أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - النساء والترفيه وثقافة التسلية














المزيد.....

النساء والترفيه وثقافة التسلية


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 8419 - 2025 / 7 / 30 - 14:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



كيف تتصوّر النساء الترفيه؟ وكيف يُحدّد الجندر/الطبقة/الدين/السنّ.. طرائق ولوج النساء إلى فضاءات الترفيه والتسلية؟ وكيف تُمارس النساء الأنشطة الترفيهية في سياقاتهن المختلفة التي تُهيمن عليها الثقافة الذكورية؟

تُبيّن الدراسات النسوية للتسلية والترفيه التعالق بين مشاركة النساء في نوادي الغناء والسينما والمسرح أو الرياضة و... ومحدّدات الطبقة الاجتماعية والعرق والسنّ والدين وغيرها. ففي أنظمة رأسمالية تستغّل الفرد وتسطو على كلّ أوقاته وتكيّف أنشطته لثقافة الاستهلاك، يغدو الترفيه لدى البعض عرضًا للذات، وشكلًا من أشكال التكيّف مع مقتضيات تحقيق النجاح وكسب الاحترام المجتمعيّ والتموقع. وينجم عن ذلك اتّساع الهوّة بين الطبقات وترسيخ التمييز بين مختلف الفئات والطبقات.

وبينما يختار الرجل أماكن الترفيه والتسلية بكلّ حرّية ودون حاجة للتبرير أو التفاوض تخضع أغلب النساء للمساءلة: فلِم يغادرن بيوتهنّ ويتنصّلن من مسؤولياتهن في سبيل الالتحاق بالنوادي؟ وهكذا تُسيّج أنشطة التسلية والترفيه وتغدو تجارب النساء مُخبرة عن التمييز على أساس الجندر، فثمّة أماكن محدّدة للتسلية وهناك رقابة عائلية، وأخرى مجتمعية، إلى جانب إخضاع المشاركة النسائية في الأنشطة الترفيهية لشرط الاستئذان.

لا تتجلّى اللاعدالة في التمييز بين الجنسين فقط، بل تلوح اللاعدالة الاجتماعية بين النساء. فاللواتي يمتلكن الرصيد المالي يكنّ قادرات على الاستمتاع بوسائل الترفيه والتسلية، وأحياناً مضطرات إلى مجاراة الواقع والخضوع لثقافة الاستهلاك، ذلك أنّهن يكتسبن قيمتهن من امتلاك الرصيد البنكي والعقارات.. وتحقيق المجتمعية وبناء الذوات التي يُعاد تشكيلها من خلال الترفيه.

الخوف من كلام الناس والحفاظ على السمعة والاحترام من أهمّ المبررات التي تجعل المرأة مُمارسة للرقابة الذاتية

وفي المقابل، تُحرم النساء المكدودات والخاضعات لما يفرضه النظام الرأسمالي من قواعد استغلال الجهود والأجساد والأوقات واستنزاف الحيوات، فرص الاستمتاع بنصيب من الراحة والترفيه عن النفس.


لا يحصل الفرز بين النساء على أساس الطبقة فحسب، بل ثمّة معايير أخرى، كالعرق والسنّ والانتماء الأيديولوجي تفرض المنع، إذ صار ولوج الأمكنة الترفيهية الخاصّة بالطبقات الاجتماعية المرفّهة ذات التوجّه الإسلاموي الليبرالي محرّمًا على العلمانيات والفقيرات والسوداوات وغيرهنّ. فقد أضحت الأنشطة الترفيهية (كممارسة اليوغا والتأمّل الروحاني والخلوات في الطبيعة في نهاية الأسبوع...) وسائل لبناء هُويات المنتميات إلى الطبقة الوسطى الجديدة. ففي هذه الأماكن الترفيهية الخاصّة تحرص النساء على إبراز الوجاهة الاجتماعية وقصص النجاح في ظلّ مجتمع رأسمالي يروّج آراء تُقنع الفرد بأنّ الاحترام يكتسب من خلال قدرة المرء على تحسين وضعه المادي وإثبات أنّه يعيش في مجتمع الرفاه" عيشه هنيه"، وبذلك تُحوّل الذات إلى منتج تسويقي قابل للتثمين.

وبناءً على ما سبق، لنا أن نتساءل: هل يمكن للنساء العاديات الاستمتاع بأوقات فراغهن في ظلّ نظام أبويّ يرهق كواهلهن بأدوار الرعاية والخدمة غير المثمّنة وفي ظلّ نظام رأسمالي متوحّش يستغلهن لتنمية الثروات؟

إنّ تحميل المرأة وحدها مسؤولية الاهتمام بالأسرة وسدّ حاجات الجميع الأساسية والعاطفية والتربوية والرعائية يجعل أنشطة الترفيه المسموح بها محدودة جدّاً أو موصولة إلى بعض الأعمال، كعقد اللقاءات مع الصديقات لإنجاز بعض الأعباء كتنظيف الخضر وإنجاز أشغال الخياطة والتطريز وصنع الحلويات.. وهكذا تتحوّل المجتمعية إلى وسيلة للتضامن النسائي واقتناص بعض الساعات لتبادل الأخبار والملح.

لا يعترف المجتمع، بالمعايير والتقاليد والعادات التي يرسّخها، بحقوق جميع النساء في التسلية وحاجتهن إلى التحرّر من الضغط اليوميّ ورتابته، إذ ينظر إلى الأنشطة الترفيهية على أنّها "مضيعة للوقت" و"مجلبة للانحراف ، ومن ثمّة يُخضعها للرقابة الاجتماعية، فيكون الخوف من كلام الناس والحفاظ على السمعة والاحترام من أهمّ المبررات التي تجعل المرأة مُمارسة للرقابة الذاتية.

ولكن هناك وعي نسائي قد بدأ يتشكّل، يجعل فئة من الشابّات والنساء يبتكرن ممارسات وطقوس وأنشطة بسيطة وغير مكلفة تحقّق لهنّ المتعة والبهجة والمجتمعية في كنف إطار غير ليبراليّ، غير رأسماليّ، غير بطريركي، غير استعماري.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة بمائة/بألف رجل: ما وراء الثناء؟
- أهالي السجناء السياسيين وسياسات امتلاك الصوت
- نساء البهجة
- صمتُ النسويّة البيضاء المؤيّدة للاستعمار على إبادة الفلسطيني ...
- التحولات الهادئة واللامرئية : من النشطاء إلى الفاعلين العادي ...
- كيف تتحوّل النساء إلى أشياء؟
- تشكّلُ خطابات جديدة حول الأمومة
- الرجل لا يعيبه شيء!
- من الأدوار الجندرية إلى التشاركية.. هل ينجح الرجال؟
- اعتذار للفلسطينيات ....وهل ينفع الاعتذار؟
- النار في جسدهAaron Bushnellإضرام في التعاطي الإعلامي الأمريك ...
- المتقاعدون يحتجّون: -الحماية والرعاية من البداية للنهاية-
- المؤسسات الجامعية وإبادة الفلسطينيين
- موقع التونسيات في مسار الانتخابات 2023/2024
- الحرب على غزّة والمنعرج الجديد
- جنوب أفريقيا ودرس في إيطيقا المرافعة
- بعض من الأسئلة التي أثارتها حرب الإبادة على غزّة
- نداء إلى الحركات النسوية: -حياة الفلسطينيات مهمّة-
- المجتمع المدني والتعديل الذاتي
- ماذا بعد عنهجية الدولة المارقة وإبادة الفلسطينيين؟


المزيد.....




- ظروف مأساوية للنساء الحوامل في غزة وسط الحرب والحصار
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل “هنـــــــــــ ...
- مؤشر جديد للفقر في العراق يسلّط الضوء على النساء: انخفاض طفي ...
- اكتشاف فصيلة دم جديدة وغير معروفة عالميا لدى امرأة هندية
- في العراق.. تسريب صور المحامية والناشطة زينب جواد يثير غضبًا ...
- -كل يوم أخشى أن أفقد طفلي-: معاناة الفتيات مع الإجهاض في مخي ...
- -أطباء بلا حدود- تحذر من اجتياح العنف الجنسي شرق الكونغو الد ...
- ورشة تبادل الخبرات حول سياسات الحماية من العنف في عالم العمل ...
- ارتفاع عدد الرجال الذين يُبلغون عن تعرضهم للاغتصاب
- مليون امرأة يواجهن المجاعة بغزة و-الأغذية العالمي- يشكو قلة ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - النساء والترفيه وثقافة التسلية