أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمن محمد محمد - -الميديا- وعبق الورق














المزيد.....

-الميديا- وعبق الورق


عبدالرحمن محمد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7692 - 2023 / 8 / 3 - 12:16
المحور: الادب والفن
    


يوم بعد يوم، يزدادُ توغل وسائط التواصل في حياتنا، وهذه الوسائط التي باتت تلامس أدق تفاصيل حياتنا، وتطّلعُ بقصد ودون قصد على أدق قصصنا، و وصارت تعلم عن أسرارنا ما يجهله أقرب المقربين.
كيف أصبح هذا الكائن، أو الشيء، أو.... ربما نحتاج للكثير من الوقت؛ لنسميه التسمية الصحيحة، كيف له أن يصبح بيت سرنا كما يقال، لنُسرَّ إليه الأسرار كلها، ونطلعه على حقائق وخفايا، طالما أخفيناها عن أخوتنا، أو والدينا، أو أولادنا، وأن يقرأ مفردات حياتنا الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، وكم من مرّة، كان هذا الهاتف الذكي"، الذي حل محل الورقة والقلم، في أحايين كثيرة، كم من مرة كان السبب في مشاكل، بل في كوارث بين أشقاء، و زملاء، وأزواج، وعملاء في العمل؛ لفشي سر...دون قصد؛ أو لفضول جائر قام به أحدهم، أو لصدفة أتت عل حين غرة.
هذا العالم الافتراضي، الذي أخرجنا في كثير من الأوقات من عالمنا الحقيقي بتفاصيله الجميلة والموجعة على حد سواء، فبتنا فيه، ولو لبعض الوقت غرباء.
في ميادين الثقافة والأدب، وفيما يخص الكتاب، سرق الإنترنت عشاق الكتاب، وأغراهم بيسر الوصول للمعلومة تاريخية كانت أم جغرافية، في عالم الحيوانات، أم في اللسانيات، وشهّى عشاق المعرفة والباحثين عن المعلومة السريعة، وخاصة الشريحة المتكاسلة الخمولة، إن جاز التعبير- التي لا تكلف نفسها عناء البحث في الكتب، والمخطوطات، والمعاجم.
الكتاب الورقي بات اليوم يشكو من عقوق القارئ، وجفاء الباحث، وشبه قطيعة مع طلاب العلم، باتت تلوح في الأفق، لطالما كان الكتاب معلما وناصحا، وصديقا ورفيق ليالي، وأيام للكثيرين ممن عشقوا الإبحار في عوالم المعرفة، والفكر والعلوم، ولطالما كانت رائحة الورق من أزكى العطور عند محبي القراءة، وانتعشت نفوسهم بها، وكم من مرة، ومرة احتضن طالب المعرفة كتابا، وضمه إلى قلبة بكل إحساس دافئ ونبض جياش، فأحصى الكتاب دقات قلبة، وعدت صفحاته أنفاسه، التي داعبتها كسمفونية عذبة، كنسمة رقيقة، وكم من كلمات رقصت في عيون المحبين، وفي نبضات قلوبهم.
الآن وقد تنامي هذا العالم الافتراضي، والتقدم التكنلوجي، فقد نرى كتبا كثيرة تتوسّد رفوف المكتبات العامة، والخاصة، وربما نصادف الكثير منها باتت تشكو غبار الاهمال، وكآبة الوقت، وقد نرى كتباً أخر تنظر بعين الحسد إلى قارئ منهمك بهاتفه الذكي، يبحث عن معلومة في حاسوبه اللوحي، وهو يضم بين دفتيه المعلومة الصحيحة، والأجوبة الفصيحة، لكن الحداثة الرتيبة تحول بينه، وبين الايدي، التي طالما حملته بحنو، وقرأته بتمعن، وحفظت ما قرأته العيون في ذاكرة صافية رائقة.
تلك العلاقة الحميمة، التي جمعت القارئ والكتاب، وهذا التمازج الروحي بينهما، تجعل الكتاب حيا متكلماً، بل أنه يتنفس مع قارئه الهواء ذاته، فتسمو العلاقة المبنية على تألف تام، فباتت التكنلوجيا اليوم تفسدها، ولو عن غير قصد، ليفتقد الكثير من محبي الكتاب عبق وعطر الورق، الذي حمل ثمار العقول، وحصاد الفكر، بل إن التكنلوجيا بتفرعاتها، قللت وبشكل مفزع من النشر الورقي للأسباب ذاتها، غير إن الكتاب الورقي، ما يزال سيد الساحة لدى الكثيرين لما بينه وبين عشاقه من ودّ، قد لا نرى مثيلا له في ساحات التكنلوجيا، والعولمة الحديثة ولو بعد حين..



#عبدالرحمن_محمد_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذيب السرايا -محمد بك سلطان- رجل الأيام الصعبة
- الشاعر “سيداي كلش” شاعر قصيدة الكلاسيك، الجميل
- مجيد غزي...الأثر العطر
- الأديب والفنَّان التَّشكيلي صبري يوسف: السَّلامُ رحيقُ الحيا ...
- نفحات روحانية في طقوس رمضان التراثية
- حلبجة... -الأنظمة- تأكل الحصرم و-الكرد- يضرسون
- بهاء شيخو: محبة الشعب الكردي أرفع وسام على صدر محمد شيخو
- الثور ومكانته في الميثيولوجيا القديمة
- عندما تكون صديقاً لشعب
- آثار هسكيف...تاريخ إنساني يغرق
- ملا أحمد نامي.. رائد الشعر وناصر التعليم
- عاشق صنعاء، د. عبد العزيز المقالح يودعها في بهاء
- من المطبخ الكردي
- محمد عفيف الحسيني...قريب كالمجرة.. بعيد كعامودا
- الوطن أغنية الأقوياء، ونشيد الفقراء في -ظل النعناع-
- قراءة موجزة في المجموعة الشعرية “عشر رسائل وغيمة”
- الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي.. شهيد الإنسانية
- خليل كالو... فارس القلم الذي لم يترجل
- خجادور آبوفيان
- الشاعر جمال خليل


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمن محمد محمد - -الميديا- وعبق الورق