أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - تركيا “الرجل المريض”؛ لا ترموا بحبل النجاة لها مجدداً!















المزيد.....

تركيا “الرجل المريض”؛ لا ترموا بحبل النجاة لها مجدداً!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 8215 - 2025 / 1 / 7 - 18:49
المحور: القضية الكردية
    


تعتبر تركيا “الحديثة” بعهديها؛ الكمالي وحالياً مرحلة الزواج العرفي بين الفاشيتين الدينية والقومية “أردوغان وبخجلي” من أسوأ المراحل، وكذلك أسوأ الحكومات والسياسات التي واجهتها القضية الكردية وقد عبر عنها عدد من قادة الأتراك، بمن فيهم أردوغان نفسه وذلك حينما أفشى لمستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق؛ جون بولتون، وذلك حينما قال (أي أردوغان): بأنه “يحب الكرد الميتين”!! وهذه رمزية بأن صلب الإستراتيجية التركية بخصوص الملف الكردي هو “وأد القضية” وسبقه إلى ذلك مؤسس الدولة التركية؛ أتاتورك، وذلك حينما رسموا على صفحات جرائدهم صورة قبر وكتبوا عليها اسم كردستان وذلك في دلالة رمزية لقتل وموت القضية الكردية وجغرافيا اسمها كردستان، بل وصلت العنصرية بقادة الأتراك، لأن يتبنوا مفهوماً وإستراتيجية جد عنصرية ضد شعبنا وقضيتنا بحيث يصل بهم الأمر، لأن يصرح أحد رؤسائهم (ديمريل)؛ بأنهم “سيحاربون خيمة كردية ولو في أفريقيا!”.

كتبت المقدمة الموجزة فقط لنؤكد على حقيقة سياسات تركيا العنصرية تجاه القضية الكردية وباقي مكونات وشعوب المنطقة، وبأن العنصرية الطورانية التركية لا تختلف بشيء عن الفكر الفاشي أو النازية الألمانية مع هتلر، بل يمكننا القول بأن الطورانية التركية هي وريثة النازية الألمانية وقد تحالفا أكثر من مرة وبالأخص في الحرب العالمية الأولى والتي كانت نهاية سلطة الرجل المريض؛ الدولة العثمانية وتحرر عدد من شعوب المنطقة وفي المقدمة منها الشعوب العربية وشعوب البلقان، لكن وللأسف فإن عدد من الشعوب ونتيجة لمصالح دولية مع تركيا من جهة؛ فرنسا وبريطانيا حينذاك ومن جهة أخرى ضعف الوعي القومي لدى شعبنا الكردي والإصرار على البقاء مع تركيا العثمانية وإعادة الخلافة، وكذلك نجاح “الثورة البلشفية” في روسيا القيصرية من جهة ثالثة، كلها أدت إلى حرمان الكرد وإفشال بعض حركاتهم السياسية من تحقيق الاستقلال لكردستان، مما أبقى القضية الكردية عالقة إلى يومنا هذا بين التشتت والاستعباد بين أربع كيانات سياسية، تشكل تركيا أخطرها علينا وعلى قضايانا الوطنية الكردستانية.

لكن وبعد التطورات الأخيرة مع بداية الألفية الجديدة وانهيار النظام العراقي البائد؛ نظام صدام حسين، وولادة إقليم كردستان (العراق) وذلك من بعد مخاض طويل من الانتفاضات والثورات الكردية وآلاف القرابين والضحايا وكذلك نضالات المنظومة العمالية الكردستانية في الجزء الشمالي من كردستان (تركيا) ولاحقاً تشكل إدارة ذاتية في روژآڤاي كردستان (سوريا) وذلك إثر اندلاع “الثورة السورية” كجزء من الحراك الشعبي ل”ثورات الربيع العربي” ضد طغيان هذه الحكومات الديكتاتورية، أصبحت القضية الكردية، ومحدداً، واحدة من أهم الملفات والقضايا الإقليمية الساخنة، بل تم تدويلها في يومنا هذا، كما كانت الحال مع الإخوة العرب في بداية وأواسط القرن الماضي وذلك حينما تبنت حينها إنكلترا الملف للقضاء على الدولة العثمانية وتصبح المنطقة العربية منطقة نفوذ مصالحها مع فرنسا وباقي دول الحلفاء، كما تفعلها اليوم أمريكا مع الملف الكردي مع باقي دول التحالف ومعهم إسرائيل طبعاً وذلك لتصبح جغرافية كردستان منطقة نفوذهم ومعابرهم ومشاريعهم الجيواقتصادية، وهذه هي “مربط الفرس”، كما يقال، أو الشعرة التي سوف تقصف ظهر تركيا؛ الرجل المريض “الجديد” والذي ورث المرض من أجداده العثمانيين.

ولذلك دعونا لا نفوت الفرصة على أنفسنا نحن الكرد بحيث أن لا نعيد أخطاء أجدادنا وذلك حينما وقفوا مع الخلافة العثمانية ضد المشاريع الغربية، بل أن نتبع خطوات الدول والشعوب العربية والتي تحالفت حينها مع الإنكليز ضد الدولة العثمانية وبالأخير هم تحرروا وشكلوا دولهم وكياناتهم السياسية، بينما نحن بقينا تحت الذل والاستعباد وذلك بالرغم من أن أتاتورك والقيادة الكمالية حينذاك كانت قد وعدت الكرد المهابيل؛ بأن “(تركيا) ستكون للأتراك والأكراد”، لكن لم يفكر أحداً منا؛ كيف ستكون للشعبين واسم الدولة (تركيا) تؤكد بوجود شعب واحد سمي باسمهم، وهم الأتراك وبالتالي إلغاء لكل مكون وشعب آخر وقد جاءت بعدها سياسات الكماليين لتؤكد تلك الحقيقة حيث أكدوا في دستور البلاد على أن تركيا فيها؛ “شعب وعلم ولغة وقومية واحدة؛ وهي التركية”، وحينما أرادت بعض القيادات والثورات الكردية الاحتجاج على هذه السياسة العنصرية تجاههم والتي تلغي وجودهم وليس فقط حقوقهم، جوبهوا بالنار والرصاص وكانت المجازر والجبنوسايدات بحق شعبنا وجغرافية كردستان، وذلك على غرار ما فعله أجداده العثمانيين بحق الأرمن واليونانيين، وكانت آخر ما ارتكبتها تركيا من مجازر هو ما قام به أردوغان ومرتزقته في عفرين وسري كانية بروژآفاي كردستان.

وأخيراً وكخاتمة نقول: بأن ها هي الدائرة تدور مرة أخرى وتصبح تركيا في موقع الدولة العثمانية؛ أي “الرجل المريض” الجديد في عصرنا وهي (تركيا) تحاول إنقاذ نفسها بحيث لا تعيد تجربة الأجداد العثمانيين ويأتي من يفتتها مرة أخرى وبالأخص من مدخل القضية الكردية حيث الخاصرة الرخوة التي يمكن أن تكون الدخول منها لاعادة تشكيل جيوبوليتيك المنطقة وبالتالي ولادة دولة كردستان ونهاية عصر الاستعباد الطوراني التركي لشعبنا! وبقناعتي وبعد معلومات استخباراتية مؤكدة؛ بأن مشروع إعادة رسم خرائط جيوسياسية جديدة للمنطقة مع مشروع ما يسمى بالشرق الاوسط الجديد أو الكبير تحركت القيادات التركية مرة أخرى للبحث عن حلول جزئية بخصوص الملف الكردي وذلك لقطع الطريق على الأمريكان والأوروبيين والإسرائليين بهذا الخصوص وهذا ما جعل أحد أكثر العنصريين الأتراك؛ بخجلي، وبنوع من توزيع الأدوار بينه وبين أردوغان وباقي القيادات السياسية والأمنية التركية في التحرك وبذل المساعي لايجاد حلول سريعة لإرضاء الكرد ببعض الإبر المخدرة مثل؛ إطلاق سراح الزعيم الكردي أوجلان وإعادة طرح شعارات مخادعة مثل “الأخوة الكردية التركية” أو “إعطاء بعض الحقوق الثقافية للأكراد”!! وكأن القضية ليست قضية شعب يناضل لأجل حريته واستقلال بلاده، وإنما مواطنين و”رعايا” يحتاجون لمنحهم بعض الحقوق الثقافية اللغوية، كحال أي جالية في دولة أجنبية.

كلمة أخيرة نتوجه بها للقيادات الكردية عموماً وبالأخص المنظومة العمالية الكردستانية وتحديداً القيادات التي في روژآڤاي كردستان والتي نشأت على فكر وفلسفة أوجلان؛ نأمل أن لا تنخدعوا مجدداً بالوعود الكاذبة لقيادة تركيا حيث الحكومة الحالية والتي تتشكل من تزاوج الفاشيتين الدينة والقومية هي أكثر تشدداً وعنصرية وفاشيةً من القيادات الكمالية، بل من أتاتورك نفسه، ولذلك عليكم بقناعتي القيام بالمزيد من التنسيق والشراكة مع دول التحالف بقيادة أمريكا، كما فعل العرب قبل قرن مع إنكلترا، بل علينا التنسيق والتحالف مع أي قوة إقليمية ودولية، بمن فيهم إسرائيل، وذلك عندما تتطلب مصلحة شعبنا وقضيتنا الوطنية الكردستانية حيث وللأسف تم نقل بعض الأخبار وعلى لسان قيادات بارزة في العمال الكردستاني تقول؛ بأن “العروض الإسرائيلية للكرد تهدف إلى تعطيل عملية السلام بين تركيا والكرد”!! وها نحن نقول لها ولهم جميعأ؛ بأن هذه ليست عملية سلام، بل هي محاولة تركية لإنقاذ نفسها من حبل المشنقة.. نعم نحن مع عملية السلام، لكن بوجود دعم وقوة إقليمية ودولية تدعمنا حيث دون ذاك ستعيد تركيا مرة أخرى سياسات التنكيل والجينوسايد معنا وذلك بعد أن تنقذ نفسها، كما فعلها أتاتورك سابقاً، ولذلك المزيد من التحالف مع القوى الدولية ومع إسرائيل نفسها لوأد “الرجل المريض؛ تركيا” وولادة كردستان حرة مستقلة.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا مجلسنا الكسيح؛ بكم بعتم بضاعتكم؟!
- أيها العنصريون؛ لا تنسفوا ما تبقى من جسور بيننا!
- كرد(نا) والترويج لمقولات الاستخبارات التركية
- أهمية عفرين الإستراتيجية تركياً، قطرياً وأوروبياً!
- يا حيف يا كردو!!
- تظاهرة دمشق وسلوك بعض المثقفين القمعي
- ذكريات وملاحظات عن نظام الأسد المافيوي
- حركة التآخي الكردستانية الإسرائيلية
- تركيا هل تكوّع مجدداً وهذه المرة مع قسد؟!
- لماذا أدافع عن قسد والإدارة الذاتية
- نداء لكل القوى والإدارات المحلية في سوريا، وبالأخص لكل من قو ...
- هل تريد أن تعرف كيف سقط نظام الأسد؟!
- نهاية -رجل غبي- وديكتاتور حمار!!
- حروبنا الطائفية القادمة
- المجلس الإسلامي لا يصلح أن يكون بديلاً عن البرلمان العروبي
- بصراحة تامة؛ سوريا بين التقسيم الطائفي ودولة وطنية لا مركزية ...
- تركيا إلى أين..؟!
- شهادة رائعة من سيدة راقية
- المؤتمر العربي الأول ومبدأ الدولة اللامركزية واسقاطها على ال ...
- هل تتخلى أمريكا عن قسد لاختلاف أيديولوجي؟!


المزيد.....




- إدارة الفتنة.. لماذا تسعى إسرائيل لتلغيم خريطة الأقليات العر ...
- الأونروا: إسرائيل قتلت أكثر من 300 من موظفينا في غزة
- ليبيا.. بعثة الأمم المتحدة للدعم والمجلس الرئاسي يُشكلان لجن ...
- رايتس ووتش تدعو الاتحاد الأوروبي لحماية المدنيين بالساحل الأ ...
- غزة تحت مقصلة المجاعة القاتلة
- الاحتلال يقترح هدنة بغزة 60 يوما مقابل نصف الأسرى الأحياء
- عائلات الأسرى الإسرائيليين تحذر من توسيع العملية في غزة
- اليونيسف تطالب بإدخال المساعدات الى غزة ووقف إطلاق النار فور ...
- القوات الإسرائيلية المحتلة تحاصر مستشفيات شمال قطاع غزة بالق ...
- السوداني يؤكد استعداد العراق لدعم وكالة الأونروا من أجل تقدي ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - تركيا “الرجل المريض”؛ لا ترموا بحبل النجاة لها مجدداً!