أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - علي تولي - الفوضى سيدة الموقف














المزيد.....

الفوضى سيدة الموقف


علي تولي

الحوار المتمدن-العدد: 7808 - 2023 / 11 / 27 - 13:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لكأن الشمس لم تعد تشرق على سماء السودان فانبهم كل شيء عن كل الناس حتى دهاقنة التحليل السياسي وأساطين السياسة عن رسم أسس لخلاص الشعب من ما حاق به، لقد كنا نصف وما زلنا الحقب الشمولية والدكتاتوريات الغاشمة بعهود الظلام ونظل نواجه هذا الإنغلاق وانسداد الأفق أمام أعيننا حتى نأتي بفجر الخلاص وشروق شمس الحرية المتجسد في خلاصنا من براثن وحوش الحقبة الظالمة حين كنا نغني مع محمد وري برائعة الشاعر الفذ الفيتوري
أصبح الصبح ولا السجن ولا السجَّن باقي
.. أما الآن فقد بتنا بين براثن وأنياب عراك الدكتاتوريات التي لم تعد دكتاتورية واحدة بل هي كما قال الشاعر:
لو كان الهم واحد لاحتملته
ولكنه هـــــــمٌ وثـــانٍ وثــــــــــــالثُ
نعم هي في الأصل دكتاتورية صنعت دكتاتورية يتمثل هذا في الذي تم صنيعه بأيدي الخبث الكيزاني فرباه ورعاه في أقصى ما كان عليه في حالات الترف السلطوي..
ومن أكثر الأشياء التي تكدر صفو العاقلين من أصحاب الضمير الوطني والوازع الأخلاقي والإنساني هو طيش كثير من شرائح المجتمع من شاكلة نفس المباركين لأفعال الكيزان والراضين عنهم عبر نكباتهم المتلاحقة التي كانوا يصنعون لها تجاوزات على التجاوزات المفضوحة، وبكل (قوَّة عين) يفعلون ما يستنكره الدين والعقل البشري ويصرون على الولوغ فيه حتى الثمالة..
لم يكن خافٍ على المتابعين نظرات البرهان وتعابير وجهه التي تراوح ما بين الخوف من خطر الشريك الذي كان حارسًا للبشير وبين مطامحه الذاتية التي يحلم بها كما حلم والده في منامه، فظل وما زال يمنِّي نفسه بما أخبره به أبوه حين قال له : إني أرى في المنام أنك قد صرت رئيسًا.. ولكنه قد قصص رؤيا والده فكاد له شريكه كيدا بات يلاقيه في كل فج، حتى صارت الخرطوم بلدا محرمًا لدخوله، ولقد ابتلينا به جاهلاً يقارع من هو أجهل منه..
انبهم الوضع بالسودان الذي يفاخر بأبنائه، ممن يمثلون مشاعل تنير لهم السبل ليهتدوا ويغتدوا بهم .. ولكن أتت الحقبة الكيزانية الظلامية فأغطش كون السودان حتى صار نهاره كليله.. باستحكام الجهل الذي لن ينفك عن الوصف بالظلام أيضا.. فكان التعالم شر من يؤمُّ الناس ويتفنن في إيرادهم المهالك بتربية العداوات والأحقاد خاصة ضد المستنيرين فبات معظم الشعب يلاحق خيرة أبنائه وفي ذلكم شر صنعتموه عظيم، فأضحيتم تكيلون لهم السباب، وتنعتونهم بالمارقين عن الملة ، وأنهم أتباع اليهود والنصارى، أي نعم عرف الكيزان كيف ومن أين يأكلون كتف الشعب حتى لم يعد يكف عن ملاحقة من يريدون له الخير في الحياة الكريمة وحق العيش بسلام وأمن.. في مشاهد أشبه بمن كانوا يحاربون الرسول ويوصون على عدم الاستماع للقرآن بل أوصوهم على أن يلغوا فيه.. هكذا الحال في مغالبة الجهل.. ومحاربة مصادر التجهيل.. صنعوا حميدتي فوجد ما وجد عليه جماعته الكيزان من الولاء له بل زاد في المناولة في مساومات رخيصة مع الإدارات الأهلية فأغرقهم بالهبات والعطايا.. وغيرهم من المشائخ والإعلاميين وقائمة الإنتهازيين تطول..
انبهم الوضع فغابت رؤى الحلول، ولم يعد ممكنًا أن يلتئم الساسة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، أمام الثنائيات الفجَّة التي أضحت حالة ملازمة أو حالة مرضية من ضمن ما أصاب العقل السودان حتى أفسدت روح الخطاب والتخاطب.. نشأت الثنائية عن غباء في مماحكات الفريقين المتسلحين الجيش ومليشيا حميدتي.. التي لمعها البشير وزمرته ومن سار على نهجه العسكري الآفن البرهان ومن حوله من جنرالات سفك دماء الشعب.. أسموه الدعم السريع..
انبهم الوضع فلا بوارق لقوى السياسة السودانية أن تتوحد في خطوط واضحة.. وكلنا يعلم أن قوى الحرية والتغيير أصبحت سبة بسبب هشاشة المواقف التي افضت بأن تجهض الفعل الثوري قبل أن تجف دماء شهداء القيادة.. ممن ارتموا بأحضان القتلة من اللجنة الأمنية والجنجويد..
لابد أن يضع الشعب حدًا فاصلا أمام هذه الفوضى بصنع كيان يناهض كل هذه الفوضى ويرفع من شعاراته الوطنية والإنسانية ومخاطبة العقول بعيدا عن هاشمية القلوب ومرضها البغيض.. وتحطيم أصنام القبلية والجهوية ودك حصون الجهالة.. وحرق معاقل العمالة.. حتى يعود الوطن لأهله ويثوب من كان سكراناً في دياجي الإنتهازية والأطماع الزائفة.



#علي_تولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعبك أقوى وأكبر
- الاحتلالُ العَسْكرِيُّ التراكمِيّ
- قصيدة/ الزم جفيرك
- المَسكوتُ عَنْهُ جيومورفولوجياً.. في سدِّ النهضة
- إلى لاهاي حَافياً دُونَ (مَركُوبٍ) أيُّها الْجَازِمُ
- لِجَانُ التَّحقِيْقِ
- مُخَلَّفَاتُ مُخطَّط الشرِّ الإسلامُوعُرُوبِي
- يا منذورةً لكلِّ مَن يَجِيء لِلحَظِّ أو للعَابِرِ الجَرِيْء
- عبقرية صدى الهتاف


المزيد.....




- انجرفت وغرق ركابها أمام الناس.. فيديو مرعب يظهر ما حدث لشاحن ...
- رئيس الوزراء المصري يطلق تحذيرات بشأن الوضع في رفح.. ويدين - ...
- مسؤولون يرسمون المستقبل.. كيف ستبدو غزة بعد الحرب؟
- كائن فضائي أم ماذا.. جسم غامض يظهر في سماء 3 محافظات تركية و ...
- هكذا خدعوهنّ.. إجبار نساء أجنبيات على ممارسة الدعارة في إسطن ...
- رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يقرر البقاء في منصبه
- هجوم إسرائيلي على مصر بعد فيديو طريقة تدمير دبابة -ميركافا- ...
- -حتى إشعار آخر-.. بوركينا فاسو تعلق عمل وسائل إعلام أجنبية
- أبراج غزة.. دمار يتعمده الجيش الإسرائيلي
- مصر.. تحركات بعد الاستيلاء على أموال وزير كويتي سابق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - علي تولي - الفوضى سيدة الموقف