أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - وجدان شتيوي - هذا هادم العلاقات فاحذروه














المزيد.....

هذا هادم العلاقات فاحذروه


وجدان شتيوي

الحوار المتمدن-العدد: 8404 - 2025 / 7 / 15 - 14:02
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


يجذبني أولئك الذين يزِنون كلماتهم قبل نطقها، وبلا أدنى تكلّف، مهما غضبوا أو انفعلوا لا ينطق لسانهم إلا بالخير، لا يبرّرون بذاءة اللّسان بالغضب، ولا يفقدونك ارتياحك بالتّعامل، ولا يتركون أعصابك دائمًا في حالة شدّ خوفًا من انفجارهم في وجهك بلحظة.
فوصيّة رسول الله عليه الصّلاة والسّلام لرجل جاءه، وقال له أوصني: لا تغضب، وترديده مرارًا : لا تغضب ما هي إلّا تشديد على كراهية الغضب، فهو من تسلّط الشّيطان على صاحبه، ودلالة على ضعف قدرته على ضبط نفسه، وإدارة أزماتها.
وكما قال عليه الصّلاة والسّلام: "ليس الشّديد بالصُّرَعة، إنّما الشّديد الذي يملك نفسه عند الغضب".
فشديد الغضب والعصبيّة في كثير من الأحيان شخص متوتّر ضعيف الثّقة بنفسه لا يعرف كيف يواجه مشاكله فيلجأ لرفع الصّوت أو الشّتائم ليُسكت من أمامه لأنّه لا يملك حجّة قويّة، ولا يعرف كيف يناقش ولم يتعوّد على ذلك.
وإمّا أن يكون كتومًا لا يعبّر عمّا يضايقه، ويراكم مشاعر الاستياء في داخله حتّى ينفجر كقنبلة موقوتة على أتفه الأشياء.
من يترك نفسه للغضب، فيخرجه عن إطار عقله سيخسر من حوله، ولن يدوم له صديق ولا حبيب، فحتّى الحليم الصّبور يصل لمرحلة لا يقدر بها على التّعايش مع مثل هذه الشّخصيّة حين ينتهك صاحبها حرمة الاحترام مرّات ومرّات، ممّا ينقص من رصيد التّغاضي عنه إلى الحدّ الذي يملأ القلب تجاهه بنقاط سواد قاتمة لا تمحوها الكلمات، وماذا يجدي الاعتذار بعد اختراق رصاصة قلّة الاحترام أعماق الرّوح!
فماذا يفعل من يعاني من هذا الدّاء؟ أيسلّم أمره للعجز والشّيطان حين يهمس له: "كلّ إنسان له عيوبه" فيبرّر شتائمه وبذاءة لسانه التي قد تصل للتّجرّؤ على الله ودينه أم يدرك أنّ لسانه حصانه إن صانه صانه ويعترف أنّ هذه التّصرّفات رجس من عمل الشّيطان، ويقاوم من أجل علاجها؟
بالطّبع إنّ علاج أيّ مرض يبدأ بالاعتراف بوجوده، والرّغبة الخالصة بالخلاص منه، وعدم تبرير شدّة الانفعال التي تودي بصاحبها لفقدان سيطرته على ألفاظه وأفعاله.
كلّ ما عليه حين ينفعل أن يبتعد قليلًا ويلوذ بالصّمت، ويتجنّب أيّ ردّ فعل سريع، ويفكّر للحظات: هل هذا الأمر يستحقّ العصبيّة لهذه الدّرجة؟ هل الغضب هو الوسيلة الوحيدة للتّعبير عن رفض هذا الشّيء؟ هل الإساءة للطّرف المقابل لفظًا أو فعلًا ستريحه أم أنّ عواقبها ستكون أشدّ وطأة من ضبطه لأعصابه؟
عليه أيضًا أن يفترض حسن الظّنّ، ويأخذ الأمور بروح رياضيّة، ويعبّر عمّا لديه باحترام وذوق يرفعه في عينه وأعين النّاس.

وليتذكّر حديث رسول الله عليه الصّلاة والسّلام لمعاذ بن جبل:
حين قال يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدْنِي مِنْ النَّارِ، قَالَ: "لَقَدْ سَأَلْت عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ: تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضانَ، وَتَحجُّ الْبَيْتَ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أَدُلُّك عَلَى أَبْوابِ الْخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُك بِرَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ؟ قُلْت: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُك بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ فقُلْت: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَلَيْك هَذَا. قُلْت: يَا نَبِيَّ الله وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْك أُمُّك وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟!".
فلا تستهينوا باللّسان فهو مغناطيس السّيّئات إذا ما أسيء استخدامه، وأسهل باب لاستحواذ الشّيطان وأعوانه.



#وجدان_شتيوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دحض الخرافة ورسائل تربوية عبر رواية حمروش
- قراءة في كتاب ترياق الفؤاد للكاتب يزن قاسم.
- هذا سبب مشاكلنا الأكبر
- الحبّ ينتصر على كلّ القيود في رواية هذا أوان الحبّ
- العربيّ المحجور في وطنه وغربته في رواية ذاكرة في الحجر
- رواية اليتيمة والمجتمعات الذكورية
- توقّف قليلا واختبر أفكارك
- قراءة في رواية المائق...كيف يصير المائق حليما؟
- حبّ في زمن الحرب
- حتّى يدوم أثر رمضان فينا
- أحلامنا.. كيف السّبيل إلى وصالها؟
- مع كثرة الفتن والشهوات.. كيف نتمسّك بديننا؟
- نصيحة تحذيريّة
- هواجس نفس ما بين الصّباح والمساء
- -الأرملة- بين مطرقة المجتمع وسنديان عاداته


المزيد.....




- فيديو مزعوم لـ-تدمير موقع أثري في سوريا-.. هذه حقيقته
- صورة مستشفى فرنسي تظهر في تدشين مشروع بالجزائر وتثير موجةَ س ...
- ثلاثة أسئلة محورية بعد تسريب بيانات أفغانية أشعل عملية إجلاء ...
- إسرائيل تقصف دمشق والمنصات تنتفض غضبا مطالبة بوحدة الصف
- نيجيريا تكرّم الرئيس السابق بخاري بدفن رسمي وحداد وطني
- لحظات مخزية.. أمنستي: قرار الاتحاد الأوروبي بشأن إسرائيل -خي ...
- بعد انسحاب الحريديم من الحكومة.. نتنياهو يخسر الأغلبية ولا ي ...
- هيئة الغذاء والدواء الأميركية تحذر.. ميزة قياس ضغط الدم في - ...
- احتجاز إيران ناقلة نفط مُهرب في خليج عُمان يثير تفاعلا على ا ...
- حملة إعلانات تدعو الإسرائيليين إلى عدم التجسس لحساب إيران


المزيد.....

- عملية تنفيذ اللامركزية في الخدمات الصحية: منظور نوعي من السو ... / بندر نوري
- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - وجدان شتيوي - هذا هادم العلاقات فاحذروه