أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمن محمد محمد - زياد الرحباني بم أجيب إذا “سألوني الناس”..؟!














المزيد.....

زياد الرحباني بم أجيب إذا “سألوني الناس”..؟!


عبدالرحمن محمد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8425 - 2025 / 8 / 5 - 14:42
المحور: الادب والفن
    


قد لا نكون منصفين إذا كتبنا في عجالة عن شخصية عبقرية وفنان شامل وموسيقي ومسرحي نادر بقامة زياد الرحباني، فقد كتب الكثيرون عنه، وبالتأكيد لن تتوقف الأقلام والألسن عن سرد حكايات عنه، فزياد الرحباني لم يكن مجرد شخصية مرت بعالم الفن اللبناني والعربي، بل إنه كان فنانا اكتسب الشهرة العالمية وأوصل صوت لبنان إلى أصقاع العالم.
كانت صرخة زياد الرحباني الأولى في وجه العالم لحظة قدومه يوم 31 كانون الأول عام 1955، ولم تتوقف صرخته في وجه الظلم والحرب والفقر، والعادات والتقاليد البالية حتى لحظات وفاته من يوم 26 تموز عام 2025، هو ابن عائلة عريقة بتاريخها في عالم الفن عامة، والموسيقا والغناء بشكل خاص.
تسع وستون عاما، قضاها الرحباني في أحضان عائلة تعشق الغناء والموسيقا، وهي تتعامل معها كزاد يومي لا كمهنة أو هواية، لذلك كان زياد من الشخصيات الأبرز في العالم العربي الذين تركوا بصمتهم المميزة وترك إرثا فنيا لا يقدر بثمن.
في تفاصيل حياة الرحباني قصص وتفاصيل هامة وفاصلة، وقد لا تعني القارئ العادي كثيرا، وقد تكون من الخصوصيات، لكن الرحباني الفنان والإنسان يعني الجميع لأنه دائما كان مع الجميع مع الفقراء والمظلومين والمكلومين، كان من أبرز من كتب ولحن عن لبنان إبان محنته في الحرب الأهلية، وكان مع لبنان أيام الاجتياح، ومع الفلسطينيين في نضالهم ضد الاحتلال، ومع الكرد في نضالهم الوجودي، ومع الإنسان في كل مكان، وعندما رحل… أدمى قلوب الجميع.
ضجت لبنان رغم ما يكابده من محن والعالم العربي بخبر الوفاة، واهتزت شبكات التواصل حزنا، وهي تتلقى مئات وآلاف البرقيات والمنشورات التي تعزي لبنان واللبنانيين والفن والفنانين برحيل الفنان الإنسان، والعبقري الملحن، والمسرحي المميز والقلب الكبير.
في جعبة الفنان الرحباني رصيد ثمين، ربما كانت الأرقام غير دقيقة إذا حصرناها، لكنها كنز فني لا يقدر بثمن، إذ إنه لحن للعديد من الفنانين اللبنانيين والعرب، وإن كانت أبرز أعماله مع سيدة الغناء وسلطانة الأغنية اللبنانية والعربية فيروز، والدته، ولم يكن عطاؤه في المسرح بأقل من عطائه في الغناء واللحن، بل إنه زاد على ذلك في أعماله الأدبية التي كانت بدايته في عالم الفنون والأدب والموسيقا.
كانت مواقف الفنان القدير من القضايا العالمية والإنسانية لافتة ومميزة، ويكتب له وقوفه الدائم لنصرة الحق والمظلومين، ومساندته للمدافعين عن قضاياهم، المقاومين لكم الأفواه وكبت الحريات، وكان مواقفه من القضية الكردية واضحة وجلية، وبخاصة بعد أن ألف مقطوعة موسيقية رائعة باسم “آمد – ديار بكر” عام 2000 وقدمها بحضور والدته الفنانة فيروز سفيرة السلام للنوايا الحسنة، وقد أشارت برقية العزاء التي تقدمت بها المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان للعائلة وللفنانة فيروز إلى أنّ “القائد كان يجلّ غناء السيدة فيروز، ويكنّ حباً كبيراً لصوتها، الذي كان يرى فيه صدى للروح الحرة والوجدان الإنسان”.
زياد الرحباني قامة من قامات الفن والأدب والموسيقا وابن عائلة طالما عرفت بإنتاجها الغزير في مناح عدة، وكانت لها صولات وجولات، كتب الأدب فأبدع ولحن الموسيقى فأطرب القلوب قبل الآذان ومثل فأسعد المتابع والمتفرج، وكانت له عشرات بل ومئات الأقوال المعروفة بتهكمها وسخريتها اللطيفة من الواقع المضحك المبكي، لكل ذلك وللكثير الذي لم نقله، وقد لا يقال، كان زياد قريبا من قلوب الكبار والصغار، محبوبا في أوساط الساسة والنخبة، صديقا مقربا من العامة، وكان في عائلته يحمل هموم الجميع ويحل مشاكلها ويسهل مصاعبها.
نال زياد الرحباني اللبناني المولد والنشأة مكانة رفيعة في حياته، أدخلته قلوب الناس البسطاء، وحمل عشرات الأوسمة والجوائز التقديرية، استمع له عدوه قبل صديقه، زياد الموسيقار والملحن والكاتب والممثل، رحل بكل كبرياء فأبكى رحيله الجسدي محبيه وعشاق الفن الأصيل ولسان حالهم يقول…وداعاَ أيها الفنان الإنسان…



#عبدالرحمن_محمد_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -قبس من مشكاة تراتيل تيريج-
- محمد شيخو… فنان ثورة وعاشق وطن
- تحسين طه.. فنان ملتزم وفن خالد
- أمير العود… إلى عالم الخلود
- إبداعات نسوية سورية في معرض القاهرة الدولي للكتاب
- جمعة خليل “بافي طيار”…يا صانع الابتسامة لم تبكينا؟
- محمد علي شاكر… ينبوع فن وعطاء لن ينضب
- الكفرون.. سحر الطبيعة ومعانقة الجمال
- كتاب “سجالات في الأدب والفن” حوارات ثقافية -نثارات إبداع بأل ...
- الكراب.. إرث فلكلوري تغيبه الحداثة وتنعشه السياحة الثقافية
- محمد علي حسو.. شاعر الكفاح والنضال
- سيفار… مدينة الألغاز الجزائرية وآثار الجن والكائنات الفضائية
- أديبة الرقة وشاعرة الفرات… وداعا
- نوروز ثورة الربيع والانسان في كل زمان ومكان
- فوانيس رمضان.....مهارة حرفية وطقوس روحانية
- محمد شيخو...فنان ثورة وعاشق وطن
- الامير شرف خان البدليسي (صاحب شرفنامة)
- حبران... درة قرى جبل العرب
- ثلاثة أعوام على رحيل الفنان محمد شاكر “نبع سري كانيه”
- “النهمة”… فن البحارة العريق وأصالة شعوب الخليج


المزيد.....




- أول روبوت صيني يدرس الدكتوراه في دراسات الدراما والسينما
- قنصليات بلا أعلام.. كيف تحولت سفارات البلدان في بورسعيد إلى ...
- بعد 24 ساعة.. فيديو لقاتل الفنانة ديالا الوادي يمثل الجريمة ...
- -أخت غرناطة-.. مدينة شفشاون المغربية تتزين برداء أندلسي
- كيف أسقطت غزة الرواية الإسرائيلية؟
- وفاة الممثلة الأميركية لوني أندرسون عن عمر ناهز 79 عاما
- الدراما العراقية توّدع المخرج مهدي طالب 
- جامعة البصرة تمنح شهادة الماجستير في اللغة الانكليزية لإحدى ...
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمن محمد محمد - زياد الرحباني بم أجيب إذا “سألوني الناس”..؟!