أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شيار محمد صالح - المعارضة بين تغيير وإصلاح النظام في سوريا














المزيد.....

المعارضة بين تغيير وإصلاح النظام في سوريا


شيار محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1424 - 2006 / 1 / 8 - 10:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مما لا شك فيه أنّ النظم السياسية في منطقة الشرق الأوسط قد وصلت إلى مرحلة حساسة وتاريخية في أن تعيد النظر في سياساتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الثقافية وبالتحديد الوطنية منها، لما لذلك من أهمية قصوى لدرء الخطر المحدق عليها من كافة الأطراف. لا نقول ذلك جزافاً واعتباطاً، بل أن ما يحاك من مخططات ومشاريع خارجية تستهدف تغيير المجتمع والنظام بكل أجنداته وعوامل تكوينه. لذا يتطلب منّا قبل كل شيء الحفاظ على نسق المجتمع من كل تدخل خارجي لا يهمه سوى القضاء على ثقافة المجتمع ووحدته الوطنية.
وللحفاظ على هذه الوحدة لا بد من القيام بالكثير من الأمور العالقة من قِبل النظم الحاكمة والمتربعة على سدة الحكم الوراثي الأبدي. وكأنَّ هذا العرش لا يصلح لأحد غيرهم وأنَّه ليس هناك من يعرف يدير سدة هذه الدفة غيرهم وأنَّ الله خلقهم دون غيرهم لقيادة الأمة نحو برّ الأمان البعثية والجنَّة العفلقية المتخمة بالملائكة البعثيين والأستخباراتيين الذين لا همَّ لهم سوى خدمة الكوادر والأنصار الذين سبَّحوا بحمد أسدهم العلي القدير.
مآل القول أن النظام والمجتمع في سوريا بحاجة ماسة إلى عملية إصلاح تطال كل كبيرة وصغيرة فيها. بدءاً من الفرد الذي هو أساس ونواة المجتمع وانتهاءاً بنظام الحكم الذي فقد كل ما لديه من امكانات وقوة في إدارة المجتمع والدولة. فالفرد الذي بات شبيه بالإنسان تحت ظل حكم النظام البعثي الذي لم يترك خلية فيه إلا وأفرغها من محتواها البيولوجي الطبيعي، بفضل المعتقدات والأفكار البعثوعفلقية التي زرعها فيه والشعارات القوموية الخاوية من أي مضمون روحي ومعنوي ولا تدل على شيء سوى جعل الفرد عبارة عن ببغاء يردد مالا يعيه في كل مناسبة وغير مناسبة عن أهداف بات التاريخ لا يستسيغها ولا يتقبلها بعد ترديدها على مدار عقود من الزمن من دون أن نحصد منها سوى الهزيمة تلوَ الأخرى والنكسة تلو النكسة، حتى أمستْ شعارات لدغدغة الآذان وسلاح في أيدي المعارضة.
المعارضة التي لا تملك حتى برنامج واضح في عملياتها ونشاطاتها النضالية في تغيير النظام. فالكل يحدث عن عملية تغيير للنظام وقلبه رأساً على عقب وأن منيته قد دنت لا محال. لكن معظم المعارضة تبني أقوالها على مدى هجمات القوى الخارجية التي تريد النيل من النظام وتغييره بقراضاي آخر. ومَنْ مِنْ هذه المعارضة مؤهل كي يعتلي عرش الدولة والحكم بدون أن تتجه سوريا في فلك العراق بعد التحرير. معظم المعارضة بإسلامييها وعلمانييها وليبرالييها هذا إن كان موجودا بمعنى الكلمة لم يتفقوا إلى الآن على صيغة مشتركة تدل على وحدة الأفق المعارضي في مساعيها لتغيير النظام واستبداله بنظام أكثر ديمقراطياً ودولة تتسع لجميع أطياف ونسيج المجتمع السوري بقومياته ومذاهبه وأثنياته وملله المختلفة المآرب والأهداف.
والحال هذه لا يمكن التنبؤ بمستقبل شفاف ينتظر المجتمع السوري ويخفف عن كاهله آلام وسنوات الظلم والتشرد والسجون وملاحقة الأجهزة الاستخباراتية القمعية التي عاشها الفرد السوري بدون استثناء. كلنا متفق على تغيير وإصلاح النظام في سوريا واستبداله بنظام يعمل على خدمة المجتمع قبل نفسه وحماية المجتمع قبل ذاته ورفاهية المجتمع والفرد قبل شخصه وعائلته. لكن ينبغي على المعارضة أن تعمل على وضع برنامج عملها حيّز التنفيذ العملي وتخرج من حلقة النظريات والمعتقدات والتأويلات المستقبلية التي لا تمنح ولو ذرة من الأمل ولقمة العيش لفرد بات يبحث عن فتات الأمل والطموح فوق موائد المعارضة وبيانات استنكاراتها الشبه يومية.



#شيار_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أبرز تصريحات لافروف للصحفي كارلسون
- هل تريد خسارة الوزن؟ إليك أطعمة خفيفة يمكنها مساعدتك على تحق ...
- Tecno تعلن عن مواصفات حاسبها اللوحي الجديد
- خصوم الأسد نشّطوا الجبهة الكردية
- خطة الغرب الماكرة في أوكرانيا محكومة بالفشل
- ثلاثة دروس فائقة الأهمية لروسيا من سقوط حلب
- يانصيب أمريكية في أوكرانيا
- ممارسة شائعة قد تضر بصحتك أكثر من السجائر!
- الصين.. ابتكار مادة تمويه ثورية تغير لونها كالحرباء!
- The Next Web: إسبانيا قد تتخذ إجراءات لتحذير مواطنيها من خطر ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شيار محمد صالح - المعارضة بين تغيير وإصلاح النظام في سوريا