|
راهن الولايات المتحدة يذكر ببواكير العهد النازي!
رشيد غويلب
الحوار المتمدن-العدد: 8410 - 2025 / 7 / 21 - 22:47
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
يتسم الوضع الاجتماعي والسياسي في الولايات المتحدة بأزمات متعددة: التطرف السياسي، تنامي التفاوت الاجتماعي، العنصرية الهيكلية، الهشاشة الاقتصادية، والتآكل المنهجي للمؤسسات الديمقراطية. ومع إعادة انتخاب دونالد ترامب، يتضح نمط حكم استبدادي، له عواقب وخيمة على الأوساط العلمية والرأي العام والحركات الاجتماعية. وفي المقابل، تنشأ ثقافات سياسية محلية جديدة للمقاومة.
يشير تقرير عن زيارة علمية لمدينتي دنفر(كولورادو)، وتاكوما (واشنطن): تحوي المدينتان أمثلةً نموذجيةً على تفكك الأماكن العامة، والهياكل المؤسسية في المدن الأمريكية. تشمل علامات الإهمال الواضحة في الشوارع والمباني المتداعية، والجسور المتهالكة، والأحياء المهجورة، والتي تبدو أحيانًا بائسة. ومن اللافت للنظر بشكل خاص الزيادة الهائلة للمشردين، اذ تُعدّ المخيمات على طول الطرق السريعة والحدائق والأرصفة جزءًا طبيعيًا من الحياة في الأماكن العامة/ في حين في المدن المُصممة لحركة السيارات، تتجاوز غالبية السكان ضوابط المرور.
تباين اجتماعي عميق يُشير توسّع الفقر اليومي وتركيز رأس المال في أيدي محصورة إلى انقسامٍ هيكليٍّ اقتصاديٍّ، كما وصفه توماس بيكيتي في تحليله للثروة ما بعد الصناعية. في عام 2024 كان في الولايات المتحدة الأمريكية قرابة 40 في المائة من مليونيريي العالم. في حين يمتلك أكثر من 80 في المائة من السكان البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية أقل من 100الف دولار أمريكي، مما يُسلّط الضوء على التوزيع غير المتكافئ للثروة. يُؤثّر تمركز الثروة في أيدي 1 في المائة الأغنى من السكان على العمليات الديمقراطية، والتمثيل السياسي، والتماسك الاجتماعي. لقد خلقت سياسات تحرير التجارة في العقود الأخيرة، الإعفاءات الضريبية للأثرياء، وخصخصة السلع العامة، نظامًا يُقيّد المشاركة الاجتماعية، بل ويعرقلها، بشكلٍ منهجي.
بالتوازي مع الفقر المادي، تتآكل الثقة الاجتماعية في الولايات المتحدة. فالأشخاص الذين يلتقون في الأماكن العامة القليلة، كالأرصفة أو المواصلات العامة، عادةً ما يلتزمون بالتباعد والحذر. ولعلّ هذا يعود جزئيًا إلى كثرة سيناريوهات التهديد في وسائل الإعلام وسهولة الحصول على الأسلحة النارية. وفقًا للتقديرات المتاحة، تُباع أكثر من مليون قطعة سلاح ناري جديد في الولايات المتحدة شهريًا. وبحلول منتصف حزيران 2025، سُجِّلت حوالي 6450 حالة قتل بالأسلحة النارية (ما عدا حالات الانتحار).
من ناحية أخرى، يُعزى تآكل الثقة الاجتماعية بالتأكيد إلى الاستقطاب الاجتماعي. فالمجتمع الأمريكي، بنظامه الحزبي الفعلي، وواقع الحياة والثقافات المتباين بشدة، بين المناطق الريفية والحضرية مثلا، والاستقطاب الحاد في وسائل الإعلام المدفوعة بالربح، لا يوفر أرضية مشتركة تُذكر للنقاش أو الحوار. فالحقائق والأدلة والحجج تعتمد على عوامل اجتماعية وثقافية، مما يُعقّد الحوارات اليومية، ناهيك عن النشاط السياسي المشترك.
ضغوط على الحياة العلمية والأكاديمية تؤثر هذه القضايا أيضًا على الأوساط الأكاديمية. سيطر الغضب والاستياء واليأس على المؤتمرات. وتتعرض المؤسسات العلمية لضغوط سياسية شديدة. ويواجه البحث في مجالات النوع الاجتماعي والعنصرية وتغير المناخ والعدالة الاجتماعية، على وجه الخصوص، قيودًا هائلة في ظل إدارة ترامب الثانية. لقد أُعيد ترتيب هياكل التمويل، وهُمّشت المواضيع المثيرة للجدل أيديولوجيًا أو أُزيلت تمامًا من المؤسسات العامة. ويمكن للجميع أن يروي قصصًا عن خفض تمويل أبحاثهم وتهديد الطلاب الأجانب.
تُحذف حاليًا قائمة طويلة من المصطلحات من المواقع الإلكترونية والوثائق الحكومية، وتُرفع للمراجعة من قِبل السلطات الفيدرالية. بهذا تسعى إدارة ترامب إلى حذف جميع الإشارات، ليس فقط إلى التنوع والمساواة والشمول، بل أيضًا إلى تغير المناخ واللقاحات ومجموعة من المواضيع الأخرى. تحتوي قائمة أعدتها منظمة "بان أمريكا" على أكثر من 250 كلمة وعبارة لم تعد مقبولة في عهد إدارة ترامب. تتراوح هذه المصطلحات بين "الإجهاض" و"النساء" و"الإعاقة" و"كبار السن" و"الأمريكيين الأصليين"، وليس من المستغرب أن يكون "خليج المكسيك" بينها. بهذه الطريقة، تستبعد اللغة بشكل ممنهج من الرأي العام، ويُستغل العلم سياسيًا.
في الوقت نفسه، تُلغى تأشيرات الطلاب الأجانب في الجامعات الأمريكية لأسباب مختلفة، منها مزاعم انتهاك شروط التأشيرات والقيام بالأنشطة الإجرامية، بالإضافة إلى مخاوف مزعومة تتعلق بالأمن القومي. وأخيرا، مُنحت وزارة الخارجية الأمريكية صلاحية إلغاء التأشيرات، ويمكن أن تتم عمليات الإلغاء، حتى دون توجيه اتهامات رسمية. كما أصدرت الحكومة تعليمات إلى سفارات الولايات المتحدة حول العالم بالتوقف مؤقتًا عن جدولة مواعيد تأشيرات الطلاب.
مقاومة سياسية وتضامن بالمقابل تشهد البلاد حراكا مضادا ما يزال في بداياته، خرج أكثر من خمسة ملايين إلى الشوارع، في جميع الولايات الخمسين، من مدن رئيسية كنيويورك ولوس أنجلوس وشيكاغو إلى المناطق الريفية. لقد نُظم أكثر من 2000 احتجاج، وفي سولت ليك سيتي، أُطلقت النار على أحد المشاركين. لقد تطورت فعاليات "يوم بلا ملوك" الرمزي إلى أكبر موجة احتجاجات حتى الآن ضد رئاسة ترامب الثانية. يحتج المتظاهرون على سياسات ترامب "العنصرية والاقصائية" في مجال الهجرة، وهجماته على نظامي الرعاية الصحية والتعليم. واتهموه بتجاوز سلطته، والمساهمة في تصعيد التوترات في الشرق الأوسط بدعمه لدولة الاحتلال بالضد من الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، والسعي إلى الحكم كملك. اندلعت هذه الاحتجاجات ردًا على استعراض عسكري للقوة في واشنطن، حيث أقام الرئيس عرضًا عسكريًا فخمًا للقوات المسلحة في عيد ميلاده التاسع والسبعين يوم السبت. كانت المناسبة الرسمية للاستعراض هي الذكرى السنوية الـ 250 لتأسيس الجيش الأمريكي، ولكن في الواقع، وبالنظر إلى الانتقادات المتزايدة لسياسته وأدائه، كان اهتمام ترامب الأكبر باستعراض القوة. شكّل 6 آلاف جندي و150 مركبة مدرعة و50 طائرة مقاتلة خلفيةً للخطاب العسكري في العاصمة. وقال نافيد شاه، من منظمة "الدفاع المشترك"، وهو من قدامى المحاربين في الجيش الأمريكي، خلال احتجاج في فيلادلفيا: "هذا ليس تعبيرًا عن الوطنية، بل استعراض للقوة". ووفق استطلاع للرأي، فإن قرابة 70 في المائة من الجنود الأميركيين السابقين يرفضون المشهد العسكري الذي يرسمه ترامب. ومن جانب آخر لم يحقق استعراض القوة هدفه التعبوي، فالعديد من المدرجات كانت فارغة. وكما أظهرت العديد من الصور، شعور ترامب نفسه بالملل من العرض. في النهاية، فشل عرض القوة العسكرية. لقد كان ذلك مشجعا لقوى الاحتجاج.
مطالب المحتجين كانت واضحة: لا لسياسات الحكومة الاستبدادية، لا لقمع المهاجرين، لا لعسكرة السياسة الداخلية. وتعرضت مداهمات سلطات الهجرة، التي تزايدت في الأسابيع الأخيرة، وتنفيذ الاعتقالات في المناطق السكنية والكنائس وأماكن العمل، لانتقادات حادة. واحتج قس على اعتقال أحد المصلين أمام كنيسته مباشرة، قائلاً: "لم نكن نتوقع أن يطرقوا أبوابنا". وردّت السلطات على الاحتجاج بمزيد من القمع. وفي لوس أنجلوس، تصاعد الوضع عندما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع. وفي جورجيا، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع أيضًا لتفريق تظاهرة مناهضة لسلطات الهجرة، وجرى اعتقال عدد كبير من المشاركين. وفي فلوريدا، أوقفت الشرطة متظاهرين كانوا في طريقهم إلى منزل ترامب في مارالاغو. ووفقًا لوسائل الإعلام المحلية، ردّ المتظاهرون في عدة مواقع بأغنية وودي غوثري "كلكم فاشيون، مصيركم الهزيمة".
لقد شكّلت التظاهرات ردا. شارك ملايين الناس في الاحتجاجات التي عمّت البلاد ضدّ النزعات الاستبدادية والهياكل البلوتوقراطية (سياسات الأثرياء) في ظلّ إدارة ترامب. في دنفر، كان هناك عشرات الآلاف. كانت الاحتجاجات مؤثرة، ولافتات الناس تحمل أفكارًا نقديةً مبتكرة. شعارات مثل "اطردوا الكراهية، لكن ليس جيراننا"، و"المهاجرون يصنعون عظمة أمريكا"، و" الرايخ القذر"، في إشارة إلى الرايخ الثالث النازي، لقد عبرت الشعارات على أكثر من مجرد سخط. على الرغم من هذا التصعيد السياسي، أو ربما بسببه، تظهر أشكال جديدة من التنظيم السياسي في الولايات المتحدة، أكاديميًا ومحليًا. وقد نوقشت استراتيجيات مضادة، وقُدّمت نصائح عملية للمقاومة في عدد من المؤتمرات. ويتواصل العلماء، ويطلبون المساعدة القانونية، ويتحدون علنًا التوجهات الفاشية لإدارة ترامب. وفي الوقت نفسه، تتشكل في مدن مثل دنفر وتاكوما مجموعات سكنية تعاونية، وتعاونيات صحية، ومنظمات نسوية للمساعدة الذاتية، ومشاريع تكنولوجية مفتوحة. أما على المستوى المحلي، فهم يعملون خارج هياكل السلطة المؤسسية، ساعين إلى استجابات تضامنية لمواجهة تفاقم ظروف المعيشة الهشة، ويخرجون إلى الشوارع رغم التهديد المتزايد من الدولة والشرطة.
مخاطر جدية إن توقع تزايد عنف اليمين السياسي وارد جدا. أخيرًا، أطلقت النار على سياسيين ديمقراطيين في ولاية مينيسوتا. قُتلت النائبة ميليسا هورتمان وزوجها بالرصاص في منزلهما، وأصيب السيناتور جون هوفمان وزوجته بجروح خطيرة. في الوقت نفسه، وردت تقارير عن "تهديدات موثوقة" ضد مسؤولين منتخبين آخرين في تكساس، مما أدى إلى إلغاء تجمع جماهيري كان مقررًا في أوستن. ولا تزال الخلفية الدقيقة لهذه الهجمات غير واضحة، ولكن هناك الكثير مما يشير إلى أن هذه الهجمات كانت ذات دوافع سياسية في ظل مناخ الكراهية الذي تغذيته سياسات ترامب. وقد أُلقي القبض أخيرا على مسلح مشتبه به. وهو مسيحي فاشي ومن مؤيدي ترامب.
ما يزال ترامب يحظى بشعبية بين الجمهوريين. ومع ذلك، تُقابل سياساته برفض مجتمعي واسع النطاق. ان الاستقطاب كبير. وفي الوقت نفسه، يحاول الرئيس تمرير مشروع قانون ميزانية كبيرة جدا في الكونغرس، مما سيؤدي إلى ارتفاع الدين العام إلى مستويات فلكية، بتريليونات الدولارات خلال العقد المقبل! وكذلك، يُخفّض الضرائب لأصدقائه من الأوليغارشية، ويُقلّص برنامج التأمين الصحي للفقراء. إن ما يحدث يثير قلق شديد. وينطوي على أوجه تشابه مع بدايات النازية الألمانية في ثلاثينيات القرن العشرين.
إن هناك محاولة تمجيد ماضٍ غامض: "لنجعل أمريكا عظيمةً مجددًا"؛ والوصف المبتذل للأقليات، وتحميلها مسؤولية جميع مشاكل البلاد؛ والترويج لأجندة الاكتفاء الذاتي الاقتصادي الكامل؛ وتبني نظرية "السلطة التنفيذية الموحدة"، بما في ذلك عمليات تطهير لكبار جنرالات الجيش؛ والهجوم على الجامعات وحرية الصحافة؛ وقمع المعارضة بالقوة العسكرية؛ واختطاف الناس في الشوارع على يد عملاء حكوميين مسلحين وملثمين لمجرد إعلان معارضتهم السياسية. أو الفساد الذي بموجبه يدمج ترامب أعماله الشخصية وأرباحه بالعمل الحكومي الرسمي. يشعر الفرد وكأنه في برلين عام ١٩٣٣، وليس في سانت لويس بولاية ميسوري الامريكية عام 2025. إن هناك حاجة لجعل المخاطر مرئية من الأغلبية، لان البلاد منقسمة. لكن هناك إدراكًا متزايدًا بالاتجاه نحو الاستبداد، وتزايد عدد المشاركين في احتجاجات دليل على ذلك.
غيستابو امريكي الصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة تُشبه تلك التي واجهتها ألمانيا في ثلاثينيات القرن العشرين. وتتحول بشكل متزايد إلى "غيستابو أمريكي" (الشرطة السرية النازية)، حيث يختطف رجال ملثمون مجهولو الهوية الناس من الشوارع ويرحلونهم إلى مراكز احتجاز دون محاكمة عادلة. ويعتقد كثيرون أن "المجرمين المتمرسين" فقط هم من يُختطفون. لكن هذا ليس صحيحًا! لقد تم اختطاف العديد من المهاجرين، بما في ذلك حتى بعض المواطنين الأمريكيين بالإضافة إلى مواطنين أجانب يقيمون بشكل قانوني في الولايات المتحدة. والمحاكم تقاوم، لكن الإجراءات تتقدم ببطء.
مجلس الشيوخ يُمثل مجلس الشيوخ مشكلةً كبيرة. فبموجب الدستور، هو المسؤول عن تقديم "المشورة والموافقة" على مرشحي الحكومة. والآن، وافق مجلس الشيوخ على مرشحي ترامب، في كل مرة بأغلبية ضئيلة للغاية. ونتيجة لذلك تُدار مؤسسات مهمة الآن من قِبل أتباع ترامب غير الأكفاء، مثل وزارة العدل، التي انيطت بالمدعية العامة باميلا جو بوندي. وفي هذه الأثناء، فُصل أو استقال غالبية محاميي قسم الحقوق المدنية احتجاجًا، وحل محلهم أتباع قانونيون. وحدث الشيء نفسه، على نطاق واسع، في مكتب التحقيقات الفيدرالي، وجهاز الاستخبارات الوطني، ووزارة الأمن الداخلي، وغيرها. إنه أمرٌ مُقلق! جميع هؤلاء يُفسرون ويطبقون القوانين وفق رؤية ترامب الأيديولوجية، مُخالفين بذلك تمامًا تقاليد الادارة السياسية داخل هذه المؤسسات. ومن الصعب مُقاومة ذلك. وتُنفَّذ العديد من هذه الترشيحات والتغييرات السياسية المرافقة لها تحت غطاء زائف، هو مكافحة "معاداة السامية" و"التمييز العنصري". في الواقع، هناك محاولة للتغطية على إخفاء تفكيك جميع البرامج التي سعت تاريخيًا إلى تصحيح الظلم العنصري وتحسين مشاركة الأقليات في الحكومة. ويدّعي ترامب أن هذه البرامج تمثل تمييزا عنصريا ضد البيض على أساس عرقهم أو ضد الرجال على أساس جنسهم. وقد قام بتطهير الحكومة بشكل منهجي للتخلص من النساء ذوات الأداء العالي وأبناء الأقليات العرقية، مدعيًا أن تعيينهم جاء بسبب التمييز العنصري ضد البيض.
أهداف ترامب يريد ترامب قيادة حكومةً بيضٌ نقية العنصر، ويفضل أن يكونوا رجالًا. ويغض النظر عن بعض أعضاءً الحكومة من أقليات عرقية، مثل كاشياب برامود باتيل (رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي) أو هارميت كور دهيلون (رئيسة قسم الحقوق المدنية بوزارة العدل)، طالما أنهم خاضعون له بما يكفي. كلاهما متطرفان يمينيان وينحدران من اصول آسيوية.
ان هذه التوجهات تؤدي الى تدمير قيم سياسية ومجتمعية مثل تدمير وكالة التنمية الدولية، وتخفيضات تمويل البحث الطبي والعلمي بمليارات الدولارات، والهجوم على الجامعات دون مراعاة الأسس القانونية، كلها أحداثٌ عميقة سيتردد صداها لعقود مقبلة. باختصار، النفوذ الأمريكي في العالم يغرق كالحجر في الماء، كل ذلك لإرضاء غرور شخصٍ مُعتلّ نفسيًا انتقاميًا ونرجسيًا.
السيناريو الأسوأ الكثير من الأمريكيين والأوربيين يتمنون علاقات قوية بين أوربا والولايات المتحدة، لكن سياسات ترامب تقول إن على الأوروبيين الاستعداد لمقاومة العدوان السياسي والعسكري، القائم على أسباب غير معروفة، إذا ما استثنينا انعدام الأمن النفسي الشخصي والرغبة في الظهور بمظهر "القوي"، ولهذا يرغب ترامب بعلاقة ودية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبالتالي يجب أن تكون أوربا مستعدة لانهيار حلف الناتو بشكله الحالي. قد لا يصمد في عهد ترامب. من المعروف أن ترامب مفتون بالرئيس الأمريكي الإمبريالي ويليام ماكينلي، الذي دعا أيضًا إلى فرض رسوم جمركية مرتفعة في أواخر القرن التاسع عشر. كان ذلك في وقت كانت فيه الولايات المتحدة في حالة حرب مع إسبانيا، احتلت الفلبين، وأطاحت بالملكية في هاواي. على الرغم من ان نية ترامب المعلنة بجعل كندا الولاية الحادية والخمسين في أمريكا محض هراء، لكن رغبته في ضم غرينلاند جدية. من الناحية العسكرية، سيكون من السهل على الولايات المتحدة ضم غرينلاند، لكنه سيدمر حلف الناتو وعلاقات الولايات المتحدة مع بقية العالم. قد يبدو هذا السناريو مستبعدًا، لكنه بالتأكيد ليس مستحيلًا.
المصادر 1– تقرير عن الاحتجاجات في الولايات المتحدة، جريدة "يونغه فيلت" الألمانية في 16 حزيران 2025
2– تقرير ميداني: "الولايات المتحدة بين السقوط والمقاومة"، موقع معهد البحوث الاجتماعية والإيكولوجية في ميونخ في 25 حزيران 2025
3– حوار مع ل. لويس وول (طبيب وناشط اجتماعي امريكي) ، جريدة نويز دويجلاند في 25 حزيران 2025
#رشيد_غويلب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أيدي قادة الاتحاد الأوربي ملطخة بدماء ضحايا الشعب الفلسطيني
-
كولومبيا.. مصادرة أصول شركة النفط البريطانية - الفرنسية لدعم
...
-
من أجل تعزيز دور اليسار.. مشروع حزب جديد في بريطانيا
-
قوى اليسار والاقتصاد المخطط
-
في الهند.. 250 مليون يُضربون ضد حكومة مودي العنصرية
-
التحول من اقتصاد الاحتلال إلى اقتصاد الإبادة الجماعية
-
لماذا يثير مرشح نيويورك اليساري مخاوف وغضب اللوبي الصهيوني؟
-
الشيوعية جانيت جارا مرشحة تحالف اليسار التشيلي الحاكم لانتخا
...
-
بسبب دفاعها عن حقوق شعبها.. أم فلسطينية تُفصَل عن طفلها االر
...
-
المانيا انموذجا.. صعود اليمين المتطرف في الريف والمناطق الصن
...
-
قمة الناتو.. قانون الغاب وتدشين عصر التسلح المنفلت
-
متحدون من أجل غزة.. عشرات الآلاف يتظاهرون في برلين ضد جرائم
...
-
في ذكراه السبعين.. باندونغ المؤتمر والمدينة
-
بعد تهديد الحزب الشيوعي.. الحكومة الإسبانية ترفض زيادة تخصيص
...
-
قمة مجموعة السبع.. اتفقت على دعم إسرائيل وانتهت بدون نتائج م
...
-
المخابرات الألمانية تساوي بين خطر الفاشيين الجدد واليسار الم
...
-
السجن والحرمان من المشاركة السياسية لرئيسة الأرجنتين الأسبق
-
كاليفورنيا تحترق.. ومقاومة عنف ترامب العنصري مشروعة
-
حافز جديد للمطالبة بانصاف ضحايا انقلاب 8 شباط / البرلمان الك
...
-
رئيسا حزب اليسار الألماني المشاركان عن كيفية {تنظيم الأمل}
المزيد.....
-
البيت الأبيض: ترامب -فوجئ- بتصرفات إسرائيل في غزة وسوريا.. و
...
-
وصفها بالمبادرة -غير المسؤولة-... وزير الخارجية الفرنسي ينتق
...
-
كشفتها حبيبته الأخيرة.. نشر أسرار حصرية عن أينشتاين في كتاب
...
-
محكمة مصرية تأمر بشطب اسم الناشط علاء عبد الفتاح من قائمة ال
...
-
-تروث سوشيال- مرآة لتقلبات ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض
...
-
مخاطر حقيقية بأفريقيا بعد تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية ال
...
-
وزراء ونواب إسرائيليون يطالبون بضم الضفة أسوة بالجولان
-
إيران تستبق اجتماع اسطنبول بإتهام الاوروبيين بالتقصير بتنفيذ
...
-
اختبار الثقة بين الإيكواس وتحالف الساحل
-
هذا هو حلم إسرائيل الأكبر في سوريا
المزيد.....
-
نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي
...
/ زهير الخويلدي
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
المزيد.....
|