أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - هل تتحمل سوريا والعراق والأردن مسؤولية استخدام أجوائها في الحرب الإيرانية – الإسرائيلية؟ وهل يُجيز القانون هذا النوع من التواطؤ أو حتى الانحياز؟”















المزيد.....

هل تتحمل سوريا والعراق والأردن مسؤولية استخدام أجوائها في الحرب الإيرانية – الإسرائيلية؟ وهل يُجيز القانون هذا النوع من التواطؤ أو حتى الانحياز؟”


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 8380 - 2025 / 6 / 21 - 15:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، أصبحت أجواء سوريا والعراق والأردن ممراً استراتيجياً لنقل الطائرات المسيرة والصواريخ بين البلدين المتحاربين. هذا الواقع يطرح سؤالاً حاسماً: هل تتحمل هذه الدول مسؤولية قانونية وسياسية عن استخدام أجوائها في الصراع؟ وهل يمكن اعتبارها طرفاً غير مباشر في الحرب؟

ماذا يقول القانون الدولي؟
القانون الدولي، وخاصة اتفاقية شيكاغو لعام 1944 التي تنظم العلاقة بين الدول والسماء السيادية، تنص على أن كل دولة تمتلك سيادة كاملة وغير مشروطة على مجالها الجوي. وهذا يعني أنه لا يجوز للدول السماح باستخدام أجواتها كممر لشن ضربات عسكرية على دول أخرى دون اتخاذ خطوات فعلية لمنع ذلك.

كما يُشير القانون الدولي العرفي إلى أن الدولة التي لا تتخذ إجراءً لإيقاف المرور العسكري عبر أجواتها قد تُعتبر متواطئة بشكل غير مباشر في الاعتداء، خاصة إذا كان الطرفان (إسرائيل وإيران) يستخدمان تلك الأجواء مراراً وتكراراً، وبعلم الحكومة المحلية.

موقف الدول الثلاث من اختراق أجواتها:
العراق :
تم اختراق الأجواء العراقية أكثر من مرة من قبل الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية والإسرائيلية. وعلى الرغم من وجود قواعد أمريكية في البلاد، إلا أن بغداد لم تتخذ موقفًا واضحًا أو صريحًا ضد هذه الانتهاكات، مما يُثير تساؤلات حول مدى التزامها بمبادئ الحياد والسيادة.
سوريا :
سمحت الحكومة المؤقتة برئاسة أحمد الشرع باستخدام الأراضي السورية كمعبر جوي للطائرات والصواريخ، حيث دخلت طائرات إسرائيلية الأجواء السورية انطلاقًا من الأردن، بينما سقطت صواريخ إيرانية في مناطق مثل السويداء ودير الزور والحسكة. الحكومة الجديدة لم تُعلن رسمياً عن أي موقف واضح من هذه الانتهاكات، وهو ما يُضعف مصداقيتها القانونية ويُعرضها للاتهام بالحياد السلبي أو التواطؤ الضمني.
الأردن :
استخدمت الطائرات الإسرائيلية الأجواء الأردنية لضرب مواقع داخل إيران، لكن الحكومة الأردنية لم تتخذ أي خطوة جادة لإيقاف ذلك أو التنديد به، مما يُعطي مؤشرًا على أن المملكة تُفضل الحفاظ على علاقاتها الأمنية مع الولايات المتحدة وإسرائيل، حتى لو على حساب سيادتها الجوية.
هل يفرض القانون الدولي على هذه الدول الثلاث واجب إسقاط الصواريخ والطائرات المسلحة؟
القانون الدولي لا يفرض على الدول إسقاط الصواريخ أو الطائرات المسلحة التي تعبر أجواتها، إلا إذا كانت تستهدف أراضيها مباشرة. ومع ذلك، فإن الالتزام الأساسي هو منع استخدام المجال الجوي لأي غرض عدائي ، سواءً كان ذلك من خلال إغلاق المجال الجوي، أو تقديم شكوى رسمية لدى الأمم المتحدة، أو التعاون مع المنظمات الدولية لوقف الانتهاكات.

وبالتالي، فإن عدم اتخاذ موقف رسمي أو عملي من قبل هذه الدول يجعلها مسؤولة أمام القانون الدولي عن عدم حماية سيادتها الجوية ، وهو أمر قد يتم استغلاله مستقبلاً في دعاوى قانونية أمام المحكمة الدولية، خاصة من قبل إيران التي تتهم الدول الثلاثة بأنها سمحت لإسرائيل باستخدام أجوائها في الهجوم عليها.

لماذا تقوم هذه الدول بإسقاط الصواريخ الإيرانية فقط، ولا تتعامل بنفس القوة مع الطائرات الإسرائيلية؟
الحكومات الثلاثة تمارس نوعاً من "التمييز" في التعامل مع الانتهاكات الجوية، وذلك بناءً على الخلفيات السياسية والاستراتيجية التالية:

العراق :
أسقط عدة صواريخ إيرانية بالتعاون مع التحالف الدولي، لكنه لم يُعلن عن اعتراض أي طائرة إسرائيلية عبر الأجواء. هذا يُظهر أن بغداد تعمل ضمن سياسة "التفرقة"، حيث تُسقط الصواريخ الإيرانية كجزء من الضغوط الأمريكية، لكنها تغض النظر عن الطائرات الإسرائيلية كجزء من التفاهمات الأمنية مع واشنطن وأنقرة.
سوريا :
سجلت وسائل الإعلام الرسمية إسقاطاً لطائرات مسيرة إيرانية فوق السويداء ودرعا والقنيطرة، لكن لم يُعلن عن أي تدخل ضد الطائرات الإسرائيلية التي عبرت الأجواء الشرقية. هذا الموقف يُظهر أن دمشق الجديدة "لا تتحرك بحرية القرار "، بل "تتحرك ضمن لعبة أكبر منها، باسم الإسلام السياسي الجديد "،.
الأردن :
أعلن الجيش الأردني عن إسقاط طائرة مسيرة إيرانية قرب الحدود السورية، لكنه لم يتخذ أي إجراء ضد الطائرات الإسرائيلية التي عبرت أجواءه نحو إيران. هذا النوع من السلوك يُعطي انطباعاً بأن "الأردن يعمل ضمن تفاهمات أمنية مع أمريكا وإسرائيل، وليس ضمن مشروع وطني شامل يحمي جميع المواطنين ".
هل يُعد هذا التمييز بين الطرفين انتهاكاً للقانون الدولي؟
نعم، يُعد التمييز في التعامل مع الطائرات والصواريخ من قبل هذه الدول انتهاكاً لمبدأ الحياد في القانون الدولي، لأن "الدولة التي لا تتخذ موقفاً واحداً تجاه الطرفين المتحاربين، تُعتبر غير محايدة، وقد تُستخدم كأداة في اللعبة الكبرى، باسم السلام أو باسم الأمن، بينما الشعب المحلي يدفع الثمن ".


هل يمكن تحويل الأمر إلى قضية قانونية أمام المحاكم الدولية؟
نعم، يمكن لدولة مثل إيران أن ترفع دعوى أمام مجلس الأمن الدولي أو المحكمة الدولية، مدعية أن "سوريا والعراق والأردن سمحوا باستخدام أجواتهم كممر لنقل الطائرات والصواريخ، وبالتالي فإنهم يشاركون بشكل غير مباشر في الحرب الإقليمية ".

وهناك أدلة على أن "الطائرات الإسرائيلية عبرت الأجواء السورية والعراقية، بينما سقطت صواريخ إيرانية في مناطق متعددة، بما فيها السويداء، دون أن تتخذ الحكومة المؤقتة أي موقف واضح أو رسمي ".


هل يُمكن اعتبار سوريا والعراق والأردن أطرافاً في الصراع؟
سوريا :
على الرغم من أنها لا تتدخل عسكرياً في الحرب بين إسرائيل وإيران، إلا أن "استخدام أراضيها كممر استراتيجي للطائرات والصواريخ يجعلها ضمن دائرة الصراع غير المباشر، وهي بذلك تخالف مبدأ الحياد، وتُستخدم كقاعدة لحسابات تركية – أمريكية – إسرائيلية جديدة ".
العراق :
يخضع لضغوطات كبيرة من الولايات المتحدة وتركيا، وهو اليوم "يتيح استخدام أجواته للطائرات والصواريخ، لكنه يكتفّ الصمت، مما يجعله في وضع يُشبه الوكالة السياسية، حيث لا يملك القرار، لكنه يتحمل المسؤولية ".
الأردن :
لم يتخذ موقفاً واضحاً، "بل يسمح لطائرات إسرائيل بالعبور، ويُسقط الطائرات الإيرانية، وهو ما يُشكل تمييزاً يُضعف مصداقيته القانونية، ويُعرّضه لاتهامات التواطؤ مع الجانب الإسرائيلي في الحرب الإقليمية ".



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - مقارنة بين حياة اليهود في إسرائيل و حياتهم في الدول الاخرى ...
- -الكورد في إيران كما في سوريا.. بين وهم التحرر الأمريكي – ال ...
- أسرائيل و أمريكا نجحتا في أخضاع-التطرف السني- و تحويلهم الى ...
- “الكورد ضحية سياسات الحلفاء والأعداء على حد سواء” فلماذا يدع ...
- ترامب وكورباتشوف.. تشابه في التفكير؟ أم أن التاريخ يعيد نفسه ...
- -الدستور العراقي و بالدلائل يمنع وقف رواتب موظفي كوردستان.. ...
- هل كان الشرع عميلا مخفيا للاستخبارات.. كيف تحول من أبو محمد ...
- “الكورد أسرى الماضي و لا زالوا في القرن العشرين.. بينما العا ...
- حماس وإسرائيل.. المنشار الذي يقطع رؤوس الفلسطينيين من الجهتي ...
- إيران والصراع مع إسرائيل: ماذا جنت إيران والشيعة من هذا التو ...
- تم حل حزب العمال الكوردستاني و ليس فقط القاء السلاح: محاولات ...
- أقوال قادة العالم حول شجاعة الكورد. تحليل الوضع الحالي: حزب ...
- تحركات الجولاني العسكرية نحو سد تشرين: هل يُجهض الجولاني الا ...
- احتمالات نشوب حرب أو اتفاق بين إيران وأمريكا و تأثيراتها على ...
- مستقبل سوريا وإقليمياً في حال انسحاب أمريكا دون ترتيب الوضع ...
- ترامب والرسوم الجمركية: لعبة الأطفال التي هزّت العالم!
-  العقوبات الأمريكية وردود الفعل الدولية... نهاية الهيمنة الغ ...
- تحليل: من هو الأقرب لحل القضية الكوردية في تركيا؟ أردوغان أم ...
- الديمقراطية المغيبة في سوريا:مقاربة بين حكم الجولاني مع العر ...
- الجولاني يعلن حكومة الأقلية السنية المتطرفة: هل يقود التطرف ...


المزيد.....




- كريم محمود عبدالعزيز كما لم ترونه من قبل في -مملكة الحرير-
- متظاهرو البندقية يزعمون انتصارهم في تغيير مكان حفل زفاف جيف ...
- ترامب يرد على طرح أن إيران نقلت اليورانيوم المخصب قبل ضربة أ ...
- ترامب يُشبه ضربات إيران باستخدام النووي في هيروشيما وناغازاك ...
- دبلوماسي ومفاوض إيراني سابق يحذّر عبر CNN: إذا سعت واشنطن إل ...
- ترامب يُشبّه ضربة إيران بـ -هيروشيما- ويؤكد: أخبار جيدة عن غ ...
- الرئيس الإيراني يعلن -نهاية حرب الـ 12 يوما المفروضة على بلا ...
- بقرار إداري.. هبوط أولمبيك ليون بطل فرنسا سبع مرات إلى دوري ...
- افتتاح فندق إسرائيلي فاخر في حي فلسطيني مسلوب غربي القدس
- 10 أشخاص كانوا خلف تطور الذكاء الاصطناعي بشكله اليوم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - هل تتحمل سوريا والعراق والأردن مسؤولية استخدام أجوائها في الحرب الإيرانية – الإسرائيلية؟ وهل يُجيز القانون هذا النوع من التواطؤ أو حتى الانحياز؟”