بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 8369 - 2025 / 6 / 10 - 19:38
المحور:
القضية الكردية
نقول لأولئك المشقلبين؛ يا شقلوب أمك -وهذه ليست شتيمة، بل مثل عبارة يا روح أمك- إن الشعوب الضعيفة أو بالأحرى المستضعفة؛ مثل الكرد، هي غير قادرة على التأثير على الأمم والشعوب القادرة القاهرة الغازية مثل العرب وباقي الأمم والشعوب المجاورة والتي حكوماتها ودولها تحتل أجزاء كردستان وتمارس بحق سكانها وناسها سياسات الصهر والذوبان القومي.
وبالتالي فتلك الشعوب هي من قامت بتعريب وتتريك وتفريس مجتمعاتنا وشعوبنا وليس العكس لكي تأتي وتشقلب التاريخ وتدعي: بأن أهل كوباني أو الأخوة الآزديين الذين يلبسون اللباس العربي؛ الشماخ والعقال، هم "قبائل عربية تكردوا"! فعلاً إنها الدونيولوجيا الكردية لبعض الشخصيات التي تعاني من عقدة الدونية أمام الآخرين من الطغاة والشعوب الغازية.
يا "شقلوب فهمان" كان عليك أن تبيّن الأسباب الحقيقية خلف لبس أولئك للباس العربي، لا أن تقلب وتشقلب التاريخ بطريقة ساذجة حيث كلنا نعلم؛ بأن الفئات والشعوب الضعيفة أو المستضعفة تقلّد الأقوياء في كل شيء، بل وأحياناً هم مجبرين على اتخاذ سلوك الأقوياء لأسباب تتعلق بالحماية والسلامة وكان اللباس العربي وسيلة لهؤلاء لكي يحموا أنفسهم وخاصةً وهم محاطون ببيئات عربية حاكمة ومستبدة بغير العرب.
فمثلاً الأخوة الآزديين في شنكال كانوا مجبرين للنزول إلى الموصل لتأمين احتياجاتهم من المدينة ولسبب لباسهم الكردي المميز كانوا يتعرضون للإزعاج وأحياناً كثيرة للاعتداء، مما أضطروا إلى خلع لباسهم الكردي واستبداله باللباس الحالي العربي، فهل نقول هؤلاء كانوا عرباً واستكردوا، أم علينا كشف حجم المعاناة في البيئات التي عاشوا فيها والتي أجبرتهم على إرتداء لبس معين درءاً للشر والحماية من الاعتداءات.
فعلاً هناك من يريد أن يقدم خطاباً مائعاً بحسب الجهة الإعلامية التي تستضيفه.. وبالمناسبة؛ هؤلاء لا يختلفون عن الكرد الذين اجبروا على ارتداء لبوس ما، العربي مثالاً، إلا في شيء وهي درجة الإباء والكرامة والقبول بالخضوع والرضوخ لسياسات الأعداء؛ ففي حين رضخ شعبنا مكرهاً لمثل هكذا سياسات تذويبية تصهيرية في بعض المناطق المتاخمة، بينما هؤلاء المائعين نجدهم يقدمون خضوعهم واذلالهم بطريقة جد مجانية لهؤلاء "الأسياد المتجبرين".
حقاً؛ تحرير الانسان أصعب من تحرير الجغرافيا! فكيف إذا كان ذاك الانسان كاتباً أو قيادياً، فهو يكرس ثقافة الاستعباد وللأسف.
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟