علاء هادي الحطاب
الحوار المتمدن-العدد: 8403 - 2025 / 7 / 14 - 18:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
د. علاء هادي الحطاب
استغربت كثيرا أننا كعراقيين لم نختلف بشأن الصراع الهندي - الباكستاني، صواريخ انطلقت وأماكن قُصفت، ومسيرات سقطت، أجواء أُغلقت، صراع ومعارك حقيقية بين بلدين يمتلكان أسلحة نووية، ودول كبرى سارعت وتدخلت لوأد الصراع في بدايته قبل أن يفلت عقاله ويجر العالم إلى حرب كبيرة، حتما سيكون وقودها الناس والحجارة، ومع كل ذلك لم يختلف العراقيون فيما بينهم، لم يؤيدوا طرفا على آخر، حتى انهم لم يتهموا طرفا ثالثا بما يجري.
ما الذي يجري، ولماذا لم نختلف كعادتنا، فنحن الذين نختلف على أبسط الأمور وأكثرها تفاهة، نقف محايدين في صراع بين دولتين نوويتين، ربما لأن كثيرا منا لم يطلع على مقدمات وأسباب هذا الصراع، او لأن خلافاتنا الداخلية ألذ من تلك الحرب، او لأنها لن تؤثر في واقعنا السياسي والانتخابات المقبلة.
صار الاختلاف بيننا سُنة في كل شيء، في السياسة والدين والثقافة والمجتمع، حتى أحوال " الفاشنستات " أيضا اختلفنا بشأن سلوكهن، بعد أن انشغلنا كثيرا به، حتى بات الاختلاف ثيمة تجمعنا لتميزنا في أننا مع كل حادثة نختلف، أزاء أي حدث رياضي نختلف، عند كل قرار سياسي نختلف، مع كل طرح ثقافي نختلف، في كل ممارسة أي شعيرة او طقس ديني نختلف، حتى في البرد القارس والحر القائض بتنا نختلف.
نعم ربما الاختلاف سُنة طبيعة لنا كبشر، لكن أن نتحول إلى مختلفين لمجرد الاختلاف فهذا يؤشر لسلوك اجتماعي غير محمود، والأشد من ذلك أن نحول اختلاف وجهات نظرنا إلى خلافات تستتبعها اتهامات وتخوين فيما بيننا، فبعد كل مباراة لكرة القدم تضج مثلا مواقع التواصل الاجتماعي بسلوك عدواني بين مشجعي الفريقين، وفي أحيان كثيرة يتخاصم الاصدقاء بسببها حدّ الصراع والفراق.
وجمهور السياسة هو الآخر يختصم بطريقة عدوانيّة تتمظهر سلوكيا من خلال كتاباتهم وتعليقاتهم، ولا يدركون بأن زعمائهم يتسامرون " تالي " الليل ضاحكون علينا.
بالنتيجة بات الاختلاف فيما بيننا ملاذا نلجأ إليه في علاقاتنا مع بعضنا.
#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟