أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - **كيف يمكن للحمامات أن تعيش بين الصقور والعقبان؟ الكورد في مأزق السلام وسط عالم لا يفهم سوى لغة الحرب**














المزيد.....

**كيف يمكن للحمامات أن تعيش بين الصقور والعقبان؟ الكورد في مأزق السلام وسط عالم لا يفهم سوى لغة الحرب**


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 8399 - 2025 / 7 / 10 - 17:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سلام الحمام وسط عالم الصقور 

يُقال إن السلام يتطلب شجاعة أكثر من الحرب، لكن في منطقة مثل الشرق الأوسط، حيث لا تزال الأنظمة القائمة على القوة والسيطرة هي المسيطرة، فإن شجاعة السلام قد تكون ضربًا من الجنون .
الكورد، الذين حملوا راية السلام البيضاء، وبدأوا بالتخلص من السلاح، وفتحوا أبواب الحوار مع الحكومات المركزية، وجدوا أنفسهم أمام واقع مرير: الأطراف الأخرى التي تحتل أراضيهم لم تتخل عن السلاح، بل زادت من استخدامه، ورفعت شعار "الحرب حتى النهاية" .

في هذا العالم، يبدو أن الكورد يشبهون الحمامات التي تحاول العيش بين الصقور والعقبان، في بيئة لا ترحم الضعيف ولا تعترف بالسلام إلا كاستسلام .

حق تقرير المصير: حقٌ دولي أم خطيئة قومية؟

من الناحية القانونية، فإن حق الشعوب في تقرير مصيرها هو أحد الركائز الأساسية في ميثاق الأمم المتحدة (المادة 1 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)، وهو مبدأ تم تطبيقه في العديد من المناطق حول العالم، من البلقان إلى إفريقيا وأمريكا اللاتينية.

لكن في حالة الكورد، فإن الدول الأربع التي تحتل كوردستان – تركيا، إيران، العراق، سوريا – ترفض أي اعتراف بهذا الحق، وتتهم الحركة الكوردية بأنها تريد تمزيق وحدة الدولة وتفكيك الأوطان ، رغم أن المطالب الكوردية لا تخرج عن إطار الديمقراطية، واللامركزية، والفدرالية .

حتى الولايات المتحدة، التي تُعتبر دولة فدرالية متكونة من 50 ولاية مستقلة، وتُطبق مبدأ التوزيع الفعلي للسلطة، ترفض دعم مشروع كوردي مشابه، وتعلن رسميًا أنها لا تؤيد انفصال أو استقلال أي مجموعة عرقية ، رغم أنها تمارس في داخلها نموذجًا فدراليًا حقيقيًا.

إذا كانت أمريكا تؤمن باللامركزية في الداخل، فلماذا لا تدعمها في الخارج؟!

وهذا يدل على أن السياسات الدولية ليست قائمة على المبادئ، بل على المصالح، وأن الدول الكبرى تريد فقط أن تلعب دور الصقور، لا أن تكون حمات للحمامات .

الكفاح المسلح: خيار أم مصير؟

لم يكن الكفاح المسلح بالنسبة للكورد خيارًا، بل كان خيارًا فرضته ظروف القمع والانتهاكات المستمرة من قبل الدول المحتلة . فحزب العمال الكوردستاني (PKK)، والحركة الكوردية المسلحة في إيران، وفي شمال العراق، وحتى الإدارة الذاتية في سوريا، لم تلجأ إلى السلاح إلا بعد أن أُغلقت جميع أبواب الحوار، وارتكبت المجازر، وشرّد الشعب، وهُدمت القرى .

لكن اليوم، ومع تغير الظروف الإقليمية والدولية، بدأت بعض القوى الكوردية في التخلي عن الخيار العسكري، والتركيز على العمل السياسي والاجتماعي ، في محاولة لبناء جسور ثقة جديدة مع الجوار، وخلق فرص للتسوية السياسية.

لكن ما حدث هو أن الخصوم استغلوا هذا الانفتاح كفرصة لتقويض الموقع الكوردي، وليس كفرصة للسلام . فبدلاً من مقابلة السلام بالسلام، لجأت الدول المحتلة الى تصعيد عسكري غير مسبوق، واستهداف مباشر للمواقع الكوردية، واعتقال النشطاء، وقتل المدنيين ، و حتى سوريا والعراق يواصلان سياسة التهميش والتجريد الأمني.

الغرب والإسلام السياسي: صمت مريب أمام القمع

ما يزيد الطين بلة هو صمت الغرب وخاصة أمريكا وأوروبا أمام الانتهاكات المتكررة ضد الشعب الكوردي ، رغم أن الكورد كانوا طوال العقود الماضية الحليف الاستراتيجي الأكثر فاعلية في الحرب ضد الإرهاب ، سواء في سوريا ضد تنظيم داعش، أو في العراق ضد النظام السابق و ضد داعش.

حتى بعض الاحزاب السياسية، التي تدّعي الدفاع عن حقوق الشعوب، تقف موقف المتفرج، بل في بعض الحالات يتواطؤون مع أنظمة القمع باسم الوحدة الإسلامية أو القومية العربية .

هل لأن الكورد ليسوا صقورًا كافية؟ أم لأنهم حاولوا أن يكونوا حمامات في زمن السيبادة فيها هي الصقور؟

السؤال الخطير: هل ستتحول الحمامات إلى وجبة فطور للصقور؟

الكورد اليوم يقفون أمام خيار صعب:

إما أن يستمروا في طريق السلام، ويعتمدوا على الحوار، والعمل الدبلوماسي، والضغط الدولي ، آملين في أن تتغير موازين القوى.
أو أن يعودوا إلى الخيار العسكري، ويواجهوا الحرب بالحرب، ويرفعوا شعار "إما أن نحيا أحرارًا أو نموت مقاومين".

لكن الواقع يقول إن العالم لن يحمي الحمامات، ولن يوقف الصقور . فالدول التي تدّعي الديمقراطية والتعددية تُمارس السياسة ذاتها التي تمارسها أنظمة الاستبداد، كلٌّ باسمه وبأيديولوجيته.

لا حمامات بلا غابة... ولا غابة بدون قانون

إذا أراد الكورد أن يبقوا حمامات، فعليهم أن يبنوا غابة خاصة بهم ، غابة قوية، مستقلة، تتمتع بحماية ذاتية وسياسية، لا تعتمد على رعاية الصقور الآخرين.

وإذا أرادوا أن ينجوا من براثن الحرب، فعليهم أن يفهموا أن السلام الحقيقي لا يُفرض بالندوات والبيانات، بل بالقوة، وبالوحدة، وبوجود استراتيجية واضحة ومدعومة من الداخل والخارج .

السلام لا يعني الاستسلام،
والقوة لا تعني الحرب دائمًا،
لكن في عالم الصقور، لا يمكن للحمام أن يبقى حيًا ما لم يملك مكانًا يحميه.

و مع كل هذا فأن السلام أفضل من الحرب في عالم يستخدم  فيها القوة و القتل و التشريد بأسم تحقيق السلام.  عالم فيها كبرى الدول أنتاجا للقتل و السلاح و أكبر محارب يتوق فيها الى الحصول على جائزة نوبل للسلام و لربما سيحصل عليها. فهل هناك أكثر من هكذا نفاق؟ و علية فأن الصقور وسوف تستمر في أكل الحمامات على شواطئ كاليفورنيا، طرابلس، اللاذقية، البحر الاسود و الخليج الفاسعربي.



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل لعلاقات الشرع – إسرائيل – أمريكا وتأثيرها على مستقبل س ...
- العمر والقيادة السياسية: دراسة تحليلية حول صلاحيات القادة ال ...
- -التصالح التركي – الكوردي: فرصة تاريخية لإنهاء الانقسام الكو ...
- -التطبيع السوري مع اسرائيل... هل نشهد ولادة -أوسلو الشرق الأ ...
- تحليل: الحرب إلاسرائيلة ألأمريكية ضد إيران  –إيران صارت الند ...
- هل تتحمل سوريا والعراق والأردن مسؤولية استخدام أجوائها في ال ...
- - مقارنة بين حياة اليهود في إسرائيل و حياتهم في الدول الاخرى ...
- -الكورد في إيران كما في سوريا.. بين وهم التحرر الأمريكي – ال ...
- أسرائيل و أمريكا نجحتا في أخضاع-التطرف السني- و تحويلهم الى ...
- “الكورد ضحية سياسات الحلفاء والأعداء على حد سواء” فلماذا يدع ...
- ترامب وكورباتشوف.. تشابه في التفكير؟ أم أن التاريخ يعيد نفسه ...
- -الدستور العراقي و بالدلائل يمنع وقف رواتب موظفي كوردستان.. ...
- هل كان الشرع عميلا مخفيا للاستخبارات.. كيف تحول من أبو محمد ...
- “الكورد أسرى الماضي و لا زالوا في القرن العشرين.. بينما العا ...
- حماس وإسرائيل.. المنشار الذي يقطع رؤوس الفلسطينيين من الجهتي ...
- إيران والصراع مع إسرائيل: ماذا جنت إيران والشيعة من هذا التو ...
- تم حل حزب العمال الكوردستاني و ليس فقط القاء السلاح: محاولات ...
- أقوال قادة العالم حول شجاعة الكورد. تحليل الوضع الحالي: حزب ...
- تحركات الجولاني العسكرية نحو سد تشرين: هل يُجهض الجولاني الا ...
- احتمالات نشوب حرب أو اتفاق بين إيران وأمريكا و تأثيراتها على ...


المزيد.....




- وفاة محمد بخاري رئيس نيجيريا السابق عن 82 عاما بعد مسيرة حكم ...
- سوريا: اشتباكات دامية بين الدروز والبدو في السويداء تسفر عن ...
- قتلى وجرحى خلال اشتباكات طائفية في السويداء، فماذا يحدث في ا ...
- ماكرون يقرر زيادة الإنفاق الدفاعي بـ4 مليارات دولار في 2026 ...
- عباس: حماس لن تحكم غزة والحل الوحيد تمكين الدولة الفلسطينية ...
- مورسيا : مدينة يقطنها مهاجرون من شمال أفريقيا تهتز على وقع ا ...
- ماكرون يعلن عن خطة لتسريع الإنفاق العسكري في فرنسا
- تحطم طائرة في مطار ساوثند شرقي لندن وإغلاق المطار حتى إشعار ...
- المستشار الألماني يرفض خطة إسرائيل لإنشاء -مدينة إنسانية- بر ...
- الإعلام الإسباني يرفض رواية إسرائيل ويكشف جرائمها بغزة


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - **كيف يمكن للحمامات أن تعيش بين الصقور والعقبان؟ الكورد في مأزق السلام وسط عالم لا يفهم سوى لغة الحرب**