تطور الإنسان وتطور لباسه ومظهره

محيي الدين محروس

الحوار المتمدن-العدد: 8407 - 2025 / 7 / 18 - 10:25
المحور: قضايا ثقافية
    

هناك علاقة جذرية بين تطور حضارة وتفكير وثقافة الإنسان عبر العصور وتطور لباسه ومظهره. ولتأكيد ذلك تكفي العودة إلى الوثائق التاريخية في المتاحف وفي الأفلام الوثائقية والتاريخية ..
كيف كان لباس الرجل والمرأة في العصور البدائية والمتوسطة وما هو عليه اليوم.
يبقى التساؤل:
هل هذا التطور في اللباس والمظهر يترافق دوماً مع التطور الفكري - الحضاري ؟
القاعدة العامة تؤكد هذا التوافق …ولكن:
للأسف! في العديد من البلدان العربية هناك ظاهرة يمكن تسميتها: العودة للخلف „ للوراء „ !!
وتكفي نظرة عامة للباس المرأة في الستينات في سوريا ومصر وغيرها من البلدان العربية ومقارنتها بلباسها اليوم!!
كلنا يذكر كيف كانت تنتقل الموضة من باريس إلى لبنن وسوريا ومصر عبر „ جرنالات „ الموضة ومشاهدة الأفلام..
وكيف هي اليوم!!
ترافق هذا التراجع في المظهر من حيث اللباس مع شعارات: العودة للماضي „ المجيد „ … عصر ما يُسمى ب „ الفتوحات „،
مع النشاط الواسع للتنظيمات الإسلامية المُتطرفة ..ومنها الإخوان… وفي السنوات الأخيرة على يد داعش والنصرة وغيرها...
وظهرت في سوريا وغيرها من البدان العربية تنظيمات نسائية مُتطرفة، فبدلاً من النضال من أجل تحرر المرأة ومساواتها بالرجل، أشاعت „ لباس الحجاب „ لدرجة ظهور فقط العينين!!…
وتطويل اللحى للشباب وللرجال!!
وكأن الدين والتدين هو فقط في الحجاب والذقون الطويلة!!
—————————
كان هناك الأمل مع توسع الحراك الجماهيري الواسع بما سُمي: „ ثورات الربيع العربي „ وهو الحراك السياسي ضد الأنظمة الاستبدادية الحاكمة لعشرات السنين في ليبيا ومصر وتونس واليمن والسودان وسوريا،
أن يترافق هذا الحراك مع ثورة سياسية وثقافية واجتماعية حضارية. نعم، تم إسقاط تلك الأنظمة، ولكن لا يزال الطريق طويلاً نحو الحريات السياسية والاجتماعية.
—————————
هل نفقد الأمل؟
بالطبع، لا. بل على النخب الثقافية متابعة الطريق في نشر الوعي والثقافات الحضارية في مختلف مظاهر الحياة، لا للعودة للماضي، بل لنسير إلى الأمام
للحاق بالمجتمعات المتطورة نحو تحرر الرجل والمرأة والمجتمع بصورة عامة من أجل حرية الإنسان
وتطوره نحو مستقبلٍ زاهرٍ.
لن تسير مجتمعاتنا إلى الأمام، طالما هي تنظر فقط إلى الخلف، بقيادات دينية - سياسية!
على رجال الدين الالتزام بالدين، وعلى رجال السياسة الحكم بالعدل نحو تطور المجتمع في جميع مناحي الحياة.
ستتم مشاهدة التطور السياسي مع ترافقه بالتطور الصناعي والتجاري والخدمات الاجتماعية …
وفي اللباس والمظهر والعادات الجيدة السابقة والجديدة.
عندها ستظهر مجتمعاتنا بما يتوافق مع القرن الواحد والعشرين.
وإلى الأمام!

#محيي_الدين_محروس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل