علي تولي
الحوار المتمدن-العدد: 8407 - 2025 / 7 / 18 - 00:25
المحور:
الادب والفن
يا وطنًا تُدنِّسه ادعاءات القداسة
شعر/ علي التولي
وحزنتُ من أجلك منِّي
غضبتُ لك
يا مجدَ أجدادي ويا مهد الحضارة
يا سيد التاريخ من عهد الحجارة
هم غيَّبوا فيك المروءات الكبيرة بالغباء
القادة الحمقى أحالوك هباءً في هباء
*****
ونزفتُ من أجلك منِّي
..الدماء على ثراك
الأنقياء الأبرياء
كانوا خريف التضحيات البكر
في جوف المخادع والشوارع والرصيف
*****
ذبحوا قلوب الحالمين
الموت يَعصفُ بالحرائر والعصافير ترنق
في فضاءٍ يشهدُ البارودَ والقتلَ المخفيف
والسادة الجهلاء أرباب الحراسة
حرقوا الأخضر واليابس
دمَّروا قصر الرئاسة
أخلفوا ما بينهم عهدًا أذلُّونا به
لعنَتْهُم آيةُ الكرسي
وسورة الملك والإخلاص في قصر الضيافة
ما أثقل الأجراء في ذات السخافة
*****
وحزنت يا وطني
حزنت
من أجلك في ذاتي لذاتي
يا وطنا تدنسه ادعاءات القداسة
توارثوك سفاهة بعد السفاهة
كل أرباب الخنا والختل أسياد النجاسة
زهقوا الأرواح غِلًّا وهي ترقَى في سما الأمجاد
روحًا إثر روح..
واستباحوا الدُّورَ إذْ يَشْطَتُّ بالشعب النزوح
والقَلْزَمُ العلقمُ ملجأَ أقزام القيادة
ما تحقَّقَ للدًُّبِ من رؤياه أحلام السيادة
فتثنَّى وتهادَى
ولَوَّحَت كفيه أضغاثُ البلادة
*****
وحزنتُ يا وطني
حزنت
من أجلك مِنِّي
للبيوت الخاوياتِ
ما عادت مآذننا تكبر للصلاةِ
لا نواقيس الكنائس
لا طوابير المدارس
لا المشافي
ولا..لا الجامعات..
لا روابطها ولا تلك العمادة..
لا الأفران لا..
ولا طواحين الطحين
*****
يا تكايا
يا تكايا خبرينا
كل حين
خبِّرينا عن منايا قادمات من منافي آمنات
وحشاشاتٍ تبَّقتْ
أو نفوق وموات
عن سعيرٍ بدروعٍ قد تلَظَّى
وفُظَّاظ القلوب
وعن شُذاذ آفاق تجوب..
وجيوبٍ من عصاباتٍ
ولصوصٍ ومَصابٍ وخُطُوب..
وهزال كِساحٍ وشحوب
يا لقلبي
أترى لا للقادة السفهاء قلب، للمليشيات.. وللحركات.. بل لدروعها وفلولها..
. ولِجُلِّها أبدًا قلوب
يا سلام الأرض أقبل..
يا مَسَرَّاتِ الأنام
يا أمانَ الناسِ قد آن أوانك أن تؤوبِ..
****
#علي_تولي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟