أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - أسرائيل و أمريكا نجحتا في أخضاع-التطرف السني- و تحويلهم الى عملاء، ماذا لو نجحتا مع التطرف الشيعي ايضا؟















المزيد.....

أسرائيل و أمريكا نجحتا في أخضاع-التطرف السني- و تحويلهم الى عملاء، ماذا لو نجحتا مع التطرف الشيعي ايضا؟


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 8374 - 2025 / 6 / 15 - 17:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل التطورات الأمنية والسياسية الأخيرة في سوريا والعراق، وسط تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، وتكرار الضربات الصاروخية الجوية من الطرفين، يطرح السؤال التالي:

"ماذا لو نجحت الولايات المتحدة وإسرائيل في إخضاع الإسلام السياسي الشيعي أيضا، كما فعلت سابقاً مع الإسلام السياسي السني، عبر شبكة من التحالفات الاستخبارية، وتحويل بعض القوى الإسلامية إلى أدوات تخدم المصالح الغربية والإسرائيلية؟ وهل هذا يعني نهاية للصراعات الطائفية، أم أن الخلاف سيبقى مفتوحاً، لكنه سيكون تحت رعاية خارجية جديدة؟ "

التجربة التاريخية: كيف استخدمت أمريكا الخلاف الصيني – السوفيتي لخدمة مشروعها؟

خلال ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية استغلال الخلاف العميق بين الصين الماوية والاتحاد السوفيتي الستاليني ، الذي كان يُعد آنذاك صراعاً أيديولوجياً داخلياً داخل المعسكر الاشتراكي، لتُضعف الجانبين دون أن تُنهي وجودهما.

دعم واشنطن للصين في سبعينيات القرن الماضي، عبر زيارة نيكسون التاريخية، لم يكن فقط لإضعاف الاتحاد السوفيتي، بل لـ"إعادة ترتيب العلاقات الإقليمية بما يخدم السياسة الأمريكية في آسيا ".
الخلاف بين بكين وموسكو لم يُدمَّر عبر هذه الخطوة، بل استمر ضمن حدود محددة، بينما بدأت "الصين تتحول إلى شريك اقتصادي محتمل، بينما بقي الاتحاد السوفيتي مستهدفاً حتى سقوطه عام 1991 ".

لكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، "بدأت واشنطن بالتخوف من عودة روسيا والصين إلى علاقة متينة مرة أخرى، خاصة مع تصاعد التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين اليوم "، وهو ما يُظهر أن "الخلافات العميقة لا يمكن الحفاظ عليها إذا لم تكن هناك مصلحة استراتيجية مستمرة ".

سوريا والعراق اليوم.. هل تستطيع أمريكا وإسرائيل استخدام الإسلام السياسي كأداة في لعبة أكثر تعقيداً؟
البند

الشرح


الإسلام السياسي السني المتطرف

تم "إعادة تدويره" عبر شخصيات مثل أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، الذي قاد تنظيم "جبهة النصرة" سابقاً، وانقلب على القاعدة، ثم حكم دمشق باسم الثورة، وهو الآن يُعتبر أحد أبرز العملاء المحتملين لأمريكا وتركيا وإسرائيل في إعادة تشكيل المنطقة.


الإسلام السياسي الشيعي المتطرف

يمثله اليوم إيران وفصائلها المسلحة في العراق ولبنان واليمن، وهي تواجه ضغوطاً كبيرة، سواءً عبر العقوبات أو الهجمات الإسرائيلية أو الانقسامات الداخلية، مما يفتح المجال أمام احتمالية تكرار نفس النموذج، حيث يتم "استخدام الخصوم كعملاء"، بعد أن يُعاد تشكيل خطابهم السياسي أو الأيديولوجي ليتماشى مع المصالح الأمريكية – الإسرائيلية**".
السيناريوهات المحتملة في حال إرضاخ الإسلام السياسي الشيعي
السيناريو الأول: إضعاف إيران واستبدال نظامها الإسلامي الشيعي بنظام ليبرالي موالي
النتيجة:
إضعاف الدور الإيراني في المنطقة.
انحسار النفوذ الشيعي في لبنان والعراق وسوريا.
تراجع التمثيل الثقافي والسياسي للأقلية الكردية والبلوشية والأذرية داخل إيران.
الكورد والدروز لن يكونوا الرابحين هنا، بل سيتم استخدامهم كأطراف ثانوية في لعبة أكبر منهم .
السيناريو الثاني: تقسيم فئات الإسلام السياسي الشيعي وبناء شراكات مع البعض
النتيجة:
تكوين شبكة استخبارية داخل إيران، تضم بعض الشخصيات الشيعية المعارضة.
تحويل هذه الفئة إلى أداة ضغط على النظام الإيراني.
استمرار التوتر مع باقي القوى الشيعية المتطرفة.
الكورد الإيرانيون قد يصبحون مرة أخرى أدوات في الحرب الأمريكية – التركية – الإسرائيلية ضد إيران، دون أن يحصلوا على أي ضمانات حقيقية لحقوقهم .
السيناريو الثالث: تسوية شاملة بين الإسلام السياسي الشيعي والسنة تحت غطاء أمريكي – إسرائيلي
النتيجة:
إنهاء الخلافات الطائفية بين الجهادية السنية والشيعية.
إعادة تشكيل العلاقة بين هذه الجماعات والدولة في سوريا والعراق.
إدخال هذه الجماعات في إطار جديد يُعيد تعريف العلاقة مع الغرب.
الخطر الحقيقي هنا هو أن هذا النوع من التسوية لن يشمل المكونات غير العربية أو غير الإسلامية، مثل الكرد والدروز، الذين سيجدون أنفسهم خارج المعادلة السياسية مرة أخرى .
هل تستطيع أمريكا وإسرائيل السيطرة على الاثنين معاً؟

لا شك أن "الإدارة الأمريكية وإسرائيل تمتلكان الخبرة الكافية في إدارة الصراعات بين التيارات الإسلامية "، وقد استخدما "القاعدة وداعش والنصرة وتحرير الشام " كأدوات في مرحلة واحدة، ثم حوّلتها إلى "أعداء استراتيجيين " في مرحلة أخرى، حسب الحاجة.

لكن في الوقت الحالي، يبدو أن "الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان على تحويل الإسلام السياسي من أداة صراع إلى أداة شراكة "، حيث:

أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) يُعامل كشريك استراتيجي في دمشق .
الجماعات الشيعية الموالية لإيران تُعامل كخصوم مؤقتين، يمكن استبدالهم أو إدارتهم عبر وكلاء موالين .
هل سيستمر الخلاف بين الإسلام السياسي السني والشيعي؟

قد يبدو أن "الخلاف بين الإسلام السياسي السني والشيعي عميق جداً، ويحمل بُعده التاريخي منذ 1500 سنة "، لكن الواقع يقول إن "الصراعات الطائفية لا تُنتج فقط عن الدين، بل عن السياسة أيضا، وعن استخدام الدين كأداة للهيمنة أو للتمرد ". و في حالة وجود دعم أمريكي أسرائيلي لأدامة الخلافات الدينية و السياسية بين الشيعة و السنة فأن الطرفان مستعدان لأادامة هذا الخلاف بل و حتى الحرب الطائفية لعقود أخرى. 

ماذا سيحصل في حالة سقوط نظام ولاية الفقية الايراني؟

في حال سقوط نظام و لاية الفقية الايراني فأن النزعة الانفصالية للكورد و عرب الاحواز و الازريين و اليلوش  و غيرها من القوميات المتواجدة في أيران ستظهر الى العلن لفترة قصيرة جدا و خاصة القوميات الغير شيعية في أيران. ألا ان التوازنات الدولية ستجعل مرة أخرى من أمريكا و أسرائيل تحاول الابقاء على الحدود الايرانية الحالية من أجل منع أنشاء دولة شيعية صرفة على غالبية الاراضي الايرانية. لأن ضم بعض السنة الى الاراضي الايرانية يأتي أيضا من سياسات أضغاف الشيعة في أيران و العراق و  منع حصولهم على دول شيعية المذهب و بالتالي تمتع المنطقة بالاستقرار السياسي و الديني.  فخارطة العراق و تركيا و دول المنطقة قد تم رسمها بدقة بحيث يكون عدم الاستقرار العامل المشترك بين الجميع و يعطي للدول الكبرى فرصة التدخل متى ما أرادوا. 

الخلاصة: 

اسرائيل و أمريكا حتى لو عملتا على أسقاط نظام ولاية الفقية الايراني الشيعي فأن أيران يجب أن تبقى شيعية المذهب و الحكومة. فالحكم الصفوي لم يتم الاطاحة به حتى قبل نشوء أسرائيل. أذن تقسيم المنطقة الى مناطق نفوذ شيعية و سنية هي ليست ولادة اليوم بل أنها مسألة توازنات دولية و تأريخية.

طموح أمريكا و أسرائيل قد يكون فقط أنشاء نظام حكم حليف لأمريكا و أسرائيل في أيران دون المساس بخارطة المنطقة تماما كما حصل في سوريا التي بمرور الزمن ستتحول الى دولة عميلة لأمريكا و سيتم أنهاء جميع التنظيمات الاسلامية السنية المتطرفة في العراق و سوريا. تلك المنظمات لم تظهر أصلا الا بدعم دول تابعة للناتو و وصلوا الى سوريا و العراق عبر الحدود التركية و الايرانية.



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- “الكورد ضحية سياسات الحلفاء والأعداء على حد سواء” فلماذا يدع ...
- ترامب وكورباتشوف.. تشابه في التفكير؟ أم أن التاريخ يعيد نفسه ...
- -الدستور العراقي و بالدلائل يمنع وقف رواتب موظفي كوردستان.. ...
- هل كان الشرع عميلا مخفيا للاستخبارات.. كيف تحول من أبو محمد ...
- “الكورد أسرى الماضي و لا زالوا في القرن العشرين.. بينما العا ...
- حماس وإسرائيل.. المنشار الذي يقطع رؤوس الفلسطينيين من الجهتي ...
- إيران والصراع مع إسرائيل: ماذا جنت إيران والشيعة من هذا التو ...
- تم حل حزب العمال الكوردستاني و ليس فقط القاء السلاح: محاولات ...
- أقوال قادة العالم حول شجاعة الكورد. تحليل الوضع الحالي: حزب ...
- تحركات الجولاني العسكرية نحو سد تشرين: هل يُجهض الجولاني الا ...
- احتمالات نشوب حرب أو اتفاق بين إيران وأمريكا و تأثيراتها على ...
- مستقبل سوريا وإقليمياً في حال انسحاب أمريكا دون ترتيب الوضع ...
- ترامب والرسوم الجمركية: لعبة الأطفال التي هزّت العالم!
-  العقوبات الأمريكية وردود الفعل الدولية... نهاية الهيمنة الغ ...
- تحليل: من هو الأقرب لحل القضية الكوردية في تركيا؟ أردوغان أم ...
- الديمقراطية المغيبة في سوريا:مقاربة بين حكم الجولاني مع العر ...
- الجولاني يعلن حكومة الأقلية السنية المتطرفة: هل يقود التطرف ...
- الجولاني أثبت بأن نظامه سيكون بدون شك دكتاتوريا طائفيا أسلام ...
- ثورات التحرر و الوقت المناسب… تجربة شمال كوردستان..دعوة أوجل ...
- لماذا على الكورد أن لا يلعبوا أي دور في تشكيل النظام السوري ...


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-فرار شخصيات إيرانية بارزة- بعد النزاع مع إسر ...
- مقتل رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني
- حادثة تحطم منطادين سياحيين في أكسراي تودي بحياة شخص وإصابة 3 ...
- -واشنطن بوست-: مسؤول سوري كبير سابق يعترف بأن الأسد شخصيا أم ...
- -نشوة البداية وخيبة النهاية-.. لواء إسرائيلي يكشف عن شلل ستع ...
- مصادر عبرية: هجوم إيراني يمني وشيك على إسرائيل
- تطورات الحرب الإسرائيلية الإيرانية في مرآة الصحافة الفارسية ...
- روسيا تسلم أوكرانيا جثث 1200 من قتلى الحرب
- لماذا يستولي جيش الاحتلال على منازل الفلسطينيين في الضفة؟
- ما وراء -طوارئ ترامب- الزائفة


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - أسرائيل و أمريكا نجحتا في أخضاع-التطرف السني- و تحويلهم الى عملاء، ماذا لو نجحتا مع التطرف الشيعي ايضا؟