أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - اربيل وطبيعة الأشياء !














المزيد.....

اربيل وطبيعة الأشياء !


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 8403 - 2025 / 7 / 14 - 16:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم ان المرحوم ملا مصطفى البارزاني كان ذو مكانة روحية مؤثرة ومنزلة عشائرية مرموقة ، الاّ انه لم يعتمد الدين والمكانة الدينية ولا الزعامة العشائرية وسيلة وحيدة او رئيسية في فرض زعامته على الكرد وانما اعتمد اضافة الى الهالة التي احاطت به كقائد عسكري مجرب في جمهورية مهاباد وما قبلها، وسائل حديثة في لمّ شعثهم وقيادتهم لتحقيق طموحاتهم القومية ، فاعتمد صيغة الحزب السياسي القومي الحديث ، مؤسسا ، مع آخرين ، الحزب الديمقراطي الكردي... باعتبار ان الديمقراطية غاية ووسيلة يمكن من خلالها تحقيق طموحات الكرد وامانيهم ..
لكن للحياة منطقها الغالب دائما ، وسرعان ما فرضت مطالبها وصراعاتها على الحزب نفسه مبكرا فشهدت قيادته وقاعدته انشقاقا كمن في اساسه ليس اختلاف الرؤى والتصورات فحسب بل والهويات الفرعية والمناطقية ايضا ، قبل ان يتحول الى حزب من احزاب عالمنا العربي والثالث ، اي تكريس لهيمنة عائلية تاريخية تحت شعارات القومية والعلمانية والاشتراكية نفسها ...الخ !
لقد ورث الابناء والاحفاد ، من العائلة البارزانية ، والطالبانية ، كذلك ، هذا التاريخ وهذه المكانة وهذه السلطة .. ولكن هل يكفي هذا كمؤهل للبقاء والاستمرار والتطور في عالم اليوم ومتطلباته ؟!
اعتبر صدام حسين نفسه المؤسس الفعلي لحزب البعث العراقي بعد ان " قاده " الى السلطة ورسّخ بقاءه واستمراره عبر الدماء والسجون والاغتيالات والمسالخ البشرية وكذلك الحيل والفهلوة الكلامية والديماغوجية ايضا ، ونظر الى كل من عداه من اعضاء حزب البعث القياديين " كمستفيد من خيره " ينبغي عليه تقديم فروض الطاعة والعرفان له والتسبيح باسمه آناء الليل واطراف النهار والاّ فالقتل الشنيع والتشهير مصيره المؤكد ، اما الشعب ، في نظره ، فهم مجرد جموع وكم مهمل ينبغي عليه الهتاف والرقص ساعة يريد والانسياق الى المجازر والحرب ساعة يشاء ، لا اكثر ولا اقل ...ولكن ما ظل يؤرقه وهو يدخل اعتاب الشيخوخة هو كيف سيوّرث هذا " المُلك العظيم " الذي صنعه بيديه الى ابناءه وقد اعتمد صيغة الحزب العلماني "القومي والتقدمي " كاداة للحكم ، والدولة الجمهورية كنظام وهي صيغ وادوات لا تنسجم مع منطق " المُلك " ولا التوريث ؟!
لكن هذه المشكلة سبقه اليها غيره في تقديم الحل المناسب ، يمكن للدولة ان تكون جمهورية ويقودها حزب علماني ومع هذا " توّرث " للابن كما حصل في سوريا ، بل ويمكن ان تورث للأبن وللحفيد ايضا حتى ولو كانت جمهورية.. ديمقراطية.. تقدمية ويقودها حزب علماني بل وشيوعي كما في المثال الساطع لكوريا الشمالية !!
اذن فقد كان يمكن ان يرث النظام والحكم "عدي " او" قصي " او حتى " حلا " ، لو كان الله قد لطف بنا واخذ روح القائد الضرورة قبل الغزو الامريكي ، بمعونة واسناد البطانة الحزبية والبيروقراطية المستفيدة والمهتمة باستمرار مصالحها كما فعلت شقيقتها في سوريا ، بعد تشييع مليوني مهيب تبكي فيه الجماهير المليونية رحيل " القائد الضرورة " وتسفح حزنا عليه دموعا من دم ، ويمكن ان يبقى الحكمُ دولةً بيد الابناء طويلا او قليلا وسط حالة من القمع الشامل والموت المعمم وتكميم الافواه باكثر مما فعل الاب وحزبه وتحويل المواطن الى وجود تافه لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم ...
المشكلة هي ان من " يتمّلك " السلطة ، باية وسيلة كانت ، ويستمر فيها طويلا يعتبرها حق مكتسب لا يمكن التنازل عنه او تغييره او نقده بل وترتفع في نظر ابناءه واحفاده الى مستوى الحق الالهي والقضاء الذي يتعين على الاخرين الرضوخ له والتسليم به دون قيد او شرط .. لكن للحياة قوانينها ومطالبها وللمجتمعات حاجاتها وللاجيال الجديدة مطامحها وتطلعاتها والتي سرعان ما تفرض نفسها بهذه الصيغة او تلك . والذكي والحليم والحريص على الاستمرار هو المتكيف القابل والمستجيب لمنطق التغيير.. فالحكم والسلطة ليست هبة سماوية دائمة وانما واجب ووظيفة لها حدودها ومتطلباتها وهي تكليف مؤقت لا تشريف دائم !
ان ما يحصل في كردستان العراق ، وما حصل قبله ، وما سيحصل بعده ، لا يمكن ان يكون محض " مؤامرات " او مطامع شخصية او صراعات عشائرية ... الخ ، فهذا دائما منطق المتسلطين الرافضين لرؤية اية علامة من علامات الاعتراض والمتوجسين من سماع اية كلمة مغايرة او نفسٍ مختلف ..
ان الاختلاف والاعتراض والمعارضة والمطالب الشعبية والفئوية علامات حياة ، ان الصراع كله هو علامة من علامات الكائن الحيّ والمجتمع كائن حيّ، وان انكاره ورفضه هو رفض وانكار لمنطق الحياة ...
ان الاختلاف والاعتراض والمطالبة وحتى العنيفة منها مظاهر حياة وحيوية موجودة حتى في المجتمعات الديمقراطية المتقدمة والاستجابة لها والقبول بها والتنفيس عنها امر حيوي وضروري سيقود تجاهله وانكاره الى تفاقم الامراض واستفحال الادواء ومن ثم الموت والانحلال!
ان شعبا شابا يعيش في العصر الحديث ويتفاعل مع معطياته وثقافته يوميا لا يمكن الاستمرار باخضاعه بالوسائل القديمة والزعامات العائلية التقليدية من خلال تخويفه من " الاخرين "...كما لا يمكن مصادرة حقوقه وثرواته اواستحقاقاته او التصرف بها نيابة عنه او فرض حصة للسلطة لمشاركته في رزقه وراتبه وكدّه ، باسم تمثيله والتعبير عن مصالحه قوميا او تحت اي مسمى ومبررآخر !



#عارف_معروف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفاحٌ ام مناضل ؟!
- حربٌ ام تسوية ؟!
- الاعلان الدستوري السوري : دولة رئيس الجمهورية الملك !
- هل أتاكَ حديثُ النقابات والاتحادات ؟!
- 8 شباط 1963.. بعض الأسئلة !
- هل هو النصر حقاً ، ام أنها الهزيمة ؟!
- انها ليست بطولة فقط .. بل تحد للمستحيل !
- 7 اكتوبر : عظمة الدرس !
- نعم ، كان - يداً - للطاغية ، لكنه كان - طيباً - معي !
- لماذا علينا ان نكره ايران ؟!
- هل يمكن - شطب - ثورة 14 تموز من ذاكرة العراق ؟!
- هل كان خطاب السيد محبطاً حقا ؟
- مرة اخرى ..في رثاء الراحل كريم العراقي : من قتل الشاعر الفتى ...
- هل انت مع السوداني ام ضده ؟!
- - خدمة علم - في زمن تبجيل الماكييرة !
- عراق اليوم : هل بقي أمل ؟!
- عيد وطني لا يهم احدا ولا يعني احد !
- بين شمعون بيريز وابراهيم النابلسي !
- عقد ال600 .... هل قتلوا احمد الجلبي ؟
- رأس جبل الجليد الهائل !.................(1)


المزيد.....




- احتفال ينتهي بذعر وهروب للنجاة.. إطلاق نار يحوّل لم شمل سنوي ...
- أكبر رئيس في العالم يسعى لولاية ثامنة
- شباب مبدعون.. مهارات وابتكارات ذكية بأيد شبان في عدد من دول ...
- احتفالات فرنسا بالعيد الوطني تبرز -جاهزية- الجيش لمواجهة الت ...
- فرنسا.. أي استراتيجية دفاعية لمواجهة التهديدات الأمنية المتف ...
- أعداد القتلى إلى ارتفاع في اشتباكات متواصلة.. ما الذي يحدث ف ...
- زيلينسكي يستقبل مبعوث ترامب على وقع هجمات متبادلة بين روسيا ...
- زيلينسكي يقترح النائبة الأولى لرئيس الوزراء لقيادة الحكومة ا ...
- أكسيوس: إدارة ترامب تلاحق موظفي الاستخبارات باختبارات كشف ال ...
- الأحزاب الحريدية تعتزم الاستقالة من حكومة نتنياهو


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - اربيل وطبيعة الأشياء !