نحن والعرب نفتقر للهوية الوطنية الجامعة.

بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)

الحوار المتمدن-العدد: 8252 - 2025 / 2 / 13 - 16:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أضعف مجتمعين، قلت أضعف مجتمعين وليس فقط نظم وأحزاب سياسية، منقسمة هشة ضعيفة بائسة هي المجتمعات العربية والكردية حيث وبالرغم من تعداد العرب والذي يتجاوز (400) الأربعمائة مليون نسمة ورغم دولهم التي تتجاوز العشرين دولة والاقتصاد الهائل لبعضها، فها هي أمريكا ترامب تلعب بهم وتضغط على كل من مصر والأردن من البوابة الاقتصادية؛ الدعم والمساعدة المالية الأمريكية لكلا البلدين والذي لا يتجاوز الثلاث مليارات دولار، بحيث إما يقبلا بخطة ترامب بتهجير سكان غزة إليهما أو قطع تلك المساعدات، بينما دويلة الشيخة موزة لوحدها صرفت على الصراع والمقتلة السورية مليارات الدولارات، فلو تم وضع بعض تلك المليارات في خدمة الدول والمجتمعات العربية في كتلة جيواستراتيجية لهذه المجتمعات على غرار الاتحاد الأوروبي، لم وصل الأمر بترامب لأن يتواقح مع ملك الأردن؛ عبدالله، بحيث يضعه في ذاك الموقف المحرج أمام الإعلام ضارباً بعرض الحائط كل البروتوكول والأعراف الديبلوماسية.

وكذلك كردياً حيث الكرد يتوزعون على جغرافيا تزيد عن (500) خمسمائة ألف كيلومتر مربع وبتعداد سكاني يتجاوز الستين مليون وبعدد من الأحزاب ربما هي بعدد سكان كردستان إلا قليلاً، لكن ورغم ذلك نشكل في المعادلات السياسية صفر تأثيراً وفعالية كأصحاب قرار وقضية وذلك نتيجة صراعاتنا الداخلية واستغلال الخصوم والأعداء لتلك الخلافات البينية بين الجماعات الكردية وأحزابهم وقادتهم السياسيين حيث يتم استغلالها من هذه الدول الغاصبة، وبالأخص تركيا، لجعل كل تضحيات أبنائنا في ساحات القتال تذهب أدراج الرياح والسبب تشتتنا وخلافاتنا وعدم تشكيلنا لجبهة وطنية كردستانية موحدة لها برنامجها ومشروعها السياسي الإستراتيجي، كما حال الأخوة العرب وتشتت مجتمعاتهم ونظمهم السياسية وبذلك نصبح وإياهم شعوب ونظم ومجتمعات مفعولة بها، بدل أن تكون فاعلة.. وللعلم ورغم كل خيباتنا ومآسينا نحن الكرد، فإن وضعنا أفضل من وضع المجتمعات العربية! ربما يكون التصريح صادماً للبعض، لكن ذاك هو الواقع، والفضل فيه لا يعود لنا نحن الكرد، بل للأمريكان والأوروبيين حيث مصالحهم تتطلب أن يجعلوا من الكرد "لاعباً" جديداً في المهزلة الشرق أوسطية.

وبالمناسبة هذه ليست تكويعة أو إنقلاباً على موقفي الثابت لهذه اللحظة من مشروع الشرق الأوسط الجديد حيث ما زلت من الداعمين لذاك المشروع وذلك بالرغم من هزليته، لكن فقط جاء كتوضيح لواقع شعبينا الكردي والعربي ومجتمعاتنا ودولنا وأحزابنا البائسة فيما يرسم لنا ونحن الكرد وبالرغم من كل شيء لن نخسر في هذا المشروع إلا ما يخسره العبد عندما يتم تحريره من العبودية حيث "خسارة القيود" ولذلك كنا وما زلنا مع مشروع الشرق الأوسط الجديد والذي سيجلب لنا بعض الفتات من الحقوق لكي نرعى مصالح تلك الدول التي ضمنتها وأمنتها لنا حيث لولاها ولو يترك الأمر لنا ولأحزابنا الكردية وانقساماتنا وصراعاتنا الكردية الداخلية لأعدنا "حروب داحس والغبراء"، ولما نستشهد بحروب الآخرين ونحن الكرد مشهورين بمقولتنا الكردية وحربنا القبلية "محمودكي وعثمانكي"، فهي كافية للدلالة على حجم بؤس مجتمعاتنا وبأنها ما زالت قبلية تريد إعادة إنتاج الموروث الثقافي في الغزو على القبيلة الأخرى ولصالح سلطة الباب العالي وللأسف.

نعم نحن والعرب ما زلنا مجتمعات قبلية بدوية ولم نمتلك بعد الهوية الوطنية الجامعة.

#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل