أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - هل يمكن - شطب - ثورة 14 تموز من ذاكرة العراق ؟!














المزيد.....

هل يمكن - شطب - ثورة 14 تموز من ذاكرة العراق ؟!


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 7986 - 2024 / 5 / 23 - 14:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1- كانت ثورة 14 تموز 1958 هي ثورة " الوطنية العراقية " التي عكست روحها الحقة وطموحاتها المشروعة في بناء دولتها الوطنية المستقلة وعبّرت ، كذلك ، عن برنامجها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي المستمد من حاجات الشعب العراقي الحقيقية وذات الصلة الأكيدة والمعبرة عن روحه وتراثه وتاريخه ...لكن هذه الثورة الطموحة وقيادتها الفتية ( من ناحية تجربتها السياسية ) والتي كانت، والحق يقال ، تفتقر الى الحنكة والتمرّس، رغم نواياها الطيبة وروحها الوطني الجيّاش، ووجهت بطيف عدائي واسع ومؤثر ، داخلي وخارجي ، محلي واقليمي وعالمي حتى تم اغتيالها وقتل قادتها بابشع الصور.. لكن احداً لم يجرؤ على شطب برنامجها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي اذ عمل الانقلابيون والقوى السياسية التي كانت خلفهم على طرح انفسهم كتصحيح لمسار الثورة وعود به الى برنامج الثورة وغاياتها واستمرت هيمنة ثورة 14 تموز كتمثيل لروح " الوطنية العراقية " وطموحاتها طوال عقد كامل حتى مجيء البعثيين عام 1968..
2- ورغم ان البعثيين عملوا منذ البداية وعبر مختلف الاساليب والممارسات على طمس كل ما سبقهم وشطب كل فعل ايجابي يمّت بصلة الى غيرهم وحاولوا بكل ما اتيح لهم من قوة وسلطان غسل ادمغة الاجيال الشابة العراقية وتسطيح وعيها والباسها نظارات لا ترى الدنيا من خلالها الاّ بلونٍ واحد هو لون " انجازاتهم " و" بطولاتهم " إلإ أنهم لم يجرؤا ، كذلك ، على شطب اسم ثورة 14 تموز لسببٍ واحد بسيط هو انهم كانوا يستندون في استلامهم الحكم واستمرارهم فيه الى مبدأ " الشرعية الثورية " وهو ذات المبدأ الذي استندت اليه ثورة تموز 1958 وثورات المنطقة والعالم جميعا ، لتلك المرحلة التاريخية ، تقريبا ، كما انهم كانوا في البداية يقدمون انفسهم ، ايضا ، كأستمرار وتصحيح لمسار تلك الثورة ...
3- اما في مرحلة اختصار الحزب والوطن والأمة ، وذوبان كل شيء آخر ، الماضي والحاضر والمستقبل ، في شخص صدام وارادته و"افكاره " فلم يبق من ثورة تموز على الصعيد السياسي غير اسم وذكرى اما على صعيد انجازاتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية فقد جرى تكييف وتضييق وتعديل كل شيء بما يخدم تصحير العراق وتحويله الى جسد مشلول وروح متبلدة وهذا هو الامر الذي جعل العراق يقع لقمة سائغة وسهلة في فم الامريكان وغيرهم ليتحول الى ساحة صراع وتكالب ...
4- ومنذ الايام الاولى لتصدرها للمشهد السياسي وتمكنها من موقع القوة والقراراو بالاحرى مشاركتها للمحتلين لامكانات هذا الموقع ، قليلا او كثيرا وبحسب كل حالة او موقف ، سعت كل القوى الاجتماعية والسياسية المتسلطة حاليا الى اعلان موقفها السلبي من ثورة تموز وسعت علنا الى الاجهاز على كل ما تبقى من انجازاتها وبرنامجها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ، لأن بديلها الذي تحلم به وتسعى الى فرضه يتنافى قطبيا ومنطق الثورة بل ولربما منطق الدولة ! ، فجرى ضعضعة وتفكيك ما تبقى من الدولة الوطنية ، وهو امر كان قد شرع فيه واوغل في تنفيذه صدام نفسه ، ثم عرّجت الى الاقتصاد ففرطت بمبدأ اساس لم يجرؤ احد على التفريط به طوال العقود السابقة وهو مبدأ الملكية العامة لمصادر الثروة الوطنية وقوانين وصيغ ادارتها واستثمارها وتكفل الفساد الذي اطلق له العنان بتهميش وتدمير كل ما تبقى مما سمي بالقطاع العام وكذلك جرى الامر في كل صعيد من منجزات تلك الثورة او مكتسبات الشعب العراقي التي ارسيت خلال اجيال ودون احتجاج يُعتّد به او موقف مضاد مؤثر من القوى الاجتماعية والسياسية صاحبة المصلحة في تلك المنجزات بعد ان غُيب وعيها وتشرذمت وحدتها وشُلت قدرتها على الفعل ، ولم يبق من ثورة تموز وكل برنامجها سوى اسمها ، حقا وفعلا هذه المرة ، وعندها بادرت قوى النظام الحالي الى ابطال الاحتفاء بثورة 14تموز كعيد وطني ولكنها حينما بحثت عن بديل مُقنع في صندوق الاسمال الخاوي الذي تمتلكه لم تجد سوى شيء مضحك وبديل سخيف هو يوم انضمام العراق الى عصبة الامم الملغاة كعيد وطني ، متناسية ان امريكا نفسها تحتفي بعيد الثورة الامريكية وبريطانيا العجوز نفسها ما تزال تفخر بثورتها الجليلة اما الثورة الفرنسية فلم تكن ايقونة فرنسية فحسب بل وعالمية !
5- لقد جرى ، أذن ، الغاء وشطب كل ما يتعلق بثورة تموز وآثارها خلال العقدين الماضيين ، عبر ممارسات وقوانين وقرارات ولم يبق لها من أثر سوى يوم عطلة لذكرى مشوشة في اذهان اغلب قطاعات السكان ، وجلهم من الشباب الذين لم يجدوا مؤسسة ذاكرة او ثقافة وطنية تتعهدهم بالتربية وتنمي فيهم الوعي بدلالات التواريخ الوطنية ، اما بقايا الاجيال التي سلمت من الديماغوجية البعثية وبقيت محتفظة بوعي وعاطفة حميمة اتجاه ثورة تموزتأثرا بجيل سابق هو جيل ثورة تموز الذي طواه الموت ، بقايا " جيل الطيبين " كما يصطلح عليه شباب اليوم ، مع ابتسامة وغمزة تشكك في قدراته ، فهو الاخر قريب من ان يغيبه الزمن فليجري اذن شطب والغاء هذه الذكرى رسميا ، وهكذا اتفق برلمان لا يجمع جل اعضاءه جامع مع ثورة تموز وذكراها على ذلك ...ولكن هل سيعني هذا امكانية شطب ثورة 14 تموز من ذاكرة العراق الوطنية وسجل تاريخه السياسي المعاصر ؟ لا اظن ، ولربما جاء حين من الدهرأُعيد فيه لهذه الذكرى ألقها ورمزيتها والهامها كماضٍ مجيد مُلهِم !



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان خطاب السيد محبطاً حقا ؟
- مرة اخرى ..في رثاء الراحل كريم العراقي : من قتل الشاعر الفتى ...
- هل انت مع السوداني ام ضده ؟!
- - خدمة علم - في زمن تبجيل الماكييرة !
- عراق اليوم : هل بقي أمل ؟!
- عيد وطني لا يهم احدا ولا يعني احد !
- بين شمعون بيريز وابراهيم النابلسي !
- عقد ال600 .... هل قتلوا احمد الجلبي ؟
- رأس جبل الجليد الهائل !.................(1)
- غيضٌ من فيض !
- قرار المحكمة الاتحادية وذيل الشيطان !
- ريّا ن !
- هل نحن شعب ميّت ؟!
- لو كان أسانج ....
- كردستان .... الثورة قادمة !
- تشرين 2019 ..... ثورة ام مؤامرة ؟!
- الجلاّد مازال موجودا.... الدوافع هي التي اختلفت قليلا !
- لنتعلم من - غريغوريو ميرابال - !
- ترامب والترامبية والنظام الامريكي !
- انا ... الفلسطيني !


المزيد.....




- 9 دقائق حالت بينه وبين الترحيل.. شاهد أول ما قاله الناشط الف ...
- سوريا و-الفتنة- والأحداث في جرمانا وأشرفية صحنايا.. المفتي ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على اعتماد أرمينيا لقانون حول بدء انضم ...
- إعادة حيوان برمائي نادر إلى موطنه الأصلي يعيد الأمل في إنقاذ ...
- حريق في فندق يودي بحياة 14 شخصًا شرق الهند
- القدس تشتعل: حرائق ضخمة تلتهم مساحات شاسعة وتدفع السلطات لإخ ...
- تعيين الشيخ نائبا لعباس.. إصلاح في السلطة الفلسطينية أم انحن ...
- داء فتاك تسببه الليجيونيلا.. فما هي هذه البكتيريا؟
- وزير خارجية الهند يؤكد ضرورة معاقبة مرتكبي هجوم باهالغام
- هاريس تدين سياسات ترامب -المتهورة-


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - هل يمكن - شطب - ثورة 14 تموز من ذاكرة العراق ؟!