أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - بين شمعون بيريز وابراهيم النابلسي !














المزيد.....

بين شمعون بيريز وابراهيم النابلسي !


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 7341 - 2022 / 8 / 15 - 23:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


• على مدى اكثر من ساعتين كان على المشاهد ان يقبل ويهضم ويصدّق رواية شبكة نيتفلكس لحياة شمعون بيريز ، والمنتجة في فلم وثائقي تحت عنون " لا تتوقف عن الحلم ... حياة وإرث بيريز " ، فما هو حلم بيريز ؟

• الجملة التي تقدم بها نيتفليكس قصتها عن " رجل الحلم والسلام " بيريز تبدو ، على مثل واقعية وصدق الجمل الزائفة التي تلقن بها ملكات الجمال ، عادة ، لكي يبدون اكثر رقة وانسانية وانهن يعشقن الفجر والاطفال والزهور ....الخ ، هذه الجملة تقول : " في عالم السياسة ، يلهث الجميع وراء السلطة ، ولكنه كان يسعى الى السلام ! "

• ثم نتعرف على سيرة رجل السلام هذا فترجع بنا نيتفلكس الى ولادته عام 1923 في بولندا ، في قرية يهودية شديدة التأثر بالحركة الصهيونية التي استطاعت ان تجند وتهجّر عائلة بيريز مع عوائل اخرى الى فلسطين عام 1934 والتي يقول ابن بيريز خلال لقائه في الفيلم : " كانت حياة والدي رحلة من موطن قديم الى موطن جديد . من عصر قديم الى عصر جديد بإلهام من انبيائنا ..."
• ثم نعرف ان الشاب المتحمس والملهم من قبل تعاليم انبياء بني اسرائيل انظم الى الشبيبة الصهيونية ومن ثم ترقى في قيادة عصابة الهاجاناه التي كانت بمثابة الجناح العسكري للحركة الصهيونية فنجح في " انجاز الكثير " مما استدعى عناية واعجاب صهيوني متشدّد و" حالم " ايضا هو ديفيد بن غوريون ( يهودي اوروبي آخر ولد وعاش في بولندا عام 1886 وهاجر الى فلسطين عام 1906 بسبب حماسه للصهيونية ) وليفي اشكول ( صهيوني آخر ولد وترعرع في اوكرانيا وهاجر الى فلسطين تحت تاثير الدعاية الصهيونية ايضا وفي العشرين من عمره كذلك ...

• لقد كانت مأثرة بيريز التي استدعت اعجاب بن غوريون وغيره به هو اعماله العسكرية وتنظيمه واشرافه على تهريب السلاح الى المنظمات الاسرائيلية ومن ثم " تهريب "الطائرات من اميركا الى " دولة اسرائيل " الناشئة تجاوزا لقرارات عدم تسليح اطراف النزاع آنذاك وتعبيرا عن تواطؤ واضح ومؤامرة لقلب ميزان القوى لصالح " اسرائيل " رغم الموقف الاممي ، ولقد تمسكت الصهيونية ببيريز مشرفا على وزارة الدفاع مع كونه مدنيا (شلون رجل سلام اصلي !!)... هذا ما تستعرضه نيتفليكس نفسها عبر سرديتها هذه ولكنها تطوب كل ذلك بالجملة الي يرددها صوت الممثل الامريكي " جورج كلوني " كلازمة تبغي تنويم المشاهد مغناطيسيا : " في عالم السياسة ، يلهث الجميع خلف السلطة ، اما هو فكان يسعى الى السلام ! " ؟!

• عرض الفلم ابتداءا من يوم 13 تموز المنصرم في 190 بلدا بعشرات اللغات (!) وتضمن حشدا من الشخصيات الرسمية بينها توني بلير وجورج بوش وباراك اوباما وبيل كلنتون وكلها تطري صفات ومآثر بيريز الى جانب اللقاءات مع افراد عائلته والمقربين به والكثير جدا من القادة الذين عملوا معه وعلى مقربة منه ، واخرجه ، مخرج الافلام الوثائقية ، الحاصل على الاوسكار " ريتشارد ترانك " ....

• فاين هذا البحر المتلاطم من الاموال والخبرات والشخصيات الرسمية وغير الرسمية والقدرات الاخراجية والتمثيلية من كلمات الشاب الصغير ، المواطن الفلسطيني الاصلي ، أباً عن جد حتى افق التاريخ الاول ، طري العود ، ابراهيم النابلسي ، البسيطة والمفعمة بالصدق في مواجهة موت وشيك : " انا محاصر ياشباب ورايح استشهد ... انا بحب إمي ... انا بعرضكم ما تتركوا الباروده ..."!

• من هو الاكثر صدقا ومن هو الاقرب الى روح السلام والحلم الانساني بحياة حرة كريمة .. الاجانب الذين يأتون من آفاق الدنيا توحدهم وتدفعهم عقيدة عنصرية وتعضدهم جهود واموال وسلاح الدول الكبرى والمتحكمة بمقدرات العالم يومذاك لكي يشيدوا حلما ، عبر الدم والحرب ، على انقاض حلم وحياة سكان البلد الاصليين ومن ثم يتم تحويل جرائمهم الى احلام ومساعي سلام عبر التنويم الاعلامي المتمكن ام هذا الشاب المحاصر ، ليس من قبل العساكر الصهاينة وانما من قبل كل اعلام واموال وسلاح العالم الذي يرى فيه ارهابيا يهدد حياة الآخرين ولا يسمع لكلمات صبي يحتضر مودعا امه بدموع الحب والحنين ؟!
• في الواقع يحتاج الانسان الى قلة شرف وانعدام ضمير لكي يقبل " حقائق " نيتفلكس عن سلام بيريز وينكر سلام هذا الطفل المحاصر الذي يعانق امه عبر الموت !



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقد ال600 .... هل قتلوا احمد الجلبي ؟
- رأس جبل الجليد الهائل !.................(1)
- غيضٌ من فيض !
- قرار المحكمة الاتحادية وذيل الشيطان !
- ريّا ن !
- هل نحن شعب ميّت ؟!
- لو كان أسانج ....
- كردستان .... الثورة قادمة !
- تشرين 2019 ..... ثورة ام مؤامرة ؟!
- الجلاّد مازال موجودا.... الدوافع هي التي اختلفت قليلا !
- لنتعلم من - غريغوريو ميرابال - !
- ترامب والترامبية والنظام الامريكي !
- انا ... الفلسطيني !
- المُولِد الصيني : هل سيخرج منه العراق بلا حمص ؟
- ثورة 14 تموز ... ماضٍ ام مستقبل ؟!
- لعبة الطرد خارج الحلبة والعودة في شوط آخر !
- مالذي جرى ويجري ؟ ....محاولة اولية في قراءة الوقائع ...(2)
- مالذي جرى ويجري ؟ ....محاولة اولية في قراءة الوقائع ...(1)
- الحاكم وطني مخلص والشعب خائن وجاهل منذ 1991 حتى 2019 !
- تقرير اللجنه الوزارية : اراد ان يكون - متوازنا - ففقد التواز ...


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - بين شمعون بيريز وابراهيم النابلسي !