أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاهر أحمد نصر - كيف تُعتمد القرارات الاقتصادية؟














المزيد.....

كيف تُعتمد القرارات الاقتصادية؟


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 8218 - 2025 / 1 / 10 - 16:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُعدّ اقتصاد أي دولة العمود الفقري لمختلف أشكال النشاطات الاجتماعية والسياسية فيها، وتعكس بنيته وحالته حياة مواطنيها، وتعبّر علاقة أي سلطة بالاقتصاد الوطني، وخططها لتوفير متطلبات التطور الاقتصادي عن طبيعة تلك السلطة؛ أهي عادلة أم احتكارية ظالمة.
تبين مختلف مدارس علم الاقتصاد أنّ نظرية إعادة الإنتاج هي الأساس العام لإستراتيجية تطور الاقتصاد في أي بلد من البلدان، وأن أحد شروط الأداء السليم للاقتصاد والتطور الاقتصادي هو توفير الظروف المناسبة لإعادة الإنتاج البسيط، والموسع لجميع عناصر الإنتاج (جميع الموارد – العمالة (اليد العاملة)، والطبيعية، والعناصر المادية، والفكرية، والمالية...) وأنّ القرارات الاقتصادية السليمة تعتمد من قبل خبراء اقتصاديين، ومراكز بحوث وتخطيط متخصصة، حينما تتوفر بنية اقتصادية إنتاجية سليمة؛ أما القرارات الاقتصادية الارتجالية، التي تُعتمد في أوقات توقف (أو توقيف) عملية الإنتاج، فهي قرارات عبثية، ستعقبها آثار ونتائج اجتماعية واقتصادية كارثية.
وتتفق مختلف المدارس الاقتصادية أنّ الإنسان والعلم عنصران أساسيان من عناصر التطور الاقتصادي، وتبقى مهمة الارتقاء بالإنسان وحسن تنظيم استثمار طاقاته، وحمايته من الاستغلال إحدى مهام الحكومات الوطنية، لا سيّما في الدول التي تعتمد سياسة اقتصاد السوق الحّرّ. ويرى عدد من المفكرين الاقتصاديين أنّه فضلاً عن اقتصاد السوق يوجد قطاع اقتصادي يعمل خارج قوانين السوق (غير سوقي) يُعرف بـ "عناصر الحضارة"، ويشمل: الرعاية الصحية، والتعليم، والعلوم، والثقافة، والدين، والأمن الداخلي والخارجي؛ تتحمل الدولة مسؤولية بناء هذا القطاع وتطوره... أي إنّ وجود المدارس، والمعاهد والجامعات، ومراكز الرعاية الصحية والمراكز الثقافية في المدن والريف، على سبيل المثال، هي من مسؤوليات الدولة، ومن واجباتها أن تبني هذه المراكز وتطورها، وتزيد عددها، لا أن تغلقها.
من غرائب الأمور التي لا تُصدق، أن تجد في الألفية الثالثة من يدعو إلى إغلاق المراكز الصحية بدلاً من زيادة عددها، والأغرب أن تجد من ينظرون إلى رواتب المتقاعدين كأنّها عبء على خزينة الدولة، بدلاً من رعايتهم... إن توفير الحياة الكريمة للمواطنين هي من مسؤوليات الدولةً، ولا يمكن تبرير التسريح التعسفي لأي موظف قبل تأمين فرصة عمل له تحرره من الشعور بالظلم، وتصون كرامته...
لقد تعب شعبنا من عمليات التجريب، ومن القرارات التي تُعتمد في الغرف المغلقة المظلمة، وهو يتوق إلى العلانية، والشفافية، وإلى تلك اللحظة التي تدور فيها عجلة الانتاج الاقتصادي والتنمية، وتصان كرامة الإنسان، العنصر الأساسي في الإنتاج وبناء الدول، حينئذ يمكن وضع الخطط الاقتصادية المختلفة علانية من قبل خبراء اقتصاديين معروفين، لا من قبل حكومات الظل المشبوهة التي عهدتها منظومة الفساد الكارثية البائدة... أما القرارات الارتجالية خارج عملية الإنتاج والتنمية، فهي قرارات كارثية وغير مبررة اقتصادياً ولا إنسانياً، من المفيد والضروري التراجع عنها، وايجاد بدائل مؤقتة لها، ريثما تقلع عملية الإنتاج والتنمية على نحو سليم، إذ يمكن معالجة مسألة الزيادة في عدد موظفي الدوائر الحكومية بإحداث صندوق تكافل اجتماعي يصرف تعويضات شهرية للأعداد الفائضة من الموظفين ريثما توفر الدولة فرص عمل لهم تلافياً للمشكلات الاجتماعية والإنسانية الناجمة عن تسريحهم، ومعالجة مختلف المسائل الاقتصادية بعدالة وعلانية وشفافية.
كم هو مفيد وضروري أن تنشئ كل جهة حكومية تهتم بمعالجة القضايا، التي تلامس شؤون المواطنين، منصة إعلامية (صفحة إلكترونية) تعلن فيها مشاريع قراراتها للنقاش العام في هذه المنصة قبل اصدار تلك القوانين للاستفادة من آراء الخبراء والمهتمين بهذه القرارات لما فيه صالح أبناء شعبنا ووطننا.
الصفصافة 10/1/2024



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صيغة بنية الدولة هي الكلمة المفتاحية لمعالجة أزماتنا
- صيغة بنية الدولة هي الكلمة المفتاحية لمعالجة أزماتنا
- لا قيمة معرفية، ولا فائدة تُرجى من لغة الشتائم والاقصاء!
- الثقافة عماد دولة المواطنة العلمانية المتحضرة
- الأيديولوجيا الوطنية الإنسانية فعل ثقافي إنساني نبيل
- غمّامات الفكر
- هل تذكرون رواية نيكوس كازانزاكس -الأخوة الأعداء-؟
- الاشتراكية إرث إنساني عام وحبل نجاة البشرية
- شكراً من القلب -كاريزما- الصفصافة
- المغادرون…
- هل الغلو في التطرف مؤشر على بداية النهاية!
- أين نحن من طائر الفينيق؟!
- وفي السويداء لدي أحبة
- هل للإنسان قيمة؟
- من هو الإنسان الحقيقي؟
- في مسألة تعدد الأقطاب وحقيقتها
- الشاعر ثائر زين الدين يشيد متحفاً فنياً حقيقياً
- وماذا بعد؟!
- -ليلى والثلج ولودميلا- للأديبة: كفى الزعبي – لوحات فنية حيات ...
- الكتابة، كما القراءة، فعل هداية!


المزيد.....




- أحمد سعد يصدر الجزء الأول من ألبوم -بيستهبل-.. و-تاني- مع رو ...
- الحكومة السورية تعلن انسحاب قوات الجيش من السويداء
- أضخم دراسة تصوير طبي للبشر تصل إلى مشاركها رقم 100 ألف
- روبيو يعلن توصل أطراف النزاع لاتفاق لإنهاء العنف في سوريا
- إسرائيل: حزب شاس ينسحب من الحكومة احتجاجًا على عدم تمرير قان ...
- إسبانيا - موريتانيا: شراكة رابحة أم حسابات استراتيجية؟
- إسرائيل تهدد بتوسيع القتال وحماس ترفض بقاء الاحتلال بغزة
- تعليق الملاحة بمطار بن غوريون إثر صاروخ من اليمن
- قتلى وأكثر من 4 آلاف جريح في فيضانات تضرب العاصمة كوناكري
- زامير: ملتزمون بأمن الدروز وسنمنع أي عناصر معادية على الحدود ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاهر أحمد نصر - كيف تُعتمد القرارات الاقتصادية؟