|
ماذا سيقدم مشفى القاهرة وجدّة للنظام السوري المريض؟؟؟
شيار محمد صالح
الحوار المتمدن-العدد: 1428 - 2006 / 1 / 12 - 03:27
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
تعلمنا على مرور الزمن من النظام السوري وفي حالة دخوله في أزمات ومطبات عويصة وحالة مرضية مستعصية تستهدف حرمته وكرامته الوطنية والسيادية، أن يتوجه مباشرة وعلى طائرة اسعاف سريع نحو القاهرة وجدّة علّه يخرج من هذه الحالة المرضية بوصفة يسوعية سحرية وتشفيه من البرص أو العمى الذي حلَّ بالنظام السوري منذ ولادته حتى راهننا. وبذلك بات مشفى القاهرة وجدّة اللذان تم بناؤهما وتحضيرهما بعقلية غربية والدكتور مبارك والعاهل السعودي اللذان درسا وتخرجا من أفضل الجامعات السياسية الأمريكية بشهادات متخصصة بكافة أمراض الاسهال والتنازلات السياسية والشلل المجتمعي والتوليد القيصري للعقلية الواهنة. الحالة المرضية التي يعيشها النظام في سوريا باتت عصية ومستعجلة ويلزمها الحلول والأدوية من كافة النواحي وليس فقط الاهتمام لمرض دون الأمراض الأخرى. فالمجتمع يعيش حالة من الانحطاط في الدرك الأسفل من الناحية الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والروحية والنفسية، من جرّاء تسلط العقلية البعثوعفلقية التي لا تؤمن بوجود الآخر مهما كان وان كان الفرد ضمن المجتمع. فالحالة المرضية التي يعيشها النظام في راهننا ليست وليدة اللحظة أو حادثة اغتيال السيد الحريري أو السيد تويني والحالة العراقية واللبنانية بشكل عام. فهذه الأمور تعتبر من نتاجات البعث بدون منازع وأكبر دليل على ذلك هو اغتياله للمجتمع برمته من كافة النواحي حتى بات المجتمع بحاجة إلى شهود عدة حتى يثبت أنه مجتمع أو شبيه به وليس عبارة عن دمى أو ببغاوات تتحرك وتردد ما يقال لها بجهاز تحكم عن بعد تديره الأجهزة الاستخباراتية والأمنية. وكل من يخرج عن نطاق هذه الأجهزة التحكمية يعتبر خائن وعميل للامبريالية والصهيونية وعدو للرسالة العربية الخالدة ويعمل على تقسيم الوطن المقدس لإلحاقه بأطراف معادية. فهرولة الأسد الابن على خطى والده نحو القاهرة وجدة ليس بالأمر الجديد بل هو حالة تكرار للذات والمسار كل ما حدّق بسورية من مؤامرات دولية غربية صهيونية تنال من عرين وسلطة عائلة الأسد الأبدية السرمدية التي تم ذكرها في القرآن الكريم (عائلة الله المختارة وخير عائلة أُنزِلت على الناس). والأمر العجيب في الأمر أنه في كل مرة يتوجه الأسد المكشر عن أنيابه إلى القاهرة وجدّة يرجع أكثر قوة من قبل ومنتصراً على أعدائه المتربصين به بعد أن يكون قد حول الهزيمة إلى نصر مبين أمدّه الله به. فها هو الأسد الأب قدم اسكندرونة هدية نصره السياسي خلال اتفاقية أضنة للأتراك في 1998 ليوقف الاجتياح التركي لسورية وفي هذه المرة ماذا سيقدم الأسد الابن من إرثه للغير ويحول هزيمته النكراء إلى نصر آخر، يطبل ويهلهل له مجلس الشعب (الدمى) السوري فرحاً لدحر كافة المخططات الامبريالية والصهيونية في مشفى القاهرة الدولي. نقطة لا بد من قولها: هي أنّ على سيادة الرئيس الابن أن يتوجه إلى شعبه لمرة واحدة فقط بدلاً من التوجه إلى القاهرة وغيرها ويقد تنازلات تلو الأخرى. فلو أنَّ النظام في سورية قدّم التنازلات لشعبه واعترف به كانسان ومنحه حقوقه الانسانية أولاً وابتعد عن الديماغوجية السياسية وذرّ الرماد في العيون تحت مسميات شتى لما كان بمقدور أحد أن يمس سيادة سورية الوطنية وليس سيادة الأسد العائلية وكأن سيادة الدولة والمجتمع في سوريا باتت مرتبطة بسيادة وشخوص العائلة الأسدية. مناسبات عدة وضحت فيها القيادة في سوريا على أن عملية الإصلاح في المجتمع السوري مستمرة وأنهم حددوا مكامن الضعف وهم الآن متجهين لعملية الإصلاح التقنية وكأن المجتمع بات عبارة عن آلة بحاجة لبعض الإصلاحات التقنية. متناسين ومتعامين عن أنّ المجتمع هو قبل كل شيء حالة سيكولوجية واجتماعية وثقافية وسياسية ومؤسسات مدنية تديره وتعمل على ايصاله لركب الحضارة. فمن الأفضل على النظام السوري أن يلتفت إلى شعبه ويقدم التنازلات له ويمنحهم بعض من الحقوق التي يتشدقون بها من حرية فكر ورأي وتعبير والإيمان بالغير واحترام كافة أفكاره ومعتقداته وأن النسيج السوري ليس أحادي اللون متمثل بالعروبة والبعث، بل هو متعدد الألوان والأعراق والقوميات والثقافات ( عرب، كرد، أرمن، أشور، تركمان) وإعطاءهم كل ما حرموا منه طيلة سنوات العجاف التي حكمت فيها العقلية البعثية والعفلقية هذا النسيج. وأنّ زمن وعصر البطولات الخلابية والعنتريات قد ولّى من دون رجعة وأنّ "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" لم يعد سوى خداع للذات قبل الغير لأن " ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالعقل". وإن تخلى النظام عن هذه العقلية حينها سيكون لكل حادث حديث.
#شيار_محمد_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المعارضة بين تغيير وإصلاح النظام في سوريا
المزيد.....
-
هل إيران قادرة على تصنيع أسلحة نووية؟.. الاستخبارات الأمريكي
...
-
إيمانويل ماكرون يتعهد بتسمية رئيس وزراء فرنسي جديد خلال أيام
...
-
جورجيا: احتجاجات على تعليق محادثات الاتحاد الأوروبي وتهديد ا
...
-
اشتباكات بمخيم بلاطة وسرايا القدس تبث صورا لاستهداف آليات ال
...
-
لفصل حمص عن حماة.. فيديو لطائرات حربية تستهدف جسر الرستن
-
لافروف: جهات عديدة تدعم الفصائل المسلحة في سوريا
-
مقابلة لافروف مع الصحفي تاكر كارلسون
-
لافروف: ما يحدث في أوكرانيا مأساة بينما في فلسطين تحدث كارثة
...
-
المؤسسة الأمنية في إسرائيل تستعد لاحتمال سقوط الأسد
-
ماكرون: سأبقى في منصبي حتى نهاية ولايتي
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|