أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - قراءة صوفية في قصيدة : فتافیت من أحضان ديسمبر – للشاعرة : سلوی حسین علي/ اقلیم كردستان العراق . بقلم : كريم عبدالله – العراق .














المزيد.....

قراءة صوفية في قصيدة : فتافیت من أحضان ديسمبر – للشاعرة : سلوی حسین علي/ اقلیم كردستان العراق . بقلم : كريم عبدالله – العراق .


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 8409 - 2025 / 7 / 20 - 19:41
المحور: الادب والفن
    


قراءة صوفية في قصيدة : فتافیت من أحضان ديسمبر – للشاعرة : سلوی حسین علي/ اقلیم كردستان العراق .
بقلم : كريم عبدالله – العراق .
في لحظةٍ يتقاطع فيها الشوق مع المجاز، ويغدو فيها الشعر ليس فقط لغة بل انخطافًا روحيًا نحو الماورائي، تستولد الشاعرة سلوى حسين علي من خاصرة ديسمبر نصًا لا يُقرأ بل يُتأمَّل. قصيدة "فتافيت من أحضان ديسمبر" ليست ترفًا لغويًا ولا نشيدًا عاطفيًا، بل مقامٌ روحيٌ تصعد فيه الكلمة لتلبس عباءة الدراويش، وترقص مع المطر على إيقاع نارٍ هادئةٍ تحت القلب.

في مدخل النص، حيث الشجرة اليابسة تتثاءب في حضن ديسمبر، لا نرى شجرة، بل نُبصرُ الذات المتأملة وقد انطفأت فيها المواسم، وتجمد فيها العشق على أعتاب صقيعٍ داخلي. لكنها لا تزال تبحث عن خيط، عن رسم، عن "أغنية مخضبة بندى الروح". هنا تبدأ القصيدة لا بوصف العالم، بل بإعادة تشكيله من الداخل، من انبعاثات الصمت، ومن رماد الأمل، ومن دفء الشوق حين يصير رمحًا يصعد إلى الأعالي ويُمطر بالنجوم.

في القصيدة، لا معجم زمني يُمسك بالنص. ديسمبر هنا ليس شهرًا، بل حالة صوفية من التجلّي والانطفاء، من الحضرة والفناء، من الغياب والوصال. إنّه محفلٌ شعريّ تتعانق فيه الروح والظل، وتحضر فيه العناوين الكبرى للحبّ بوصفه مرآةً للرغبة في الكمال، وفي التوحد مع المطلق.

القصيدة ليست مسكونة بالآخر فحسب، بل منقوشة عليه، كأن الحبيب هو اللوح المحفوظ الذي تتلى عليه أسرار الذات الشاعرة. "يا سيد مواجعي"، تقول الشاعرة، لا بوصفه رجلاً، بل ككائنٍ روحي يتربع في منتصف الفقد والأمل. إنّه المحبوب-المرآة، الذي يتجاوز الجسد إلى الهُوية الشعرية ذاتها.

اللغة في هذه القصيدة ليست وسيلة بل غاية شعائرية. فحين تقول:

"مدينتي المسورة بدراويش العشق"،
فنحن لا نقرأ عن مدينة، بل ندخل في حضرة، في زهدٍ شعريٍّ صوفيّ يتوشح بالنور ويهمس للغيم بأن يسجد.

وحين تهمس:

"فتافيت أضوائك"،
فهي تكتب من حافة الضوء، من بقايا الكشوف، من صدى الحضرة، لا من صخب العاطفة.

القصيدة محمّلة برموز عابرة للحواس:

"فناراتي الأبدية" ليست ضواءً، بل رؤية.

"فراشاتك الفينيقية" ليست كائنات، بل أرواح مغتربة تبحث عن بعثها في جسد المعنى.

"صلوات الوصال" ليست دعاء، بل حالة تجلي كوني بين "الذات/الآخر/الله".

هذه قصيدة لا تقال بل تُصلّى. فيها من النبض الصوفي ما يجعلها حوارًا غير معلن مع ابن الفارض والحلاج ورابعة والجيلي. وهي في الوقت ذاته قصيدة ذات خصوصية أنثوية لا تحاكي الرجل بل تخلقه من رحم المعاناة، وتجعل من الشوق بنيةً كونيةً للخلق الشعري.

"يا من أسكنتك قلبي يا مليك العشق" — هذا ليس خطابًا حسيًا، بل اعتراف بعهد روحي مكتوبٍ في الغيب. نحن إزاء نصٍّ يحوّل العشق إلى مقام، والذكرى إلى طقس، والشاعر إلى متعبد في محراب المعنى.

في "فتافيت من أحضان ديسمبر"، لا تهرب الشاعرة من الواقع، بل ترتقي عليه، تبني مدنًا داخلية، تصنع من الشتاء قنديلًا للعرفان، ومن الحب ممرًا نحو الله.

خاتمة الهامس:
ما كتبته سلوى حسين علي، ليس نصًا يُشرَّح نقديًا بل يتذوق كحبة عنبٍ من كروم المجاز الصوفي. قصيدتها مرآة لمن أراد أن يرى الحقيقة في بريق دمعة، في رعشة لهفة، أو في دعاء موجعٍ تحت سماء تمطر شوقًا.


فتافیت من أحضان ديسمبر

شجرة يابسة تتثاوب بين أحضان ديسمبر، لا تجيد الرسم بين شظايا الماضي وأضافره الملونة المزدانة بالعشق. تبحث عن خيط الشوق لتطلق سهام أنفاسها الصاعدة الماطرة بنجوم برزخية، أملاح أحلامها المتقطعة بين الذهول وأعتاب الصمت، لتغني أغنية مخضبة بندي روحها وهامتها الشامخة التي تعانق الشمس بفصل آخر بين مدائن قصة أزلية تحتويها ألف قصيدة تفتح أسرار أغنيات المطر بين عمق المنايا ومحبرة الأحلام المعطرة بشذرات شعاع راقص يعكس تعويذة أشواق تلتهم المسافات الصاخبة في عروق الطريق إليه.
هي تسمع آهاتها الملونة بهمومها كلما يحدث أغصانها عن مدنه حد الاحتراق وتفاصيله الصغيرة المتوهجة داخل مدن الغياب وأخبار كينونة جنونه حين يداعب الفجر بلهفة الروح للروح في سماوات لازوردية لا منتهية لعطرها الشفيف، المثقل بالشوق المزدحم بها.
يتعاظم جرح روحه ويصرخ متى يجمعني الله بك يا من أحدثك سراً بين قصائدي، وأنا لا حول لي ولا قوة حين أتساءل متى اللقاء يا بيدر الفرح وأعيادي حديثي الصغيرة العميقة بك؟!
تتأمل عينيه بألف سحر وتسامره، أنا لا أكتب الكلمات لسواك بين تدفق أشعاري حين التحليق يا مدينتي المسورة بدراويش العشق وأنوار حقائق جمرك بلذة الشوق حين يخترق المسافات كل مساء بين أزهاري الندية بك.
يا من تنبثق من روحي طفلاً يااااااسر الوجود ونواته ولهو عصافيره بين عوالم الهموم، تعال لأزرعك ينبوعاً بين فناراتي الأبدية ووتين الشوق المتعاظم لفراشاتك الفينيقية التعبانة فوق شفير الشوق.
آه! يا سيد مواجعي، ها هو ديسمبر مرة أخرى يسألني عنك حين حبك اللامتلاشي بين إشراقات عيني كلما لامس قلبي أضلع نيران القلب بألف نبض وشوق لأسراري العميقة المعتقة بالجنون تحت أنغام المطر وهمس السماء وقصائدي الغجرية ما بين صلوات الوصال وفتافيت أضوائك.
يا من أسكنتك قلبي يا مليك العشق، توجتك بين ثنايا أهازيج ديسمبر وسنونوة ذكرياته على صدر خارطة شوق أزلي بتاج عشق الصابرين.


سلوی حسین علي/ اقلیم كردستان العراق



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على درب الحُب الضائع
- قراءة نقدية لنص -في خلايا عقولكم أوجد- وفق نظرية ماسلو- بقلم ...
- شكوكٌ تزرعها في قلبي
- الحب.. بين الصمت واللغة: تأملات في مستحيل التعريف قراءة نقدي ...
- قراءة تأويلية في قصيدة : قنّاصة النّور – للشاعرة : جميلة مزر ...
- أَيَّتُهَا الضَّوْءُ الَّذِي لَا يَغِيبُ
- أنين الذاكرة: حين يتحول الحب إلى قيود قراءة نقدية في قصيدة : ...
- قراءة نقدية تأويلية في قصيدة : فوق سابع عشق – للشاعرة : يسرا ...
- قراءة نقدية في قصيدة: -في انهاركِ يتلاطمُ الغيم- – للشاعر ال ...
- قراءة نقدية تأويلية في قصيدة : نيسان الرحيل – للشاعرة : آمال ...
- خَمريّةُ العِشقِ أنتِ
- الحب الكوني والاتحاد الروحي بين الشاعر والمحبوب قراءة نقدية ...
- قراءة نقدية تحليلية في قصيدة : رِحْلَةُ الْوَجْعِ عَلَى ضَفّ ...
- قراءة نقدية اسلوبية في قصيدة : ريحانُ القلب – للشاعرة : حنان ...
- قراءة نقدية اسلوبية في قصيدة : مذبحة الأبرياء – بقلم الشاعرة ...
- قراءة نقدية تحليلية في نصّ - وأهربُ - بقلم الشاعرة : حنان يو ...
- سيّدةُ اللون الأسود
- قراءة نقدية تفكيكية في قصيدة : رسائل أذار – للشاعرة : حنان ي ...
- الدم كجمالٍ ثائر: قراءة في المكياج الدموي قراءة نقدية سيميائ ...
- قراءة نقدية تحليلية في قصيدة : صفعة موجعة – للشاعرة : جميلة ...


المزيد.....




- دراسة تنصح بعزف الموسيقى للوقاية من الشيخوخة المعرفية.. كيف؟ ...
- كتّاب وأدباء يوثقون الإبادة في غزة بطريقتهم الخاصة
- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - قراءة صوفية في قصيدة : فتافیت من أحضان ديسمبر – للشاعرة : سلوی حسین علي/ اقلیم كردستان العراق . بقلم : كريم عبدالله – العراق .