإقالة غالانت وحل حكومة الح ...
- الكونغو.. مقتل 3 أشخاص باشتباك مسلح قرب مكتب الرئيس في كينشا ...
- وزارة التعليم المصرية ترد على أنباء تداول أسئلة امتحانات الش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شيار محمد صالح - إذا كانت الحرية ستأتي بقتل طفل بريء فاللعنة على تلك الحرية... العراق انموذجاً؟؟!!