أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبدالرحمن محمد محمد - الشاعر جمال خليل














المزيد.....

الشاعر جمال خليل


عبدالرحمن محمد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7223 - 2022 / 4 / 19 - 13:59
المحور: سيرة ذاتية
    


الشاعر جمال خليل من الشعراء الذين لمع نجمهم في سماء قامشلو، وأحبهم الكثيرون لجرأتهم في زمن الخوف وصرختهم زمن الصمت، من مواليد قرية كوي عام 1959، حاز على شهادة أهلية التعليم وعمل لسنوات معلماً في المدارس الابتدائية، تزوج و كان له أربعة أولاد.
شاب مرهف الإحساس، بشوش المحيا، لم تكن الابتسامة لتفارق محياه رغم مسحة الحزن والتعب التي كانت بادية على وجهه للوهلة الأولى، جمال خليل، الشاب الكردي الخجول الثائر بصمت، والرافض للمهانة بكبرياء، والأبي الذي لم تحن التحديات له جبيناً، وودعنا باكراً وهو يلقي على كاهلنا بحمل لا يحتمله إلا الشجعان.
كان جمال خليل شاعراً ومناضلاً في آنٍ واحد و توافر في شخصيته إحساس منيع بالشفافية والصدق لمبادئه، وكان نصير المظلومين، يمتلك شعبية واسعة بين أهالي مدينة قامشلو وما حولها، و كانت أمنيته أن تكتحل عيناه برؤية راية الحرية مرفرفةً في سماء خاليةً من آثار الخوف والبغي ، فكان دائماً يرى بأن أوزار الدجى لابد أن ترحل ذات يوم وأن الفقير لابد أن يعيش كريماً كغيره .
كتب الشعر بجمالية النفس المفعمة بحب الوطن وعشق الجمال، وكانت نظرية الإبداع لديه في قصائده الـ (56) التي جٌمعت في مجموعته الشعرية باللغة الكردية (zevya bazday) التي صدرت بعد وفاته.
كان يمتلك سمو الروح والأخلاق في محراب الكلمة وحس رقيق وواقعية مرتبطة بعزة الروح قبل أي لغة أخرى، وفي أعماقه عزيمه وشغف للحياة، وقضية شعب يعشق الحرية، أعطى لقصائده انطباعاً مبدعاً أحرزه كقيمة جمالية وروحية، فكانت تلك الأقلام تحن إلى أنامله لتبدع أجمل القصائد.
جمال الهادئ بطبعه كالغيث الناعم المتساقط على أوراق الصفصاف لتزيدها إشراقاً وبريقاً، كان يرتب كلماته على جبين تلك الصفحات البيضاء فتعلن حالة الجاهزية الكاملة لاستقبالها، ليكون بمقدورها احتضان معانيها والحفاظ عليها من أي عوامل أخرى رغم ذلك فالابتسامة لم تفارق تلك السطور لبقائها في ذروة العنفوان والبهاء، وكان دائماً يؤكد بأن الشهرة والوصول إلى المبتغى لا يتحقق إلا عن طريق التصميم والإيمان بالأهداف والسعي دوماً إلى قطف ثمارها.
كان الراحل جمال خليل كتلة من الثلج المتساقط من بطن الغيوم البيضاء الفريدة في ينابيع العلم والذاكرة التي تبقى براقّة ولامعةً كالفيروز، حمل معاناته وآلامه حيثما حل وارتحل، وكان الصديق الحميم والأخ الصادق والأب العطوف، والحبيب المخلص الصادق، يستمد قوته من خبرته وآهاته المجلجلة التي اصطحبت مسيرته الشعرية، المفعمة بالتنوع آلام الكادحين، وآهات العاشقين وأوجاع المتعبين من الانتظار لغد أجمل، وما تتقلد نصوصه الممتلئة بضوضاء الألم وشجن القلب، فكان جمال خليل غير خاطئ في الفهم من المعرفة وكان دائماً يجرد كلماته من الشوائب فأتى بناءه المعنوي متماسكاً بدقة لا تقل عن دقة أي شاعر كردي متميز.
توفي جمال خليل في 21/3/2001 في مشفى المجتهد بدمشق بعد صراع مرير مع مرض عضال، وطبع ديوانه الوحيد بعد وفاته تاركاً الكثير من الفراغ والحزن وفقدت قامشلو بفقدانه شاعراً شاباً طموحاً و ثائراً.



#عبدالرحمن_محمد_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وبها يليق الاحتفاء
- رغبات مهشمة ونافذة على الروح
- عامودا ...جمر يتقد في الذاكرة
- “علاوي” على موعد مع الحياة
- عمر حمدي “مالفا”… ثورة اللّون
- -عشق ثلاثي الأبعاد- بين صقيع أوروبا ودفئ دمشق
- -درمالا- عادات وتقاليد من ذهب
- أشتاقك في هديل احتراقي
- كهوف مكرون وعبق التاريخ والفلسفة
- “كوباني.. مملكة الماء والغرانيق”.. مدينة تولَد مرتين
- قراءه في كتاب تاريخ كردستان... إمبراطورية الكرد الأيوبيين/ ا ...
- محمود عزيز شاكر… نصف قرن مُكلّل بالعطاء. حاوره/عبد الرحمن مح ...
- الشاعر والقصيدة… من يكتب الآخر؟
- أرواح ثائرة في “رغبات مُهَشَّمة”
- قراءة في كتاب -مالفا MALVA- -بين صخب اللون وهمس الشعر-
- عيد الهالوين …بين طقوس الحصاد والاحتفاء بالموتى


المزيد.....




- خلال جلسة استماع بالكونغرس.. لحظة تغطية مدير عام مكتب البريد ...
- وزير الدفاع الأمريكي: نعمل مع القوات الكردية لمواجهة هجمات ت ...
- السودان: سقوط أكثر من 165 قتيلا في غضون يومين في دارفور وأم ...
- ما خطورة ترك شاحن الهاتف في المقبس؟
- -وأنا أحرق كتبي، أحرق نفسي معها-، كيف تحولت الكتب لوسيلة للب ...
- شولتس وأردوغان: من المهم الحفاظ على استقرار سوريا وسيادتها
- موسكو ... تفكيك شبكة نصب دولية احتالت على مواطني 20 بلدا (ف ...
- مراسلنا: مقتل31 شخصا في غارات إسرائيلية على غزة 23 منهم شمال ...
- الجيش الإسرائيلي يحذر أبناء 73 بلدة حدودية من العودة اليها
- -فودافون مصر- تعلن عن مبادرة لدعم عملائها في سوريا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبدالرحمن محمد محمد - الشاعر جمال خليل