أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - قانون الحشد الشعبي. . حجر الزاوية لمستقبل النظام في العراق














المزيد.....

قانون الحشد الشعبي. . حجر الزاوية لمستقبل النظام في العراق


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8433 - 2025 / 8 / 13 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشهد العراق تصاعدًا في التوترات السياسية والأمنية على خلفية الجدل الدائر حول قانون "الحشد الشعبي". فبينما تسعى الحكومة لتمرير القانون بدعوى إصلاح المؤسسات الأمنية، تواجه رفضًا أمريكيًا وتحذيرات من تداعياته على سيادة البلاد، وسط مواقف إيرانية داعمة للحشد، حيث أكد مستشار المرشد الإيراني، علي أكبر ولايتي، أن طهران لن تسمح بنزع سلاح الحشد الشعبي أو حزب الله في لبنان.

   تعود جذور الحشد الشعبي إلى عام 2014، عندما استجاب آلاف العراقيين لفتوى المرجع الديني السيد علي السيستاني للقتال ضد تنظيم داعش الذي سيطر على الموصل آنذاك .

ورغم الاعتراف الرسمي به كجزء من المنظومة الأمنية، إلا أن معظم فصائله لا تخضع مباشرة لسلطة وزارتي الدفاع أو الداخلية، بل تدين بالولاء لأحزاب وقيادات سياسية نافذة. هذا الوضع منح الحشد استقلالًا واسعًا، وجعل بعض فصائله أدوات نفوذ إيراني، فيما يتوزع الحشد إلى ثلاثة تيارات رئيسية: فصائل موالية لطهران، فصائل مرتبطة بمرجعية النجف، وأخرى شبه مستقلة تتبع التيار الصدري . وقد شن السيد مقتدى الصدر هجومًا لاذعًا على بعض فصائله واصفًا إياها بـ"الميليشيات القذرة" .

تنامي قوة الحشد تزامن مع ضعف الحكومة واستشراء الفساد، ما جعله لاعبًا سياسيًا وأمنيًا لا يمكن تجاوزه. حتى أن اختيار رئيس الوزراء بات شبه مستحيل دون موافقته.
كل ذلك تحت اشراف طهران وتنسيقها الوثيق مع قادته عبر فيلق القدس .

تغلغلت الفصائل الموالية لإيران في مفاصل الاقتصاد العراقي حتى  امتدت اذرعها إلى قطاعات النفط والموانئ وشركات الإنشاءات، مع اتهامات بالتهريب والسيطرة على عقود حكومية. كما ارتبط اسم الحشد بعمليات اغتيال طالت نشطاء وصحفيين خلال احتجاجات تشرين 2019، التي قُتل فيها أكثر من 600 شخص.

وتشير التقارير إلى أن الحشد الشعبي لم يعد مجرد قوة عسكرية، بل أصبح "دولة داخل الدولة" تتحكم بموارد اقتصادية هائلة.

كشف حادث الهجوم على مبنى دائرة الزراعة في بغداد يوليو 2025 عن أزمة عميقة في انضباط الحشد، حيث هاجمت عناصر من كتائب حزب الله (إحدى فصائل الحشد) المبنى وأطلقوا النار على قوات أمنية ما أدى إلى سقوط قتلى بين المدنيين والقوات الأمنية. وقد اضطر رئيس الوزراء إلى إعفاء قائدي لوائين في الحشد وإحالة آخرين للتحقيق .

هذه الحادثة أظهرت أن العديد من فصائل الحشد "لا تتقيد بالضوابط العسكرية" وتعمل خارج سيطرة الدولة، كما أشار بيان رئاسة الوزراء .

ان النفوذ الإيراني عبر الحشد أدى إلى عقوبات أمريكية وهجمات صاروخية على إقليم كردستان، فيما حذرت واشنطن علنًا من أن تمرير القانون سيعزز نفوذ إيران والجماعات المسلحة على حساب سيادة العراق. حتى بريطانيا انضمت إلى هذا الموقف المعارض .

على الصعيد الداخلي، يحاول رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مسك العصا من الوسط لضمان بقائه في السلطة، لكنه يواجه تحذيرات من انزلاق البلاد إلى الفوضى إذا تصاعدت المواجهة مع الفصائل المسلحة.
ورغم إقراره بوجود "خلل" في الحشد الشعبي، فإن أي خطوة لتقليص نفوذه تواجه مخاطر سياسية وأمنية كبيرة.

في ظل بيئة إقليمية شديدة التعقيد، يرى مراقبون أن الإصرار على تمرير قانون الحشد الشعبي، خاصة من قبل أحزاب "الإطار التنسيقي"، قد يدفع العراق نحو مزيد من الارتهان للمحور الإيراني، أو حتى انهيار النظام السياسي القائم .
يبقى السؤال الأكبر: هل يستطيع النظام العراقي تجاوز هذه الأزمة دون دفع ثمن باهظ؟ الإجابة ربما تكمن في القدرة على التوازن بين ضرورات الأمن الوطني والمطالب المشروعة للشعب العراقي في دولة مدنية خالية من الميليشيات والتبعية الخارجية .
ادهم ابراهيم 



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراة في التغول الإسرائيلي
- الطائفية السياسية ودكتاتورية الأغلبية
- الشرق الأوسط من يرسم خرائطه
- شرعية مجلس النواب العراقي في ظل هيمنة الأحزاب المسلحة
- سيناريو المواجهة ومستقبل النظام الإيراني
- اشكالية استقلال القضاء في العراق. .
- المشهد الانتخابي في العراق. . أزمة ثقة وتكرار الفشل
- فشل القمة العربية في بغداد وتحديات العمل العربي
- المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران. . التداعيات ا ...
- الصراع في اليمن.. حينما تعجز البنادق عن صناعة السلام
- جذور أزمة الميليشيات العراقية
- الجلاد والضحية. . رواية إسرائيل بعد تدمير غزة
- سوريا على مفترق طرق: الاختيار بين الثيوقراطية الدينية والديم ...
- ينبغي على النظام السوري الجديد تجنب الأخطاء الجسيمة للنظام ا ...
- قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو. . انتصار العدالة ل ...
- نظرة في سياسة ترامب الخارجية
- تناقضات السلطة في العراق القاضي حيدر حنون يتهم القاضي ضياء ج ...
- ايران واسرائيل . . نزاع نفوذ وليس صراع وجود
- انحسار الثقافة والفن في العراق. ودور الاحزاب الحاكمة
- ازمة الفساد في العراق. .


المزيد.....




- مشهد وليد اللحظة.. مواجهة وديّة بين دبيّن في ألاسكا تثير الإ ...
- تحليل: هذا ما يريده بوتن حقًا من ترامب وليس السلام في أوكران ...
- ناجية من إبستين تكشف تفاصيل ما كان يحدث بمنزله.. وتشكك في أن ...
- 62 دولة منها عربية.. خارطة وجهة المرحلين من أمريكا منذ يناير ...
- إدانات عربية لنتنياهو بعد حديثه عن ارتباطه برؤية -إسرائيل ال ...
- القادة الغربيون وأوكرانيا يحددون خمسة -خطوط حمراء- لترامب قب ...
- المصادقة على خطة توسيع الهجوم في غزة ومنظمات تشكو من القيود ...
- بعد حجبها منصات تواصل غربية... روسيا تفرض قيودا على واتساب و ...
- حوامل غزة بين الجوع والحصار.. أجساد منهكة وأجنة مهددة
- الشرطة الإسرائيلية تزعم إحباط عملية طعن شمال القدس


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - قانون الحشد الشعبي. . حجر الزاوية لمستقبل النظام في العراق