بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 8405 - 2025 / 7 / 16 - 21:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كيف يمكن لأبناء المكونات السورية الأخرى، من غير (طائفة النظام)، أن يأمنوا للسلطة الجديدة في البلاد وهم يجدون كل ما يهين كرامتهم وكرامة قادتهم ومشايخهم على يد هؤلاء الغوغاء وذلك ب"حلق شواربهم" (الدروز) والدعس على رموزهم؛ سلطان باش الأطرش، قائد الثورة السورية الكبرى.
وكان قبلها الدخول لمناطق العلويين وارتكاب المجازر وإهانة أهلها من خلال الطلب منهم بأن "يعووا" وذلك للمزيد من المهانة والإذلال لكرامة الإنسان، ناهيكم عن الجرائم والإبادات على الهوية مرافقاً بالنهب والتعفيش الذي تقوم به تلك المجاميع المتوحشة والمحسوبة على من يفترض بهم حماية هؤلاء المدنيين.
ولذلك فعندما يرفع أحد ابناء الطائفة الدرزية العلم الإسرائيلي فوق أحد المباني في السويداء، أو يطالب أحد شيوخهم؛ الهجري، بالحماية الدولية، فلا يجب توجيه اللوم إليهم، بل إلى من أوصلهم لتلك الحالة الرافضة لعلمكم وتواجدكم في مناطقهم.
إن مكونات سوريا المختلفة عندما تطالب بالحماية الدولية، أو المطالبة بالدولة اللامركزية والاندماج في الجيش ككتل عسكرية، فهم ليسوا بوارد "الانفصال"، كما يدعي أصحاب مقولة من "يحرر يقرر" مع أن لا تحرير أصلاً، بل توافق دولي أوصلهم للسلطة بدمشق، وإنما لكونهم خائفين من همجية ووحشية هؤلاء التكفيريين الجهاديين.
فهل يصبح الدرس السويدائي بداية لمرحلة جديدة من التوافق والشراكة الحقيقية لكل مكونات سوريا المختلفة؟
شخصياً أشك وذلك لمعرفتي؛ بأن ذهنية هؤلاء الإسلاميين الراديكاليين الجهاديين لا تقبل الشراكة، بل فرض الرأي الواحد!
نعم أيها الإخوة، فإن مقولة؛ "ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار، إلا واحدة هي الناجية" لم تأت عبثاً على لسان هؤلاء حيث تكشف تلك المقولة عن ذهنية الاقصاء لكل مختلف، بل والحكم عليهم بالتكفير والموت؛ "كلهم في النار، إلا واحدة" والتي توافقهم في القناعة والطائفة والأيديولوجيا طبعاً!
وبالتالي من الصعب، إن لم نقل من الاستحالة، إقناع أصحاب هذه الذهنية؛ بأن سوريا يجب أن تكون تشاركية وطنّا للجميع.. وكل الخوف أن نكون مقبلين على المزيد من الحروب الأهلية الوحشية.
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟