أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - شريف حتاتة - اللغة والثقافة فى خدمة العولمة














المزيد.....

اللغة والثقافة فى خدمة العولمة


شريف حتاتة

الحوار المتمدن-العدد: 8399 - 2025 / 7 / 10 - 18:47
المحور: قضايا ثقافية
    


==========
اللغة والثقافة لخدمة العولمة
==================


انتهت الحرب العالميه الثانيه ، بانتصار التكنولوجيا المتطوره ، وسياده القوه النوويه وزوال الامبراطوريه البريطانيه وانهيار الاستعمار الكولونيالى . لكن كانت النتيجه ، ظهور استعمار من نوع جديد ، يستتر خلف واجهات سياسيه وطنيه ، وديمقراطيات زائفه ، واستقلال صورى . ومع الايام اتسعت السوق العالميه وقوى الاتجاه الى كوكبه أو عولمة لاقتصاد ، واختراق الحدود القوميه ، ودمج الاسواق في سوق واحده ، متراميه الاطراف وعالميه التدخل السياسي والعسكري والثقافى ، والتكنولوجى .
وفي المنطقه العربيه ، حل الاستعمار الامريكي الجديد محل الاستعمار البريطاني والفرنسي القديم . واصبحت بلاد رأسمالية اخرى ، مثل المانيا واليابان الى جانب انجلترا وفرنسا ، تتحالف مع الاستعمار الأمريكى الجديد ، وتطلعاته الى السيادة العالمية اقتصاديا ، وغزو عدد أكبر من الأسواق .
ان اللغة ، اداه ثقافيه خطيره يمكن ان تساعد على التنوير او ان تستخدم في التظليل . وقد استخدم الاستعمار الجديد ، مصطلحات تخفى الطبيعة الاستعمارية التقليدية . أصحاب هذه اللعبه ، يطوعون اللغة اللغه لاغراضهم الخبيثه ، التوسعية . ومن بين الالفاظ او التسميات الاخرى التي ابتدعوها ما يسمى بالنظام العالمي الجديد . والنظام العالمي الجديد بالنسبه الينا نحن العرب ، هو مزيد من القهر والاستغلال والتبعية ، فى أثواب حديثة ، أو ما بعد الحداثة .
انهارت طموحات شعوبنا ، تحت ضربات الاستعمار الجديد المتعدد الجنسيه ، المهيمن على السوق العالمي .
في غيبه الحركات الاجتماعيه السياسيه الشعبيه ، التي يمكنها مقاومة العولمة ، أو الكوكبية ، فان الناس يحتمون بما يسمونه التراث والهوية ، حتى يشعرون بالطمأنينة .
فالظواهر الثقافيه التي نشهدها في بلادنا الان ، لها طابع مزدوج . انها تشمل من ناحيه حركه استسلام للغرب الى الكوكبة الاقتصاد الشركات المتعدده الجنسيه وسوقها والثقافه المدعمة لها . ومن الناحيه الاخرى عمليه انغلاق تقهقر سلفي الى الخلف .
انه انغلاق يهدد المجتمع بالاضمحلال والتفكك والانكماش . انه تكريس للتعصب العرقى والديني . وهكذا ينقسم الناس ، الى تيارات متناحرة وشرذام وشلل . وكما ساءت الظروف كلما زاد الانغلاق والتعصب . وكلما اصبحت الخلافات والمعارك والاستقصاء ، المتسم بالعنف بالضرورة هو السائد .
هكذا بدلا من ان يواجه الشعب الهجوم الكوكبي بصفوف متكاثفه ، نجده يتبنى مواقف وافكارا لا تساعد على التبادل الخصب للمعرفه . يسود التفكير الجامد ، أحادى الأفق ، الذي لا يرى الصله بين الاشياء والناس ، بوصفهم بشرا يعانون من الاستغلال الأبوي والطبقي .
ان الحركه السلفيه ، هي حركه احتجاج مبني على السير الى الخلف ، بدلا من التقدم الى الامام ، وبدلا من التطور مع احتياجات العصر . ان جماهير الحركه السلفيه ، تنشد واقعا أفضل . لكنها ضلت الطريق . واستغلتها قيادات ومجموعات تسعى الى الحكم . هذا هو جوهر الظاهره ، التي سماها البعض بالصحوه الدينيه ، واخرون بالحركه الاصوليه .
انها حركه شعبيه ، تخذ شكل العوده الى الدين او العرق او القوميه المتعصبه . انها ظاهره عالميه يمكن ملاحظتها في عدد كبير من البلاد . ففي المنطقه العربيه نشهد انتشار الحركات الاسلاميه السياسيه واجنحتها الارهابيه . وفي الهند نشهد الحركه السياسيه الهندوكية ، وغيرها . وفي شرق اوروبا والاتحاد السوفيتي السابق ، نشهد التفتت القومي المقترن بالحركات العرقية والدينيه ، التي يتسم الكثير منها بقدر كبير من التعصب . وفي امريكا يتسع نفوذ التحالف الاصول المسيحي ، وتتدعم بنوكه ومشاريعه الاقتصاديه ويصل عدد أعضائه الى اكثر من مليون ونصف ، وتتعدد روافده وعلاقاته بالحزب الجمهوري وقياداته الرجعية.
ان هذه الحركه السلفيه العالميه والمحليه ، تعكس الازمه المتفاقمه للنظام
الرأسمالي ، حيث تحقق القله الغنيه ثرائها المتزايده ، على حساب الاف الملايين من الفقراء ، وتحكم قبضتها عليهم وتدفعهم الى الياس والتعصب .
انها رد فعل ، لعمليه الكوكبه الاقتصاديه والثقافيه التي تسعى الى القضاء على التمايز القومي والثقافي حتى ترتع المصالح الراسماليه الكبرى بحريه خلال العالم كله دون عوائق من الدول او الجماعات او غيرها وحتى تتحرك كما تريد في السوق العالميه دون ان تعترضها ايه حواجز اقتصاديه او سياسيه او ثقافيه تحد من نشاطها .
هكذا تصبح شعارات الحريه والتجاره الحره وحقوق الانسان والمجتمع المدني والغاء الجمارك والدعم وتداول المعلومات بحريه وغيرها غطاءا لتدعيم قبضه الشركات متعدده الجنسيه على الاقتصاد العالمى .
=============================================
من كتاب " العولمة والاسلام السياسى " كتاب الأهالى 2009
====================================



#شريف_حتاتة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلفية والكوكبة
- حتى لا تصبح المعرفة مزيفة أو ناقصة أو مشوهة
- اعادة النظر فى مسالة الوطنية .. التنوير استعمارى والأسلمة عو ...
- العولمة و- النخب - الفكرية فى بلادنا
- النهب الرأسمالى فى النظام العالمى الجديد
- استئناس العقول وصنع المشوهين والمجرمين
- عمل النساء فى مصر
- النساء ومشاريع التحرر والتقدم
- المرأة من العبودية الى العولمة
- العولمة والحرب الصليبية الجديدة
- العولمة والفكر فى مصر
- الاعلام وبرمجة الانسان
- اسلام مجاهدى خلق
- شفافية أم تغطية ؟
- عمل المرأة فى العولمة
- حول الاقتصاد العالمى الجديد
- لحظات من الدفء فى بلاد الثلج
- حديث الهجرة
- أحاديث الترحال
- ليس مهما جواز السفر


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يُعلن استهداف دبابات في الريف الغربي للسويد ...
- مصر: تسجيل صوتي منسوب لوزير النقل ينتقد فيه -هشاشة البنية ال ...
- دولة جديدة تلوح في الأفق، ماذا نعرف عن استقلال كاليدونيا الج ...
- نتنياهو يرفض خطة إقامة -مدينة إنسانية- جنوبي غزة ويتّهم حماس ...
- بين الذاكرة والمخاوف: -لبنان الكبير- والتحديات القادمة من -ب ...
- الأنظار تتجه إلى بروكسل.. اجتماع دولي يضم وزيري خارجية فلسطي ...
- حدثان أمنيان في غزة ووسائل إعلام إسرائيلية: العثور على جثة ج ...
- فرنسا: إلقاء القبض على سجين فر من سجن بضواحي ليون داخل حقيبة ...
- إعلام إسرائيلي: نتنياهو أطال الحرب لدوافع حزبية
- تردي الوضع الصحي لحسام أبو صفية في سجون الاحتلال


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - شريف حتاتة - اللغة والثقافة فى خدمة العولمة