أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمن محمد محمد - محمد شيخو...فنان ثورة وعاشق وطن














المزيد.....

محمد شيخو...فنان ثورة وعاشق وطن


عبدالرحمن محمد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7913 - 2024 / 3 / 11 - 10:23
المحور: الادب والفن
    


لعب الفن والادب في تاريخ الكرد دورا رياديا منذ وجودهم على ظهر البسيطة، وكان للفن الكردي والغناء بشكل خاص دوره البارز، فالموسيقا الكردية والغناء كانت سمة بارزة في هوية الكردي واحد أركان ثقافته التي حافظ بها على الكثير من أدبه وفنه وشفاهيا حتى عقود قريبة، ليصار فيما بعد إلى توثيق ما أمكن حفاظا على الإرث الكردي من الضياع والزوال.
في هذا المجتمع العاشق للإصالة وكل ما يمت للعراقة والأصالة والأخلاق الفاضلة والانفة والشموخ الكردي العنيد والثائر رغم كل الظروف، كان الغناء يحتل دورة البارز، الكردي يحفظ أسماء مغنين وفنانين عمالقة بقدر ما يحفظ أسماء قادة ورجالات سياسة وعظماء في المجتمع.
محمد شيخو، اسم كان وما يزال يحرك وترا في الوجدان، ويعزف له القلب لحن وفاء كما كان هو، ويردد المرء في سره آيات العرفان، لرجل أفنى سنين عمره في سبيل اعلاء شأن قومه، وإيجاد السبل لينال قسطا اكبر من الحرية.
قد لا تختلف ولادته ونشأته عن بدايات الكثيرين وهو المولود في قرية خجوكة بريف قامشلو عام 1948، وكثير منا يعلم تفاصيل نشأته وما كان يعانيه من مشاكل في العينين، وعمله في الزراعة، والحالة المادية للأسرة، لكن شيخو لم يكن طفلاً عاديا، كان موهوباً، أتجه نحو سماع الموسيقا، وعشق الغناء، وبقي هذا الشغف الموسيقي لديه، وهو ما جعله يكمل دراسته للموسيقا حينما سنحت له الفرصة ببيروت لاحقاً، ليجد لنفسهطريقا نحو التميز والتفرد، فكان محمد شيخو الفنان الثائر، والكردي المتمرد على الخنوع، في أوقات كانت "الكردية" أشبه ما تكون بالجريمة، ما جعله فنانا من الطراز الأول بفنه الأصيل، ومدرسة في الفن الثوري والالتزام الأخلاقي بالمبادئ، والمثل العليا، ليخلد اسمه وفنه بين أسماء العظماء في الساحة الكردية ، بل والعالمية.
محمد شيخو و بعد ان أطلق اغنياته التي كانت صرخات تدعوا للاستيقاظ من غفوة الاستكانة، والثورة على الواقع المروهو صاحب أغنيات قل ان تجد مثلات لها من قبل، كأغنيات (eman dilo - hebs û zindan- rabe ji xew) التي رددتها آلاف الحناجر وغنتها القلوب.
التي انطلقت كالنار في الهشيم بأسلوبها المميز، وبكلماتها المنتقاة بعناية وبصوته العذب، الذي استحق لاحقا لقب "البلبل الحزين".
لم يستكن محمد شيخو ولم تفتر عزيمته، فسافر من قامشلو إلى لبنان، ثم إلى العراق فإقليم كردستان، ومنها إلى روجهلات كردستان، ومن مسارح بيروت إلى راديو بغداد، مرورا بحضوره الآسر في جبال كردستان وغنائه للبيشمركة.
الأطفال كانت لهم حصة في فنه واهتمامه، فقام بتشكيل فرقة فنية للأطفال ليعلمهم الأناشيد الوطنية دلالة على وفائه، فكان بحق من المخلصين والحريصين جدا على تطوير الاغنية والموسيقا الكردية، والاهتمام بالقضايا القومية والوطنية والإنسانية.
كل القضايا النبيلة التي حملها محمد شيخو على عاتقه وسخر لها حياته وفنه جعلته ملاحقاً من قبل الظلاميين والشوفينيين، لأنه أراد لشعبه ان يبصر الحقيقة وأن يتلمس طريقه للنور، فلاحقته واعتقلته ونال الكثير من الاعتقالات والتعذيب والنفي، ناهيك عن محاولات الترغيب والترهيب، لكن الفنان الأصيل والملتزم بقضايا امته بقي على عهده.
لعب محمد شيخو ومن خلال اغنياته الرائعة وفنه الملتزم الثوري دورا رياديا في نمو الوعي الوطني، حيث كان يسمعه كل شعبه، ومن كافة النخب والفئات والشرائح العمرية والمجتمعية، فقد غنى للورد، والحب، والعشق كما غنى للوطن، والجمال، والإنسانية، فملك قلوب الملايين بصوته الشجي، والثائر في الوقت ذاته.
الميزة الأخرى التي كانت ظاهرة وخلدت محمد شيخو في القلوب إضافة لفنه الثوري الملتزم انه كان فنانا شاملا، وبارعا في انتقاء قصائد لكبار الشعراء، الحان لملحنين عباقرة، رغم حساسية الفترة وتناقضاتها، حيث كان تقسيم الوطن الكردي والتناحر الحزبي والسياسي سائدا والحس الوطني والقومي شبه غائب.
محمد شيخو، جمع بين رقة الفنان، وصلابة الثوري، وبلاغة الشعر واللحن، وصاغ من آلام شعبه ومجتمعه اغنيات رددتها وما تزال حناجر الكرد وتمتم بها وترددها شفاه الثائر والعاشق، وترسم البسمة على شفاه المحبين وتشد اليد على بنادق الثوار والمدافعين عن الحق والحرية.
رحل الفنان محمد شيخو عن محبيه وعن كردستان التي طالما تجول في وديانها وسهولها وجبالها، يوم التاسع من آذار عام 1989، وخلف الكثير الكثير من الأعمال والآمال، ليبقى الراحل أسطورة الأغنية الكردية، وأيقونة مضيئة في تاريخ النضال الوطني، ونغمة خالدة في تاريخ الفن الموسيقي.



#عبدالرحمن_محمد_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامير شرف خان البدليسي (صاحب شرفنامة)
- حبران... درة قرى جبل العرب
- ثلاثة أعوام على رحيل الفنان محمد شاكر “نبع سري كانيه”
- “النهمة”… فن البحارة العريق وأصالة شعوب الخليج
- مدينة إعزاز درة مدن الشمال السوري
- الشاعر الكردي جكر خوين... تسعة وثلاثون عاما من الحضور
- عبد الله البردوني ...ما أصدق السيف!
- -عندما يموت الضوء- جديد الكاتب والشاعر السوري جورج عازار
- وداعا ابنة القصب -الفنانة التشكيلية الكُردية السورية سمر دري ...
- -الميديا- وعبق الورق
- ذيب السرايا -محمد بك سلطان- رجل الأيام الصعبة
- الشاعر “سيداي كلش” شاعر قصيدة الكلاسيك، الجميل
- مجيد غزي...الأثر العطر
- الأديب والفنَّان التَّشكيلي صبري يوسف: السَّلامُ رحيقُ الحيا ...
- نفحات روحانية في طقوس رمضان التراثية
- حلبجة... -الأنظمة- تأكل الحصرم و-الكرد- يضرسون
- بهاء شيخو: محبة الشعب الكردي أرفع وسام على صدر محمد شيخو
- الثور ومكانته في الميثيولوجيا القديمة
- عندما تكون صديقاً لشعب
- آثار هسكيف...تاريخ إنساني يغرق


المزيد.....




- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمن محمد محمد - محمد شيخو...فنان ثورة وعاشق وطن