أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاهر أحمد نصر - دولة المواطنة هي الملاذ















المزيد.....

دولة المواطنة هي الملاذ


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 8409 - 2025 / 7 / 20 - 16:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"صديقك من صَدَقك، وليس من صدّقك"
حينما يرى السوريون أنّ مصير وطنهم يُقرر تاريخياً خارج حدود بلادهم بالتعاون مع عدد من الدول، تزداد تساؤلاتهم عن الفائدة من الكلام، أو إبداء الرأي، إذ يفقد الكلام معناه ومغزاه، وتبرز تساؤلات ما الفائدة من كل البيانات والحوارات، ومن يسمعها؟ وترتفع الأصوات: "على من تقرأ مزاميرك، يا داوود؟"
لكنّ الحياة تسير، والأحداث تتوالى، والمجازر والجهل والغباء في تزايد واتساع، بدءاً من عام 2011 مروراً بالساحل والداخل وصولاً إلى السويداء عام 2025، وتتنقّل ويتنقّل فاعلوها بحرية، لا يمكن لعاقل إلا أن يتساءل عن دوافعها، ويعلي صوته ويدينها، ويسعى إلى قلب صفحتها؛ إذ إنّه حين تفقد المشاعر الإنسانية يموت الإنسان والإنسانية وتدمّر الأوطان... ولتجاوز هذه الحالة المأساوية من الضروري البحث في جذورها والتخلص من أسبابها كي نرحم أبناءنا وأحفادنا من ويلاتها...
ثمة أفعال وجرائم مباشرة وموثقة ينبغي إدانتها، ومن واجب الدولة محاسبة مرتكبيها فوراً من أي طرف كان لتكسب الحد الأدنى من ثقة أبنائها... هذا فضلاً عن أنّه عند تقويم أي حدث مأساوي تمرّ به بلادنا ينبغي عدم تجاهل تركة نظام الفساد والاستبداد البائد، وتبعات الحرب التي استمرت أربعة عشر عاماً، وتأثيرها السلبي في تطور الأحداث، فضلاً عن مخاطر كثير من المشاريع الخارجية؛ من هنا أتت الدعوة إلى تجريم من يهلل لنظام الفساد والاستبداد، ومن الضروري أيضاً التأكيد على ضرورة تجاوز نظام الفساد والاستبداد وتجريم استخدام أدواته ذاتها، أيضاً، ولا سيّما تلك التي برع في استخدامها مثل: التجييش الطائفي، والغطرسة، واستخدام فنّ التذاكي والتشاطر على النّاس، وتعميم الجهل، والنفاق، وقول الشيء والعمل بعكسه، ومسرحيات الحوارات، والمنظمات التمثيلية الفارغة، وغير ذلك من أساليب وأدوات أثبتت التجربة أنّها من أسس هلاك الدولة والمجتمع...
لقد برع نظام الفساد والاستبداد في تجاهل صوت العقل والعقلاء، واستخدم مختلف أساليب الجهل والتشبيح لقمعهم، فأسهم في تحطيم جذوة الإبداع، وفي تدمير أي بارقة للتطور، فأهلك العباد والبلاد، وهذا ما ينبغي تداركه والابتعاد عنه... إنّ العاقل هو من يزيد عدد أصدقائه، وهو من يحوّل أعداءه إلى أصدقاء يستفيد منهم في تنفيذ مشاريعه، والغبي هو من يزيد عدد أعدائه، ويستعدي الجميع، ويستفزّهم بلغة الشتائم والتجييش الطائفي، ومختلف الأساليب العدائية... من هنا تأتي أهمية وضرورة الافتراق نهائياً مع نظام الفساد والاستبداد البائد نظرياً وإعلامياً، وعملياً، وتجريمه، والابتعاد عن استحضار أدواته...
في الأزمات من المفيد والضروري الاستماع إلى صوت العقل المجرب لدى أكثر النّاس خبرة وأصدقهم... لكم هي غنية بلادنا بهم تكاد اسماؤهم لا تُحصى، أذكر منهم، على سبيل المثال: عبد الرحمن الشهبندر، ومحمد الأشمر، وسلطان باشا الأطرش، وفارس الخوري، وبدوي الجبل، وفتاة غسان، وعبد الباسط الساروت وأمه، وفدوى سليمان رفيقة دربه، وغياث مطر، وأم أيمن السورية، و #زينة_شهلا زينة فتيات سوريا المعاصرات، ورفاقها من المعتصمين السلميين أمام مجلس الشعب في تموز 2025، وأصوات الفنانين والمفكرين والنّاس البسطاء الصادقة النابذة للعنف، وللطائفية والمنادية ببناء دولة المواطنة الديمقراطية العلمانية التي تعالج مختلف التناقضات المهلكة للمجتمع والدولة، وتجعل سوريا دولة طبيعية مقبولة عالمياً، وتفتح أبواب التنمية الشاملة والعادلة فيها بمساعدة الدول الشقيقة والصديقة، وزيادة وتنويع أصدقائها...
إن أحد أسباب ثورات الربيع العربي يكمن في التناقض بين بنية سلطة الدولة ومتطلبات الثورة المعلوماتية في القرن الواحد والعشرين...
لكلّ مرحلة مهامها؛ إذ تستدعي بنية المجتمع السوري الغني بتنوعه، والاستجابة إلى متطلبات العصر بناء دولة وطنية ديمقراطية علمانية جامعة لكلّ السوريين تصون وحدة البلاد، وتعزز مناعتها أمام أي استقواء بالخارج وإدانته... ينبغي التنويه إلى حقيقة أنّ أي دولة تعتمد أدوات طائفية، أو مذهبية، أو عشائرية ما قبل مدنية، ولا تبنى على أسس حضارية عصرية تنسجم مع متطلبات العصر، ستبقى غريبة معزولة في العالم المعاصر، ولن تعرف الاستقرار، بل ستستمر التناقضات في أعماقها، وستتفجر كلّ فترة مهما كانت سلطة القمع قوية، ومهما تنوعت فنونها في التشاطر والتذاكي...
في المرحلة الحالية من تاريخ سوريا ينبغي أن يشعر جميع السوريين بأهمية وضرورة دولة المواطنة الموحدة لتحررهم من براثن وتبعات منظومة الفساد والاستبداد المقيتة، التي فرحوا لزوالها، وينبغي أن تجمعهم الإرادة الصادقة لبناء الدولة التي يشعرون بالانتماء الحقيقي إليها بصدق، وأنّها تحميهم، وتلبي مطالبهم، وأن يعمل السوريون معاً بمختلف مكوناتهم ومناطقهم، لتقوية بنية هذه الدولة، وتحريرها من الأغبياء في بعض مفاصلها، وأن تكون سلطتها سلطة جامعة، لا منفرة، ولا منغلقة، بل مفتوحة الأبواب أمام جميع أبناء المجتمع تثق بهم ويثقون بها، تعتمد في مختلف مفاصلها على الشرفاء الصادقين، والمنتجين الأذكياء، من جميع مكونات المجتمع، وليس على الأغبياء مهما كانت انتماءاتهم... وأن تقود الدولة سلطة تعترف بأخطائها، وتحاسب المخطئين والمجرمين مهما كانت انتماءاتهم وقربهم منها، وتتقن فن التراجع عن الأخطاء وإصلاحها، وامتلاك جرأة الصدق والاعتراف بالخطأ، وألا تتهيب من الاعتراف بالأخطاء وتحديدها، وتسليط الضوء عليها بصدق وشفافية، ومعالجتها، والتراجع عنها، والابتعاد عن النرجسية والسوبرمانات التي لا تخطئ، وقرن القول بالفعل، ومحاسبة المجرمين، وتحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة كل من أخطأ بحق السوريين اعتباراً من عام 2011 وحتى الآن من مختلف الأطراف، لكسب ثقة أبناء المجتمع بها... سوريا تتسع لجميع ابنائها، وهي في حاجة إليهم جميعاً، ولا نجاة لها، ولا نجاة لأي مواطن إلا بقوة دولة المواطنة، وإعلاء قيم وثقافة الأخلاق الإنسانية النبيلة، وحفظ حرية الإنسان وكرامته، وسيادة القانون فيها على الجميع، وصيانة استقلالها، وسيادتها وحماية وحدة ترابها وشعبها...



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدن المعرفة التراثية الثقافية المتكاملة من أدوات النهوض بالا ...
- -الفكرة الروسية ورؤيا دوستويفسكي للعالم- كتاب مهم وغني
- كيف تُعتمد القرارات الاقتصادية؟
- صيغة بنية الدولة هي الكلمة المفتاحية لمعالجة أزماتنا
- صيغة بنية الدولة هي الكلمة المفتاحية لمعالجة أزماتنا
- لا قيمة معرفية، ولا فائدة تُرجى من لغة الشتائم والاقصاء!
- الثقافة عماد دولة المواطنة العلمانية المتحضرة
- الأيديولوجيا الوطنية الإنسانية فعل ثقافي إنساني نبيل
- غمّامات الفكر
- هل تذكرون رواية نيكوس كازانزاكس -الأخوة الأعداء-؟
- الاشتراكية إرث إنساني عام وحبل نجاة البشرية
- شكراً من القلب -كاريزما- الصفصافة
- المغادرون…
- هل الغلو في التطرف مؤشر على بداية النهاية!
- أين نحن من طائر الفينيق؟!
- وفي السويداء لدي أحبة
- هل للإنسان قيمة؟
- من هو الإنسان الحقيقي؟
- في مسألة تعدد الأقطاب وحقيقتها
- الشاعر ثائر زين الدين يشيد متحفاً فنياً حقيقياً


المزيد.....




- -اكتفيت إلى هنا-.. دانا مارديني تعلن اعتزالها -كممثلة في مجا ...
- اليابان: رئيس الوزراء ينوي البقاء في منصبه بعد توقعات بهزيمة ...
- إسرائيل تأمر الفلسطينيين في وسط غزة بالتوجه جنوبًا.. ومنتدى ...
- -آليات لأعداء الأمة-.. ضاحي خلفان يحذر من مخاطر الميليشيات و ...
- أزمة السويداء: ما الذي تسعى إسرائيل إلى تحقيقه في سوريا؟
- إذا اندلعت حرب جديدة مع إيران.. ما الجديد في حسابات تل أبيب؟ ...
- ألمانيا ودول أوربية أخرى تستعد لبدء محادثات جديدة مع إيران
- طواف فرنسا: البلجيكي تيم ويلينس بطلا للمرحلة الخامسة عشرة
- غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث
- دمشق تعلن تهدئة الأوضاع في السويداء وقلق أميركي من سياسات نت ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاهر أحمد نصر - دولة المواطنة هي الملاذ