أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - تحليل: من هو الأقرب لحل القضية الكوردية في تركيا؟ أردوغان أم المعارضة؟نحتاج الى تحالفات كوردية مرنة-














المزيد.....

تحليل: من هو الأقرب لحل القضية الكوردية في تركيا؟ أردوغان أم المعارضة؟نحتاج الى تحالفات كوردية مرنة-


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 8303 - 2025 / 4 / 5 - 14:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القضية الكوردية واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا في السياسة التركية، حيث تتشابك فيها عوامل تاريخية، قومية، وأمنية. مع تصاعد التوترات الداخلية في تركيا، ومع اقتراب الانتخابات أو أي تغيير محتمل في السلطة، يبرز السؤال حول أي من القوى السياسية التركية – سواء حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان أو حزب الشعب الجمهوري المعارض – يمكن أن يكون أكثر استعدادًا لتقديم حلول للقضية الكوردية. كما يثار التساؤل حول الاستراتيجيات التي يجب أن تتبعها الأحزاب الكوردية في تركيا وسوريا والعراق لتحقيق مطالبها.



أردوغان وحزب العدالة والتنمية: سياسة متقلبة ولكن مرنة بشكل تكتيكي

في السنوات الأخيرة، شهدت سياسة أردوغان تجاه القضية الكوردية تحولات كبيرة. تاريخيًا، كان أردوغان يعتمد على خطاب قومي صارم ضد الحركات الكوردية المسلحة مثل حزب العمال الكوردستاني (PKK)، الذي يعتبره تنظيمًا إرهابيًا. ومع ذلك، خلال فترات معينة، مثل محادثات السلام بين 2013-2015، أظهر أردوغان استعدادًا للتواصل مع الزعيم الكوردي المسجون عبد الله أوجلان ، مما أعطى انطباعًا بأنه قد يقدم بعض التنازلات إذا كانت في مصلحة النظام السياسي أو الاقتصادي تبعتها المحاولات الاخيرة لقبول مقترحات أوجلان بصدد حل حزب العمال و الدخول في المعترك السياسي بدلا من الحرب. 

تغير الخطاب بعد سجن أكرم إمام أوغلو

مؤخرًا، وبعد اعتقال عمدة إسطنبول السابق أكرم إمام أوغلو واندلاع الاحتجاجات الشعبية، بدا أن أردوغان بدأ في تخفيف خطابه القومي الصارم تجاه الكورد. ربما يكون هذا نتيجة للضغوط الداخلية والخارجية، إذ يحتاج إلى دعم أوسع لمواجهة المعارضة. ومن هنا، يمكن أن نرى في هذه المرحلة تحولًا تكتيكيًا نحو تقديم بعض التنازلات الجزئية للكورد، خاصة إذا كان ذلك يعزز موقعه كمفاوض سياسي قادر على تحقيق الاستقرار.

المحفزات لأردوغان
الوضع الداخلي : مع تزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية، قد يجد أردوغان نفسه مجبرًا على تقديم تنازلات للكورد لكسب دعمهم في وجه المعارضة.
العلاقات الدولية : تركيا تحتاج إلى تحسين صورتها لدى الغرب، الذي غالبًا ما ينتقد سياساتها تجاه الكورد. تقديم حلول جزئية قد يكون وسيلة لتحقيق ذلك.
حزب الشعب الجمهوري: إصلاحات محدودة لكنها أكثر استدامة؟

على الجانب الآخر، يُعتبر حزب الشعب الجمهوري (CHP) الممثل الرئيسي للمعارضة العلمانية في تركيا. تاريخيًا، لم يكن الحزب قريبًا من الكورد بسبب تبنيه خطابًا قوميًا تركيًا تقليديًا. ومع ذلك، تغيرت هذه الديناميكية في السنوات الأخيرة، حيث بدأ الحزب في التواصل مع الناخبين الكورد كجزء من استراتيجيته لتوسيع قاعدته الانتخابية.

الموقف الحالي
رئيس الحزب، كمال كيليتشدار أوغلو ، أكد مرارًا أن حل القضية الكوردية يعتمد على "العدالة الاجتماعية" و"المساواة"، مشيرًا إلى ضرورة إنهاء الصراع المسلح وإطلاق حوار شامل.
يبدو أن حزب الشعب الجمهوري أكثر استعدادًا لتقديم إصلاحات طويلة الأمد، مثل تعزيز الحقوق الثقافية واللغوية للكورد، وإنهاء سياسات التمييز التاريخية.
التحديات أمام حزب الشعب الجمهوري
التاريخ القومي : لا يزال هناك مقاومة داخل الحزب من قبل التيارات القومية التي تعارض أي تنازلات للكورد.
الضغط الشعبي : حتى وإن فاز الحزب بالسلطة، فإنه سيواجه ضغوطًا قوية من القوميين الأتراك الذين يعتبرون أي تقارب مع الكورد خيانة.


ما هي أفضل استراتيجية للأحزاب الكوردية؟
داخل تركيا

الأحزاب الكرودية في تركيا، مثل حزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، تواجه تحديًا كبيرًا في اختيار التحالف الأنسب:

دعم أردوغان : قد يكون هذا الخيار محفوفًا بالمخاطر، لأن أردوغان يميل إلى تقديم تنازلات فقط عندما تكون هناك ضغوط داخلية أو خارجية. ومع ذلك، يمكن أن يكون هناك مجال للتفاوض إذا تم تقديم دعم استراتيجي له.
دعم المعارضة : حزب الشعب الجمهوري يبدو أكثر استعدادًا لتقديم إصلاحات مستدامة، لكنه قد يواجه صعوبة في تنفيذها بسبب الضغوط القومية داخل تركيا.
في سوريا والعراق

بالنسبة للأحزاب الكوردية في سوريا (مثل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا) والعراق (مثل حكومة إقليم كوردستان):

التعاون مع تركيا : قد يكون التعاون مع أردوغان مفيدًا على المدى القصير، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الأمنية والاقتصادية.
التنسيق مع المعارضة : قد يكون هذا الخيار أكثر استدامة على المدى الطويل، خاصة إذا نجحت المعارضة في الوصول إلى السلطة.
من هو الأكثر استعدادًا لمنح الكورد حقوقهم؟
أردوغان : قد يكون أكثر استعدادًا لتوفير حلول تكتيكية إذا كان ذلك يخدم مصالحه السياسية والاقتصادية. ومع ذلك، فإن هذه الحلول ستكون مؤقتة وغير مستدامة.
حزب الشعب الجمهوري : رغم التحديات الداخلية، يبدو أن الحزب لديه رؤية أكثر استدامة لحل القضية الكوردية من خلال الإصلاحات القانونية والاجتماعية.


الخلاصة

الوضع الحالي يشير إلى أن أردوغان قد يكون أكثر مرونة في تقديم تنازلات جزئية للكورد في ظل الضغوط الداخلية والدولية. ومع ذلك، فإن هذه التنازلات ستكون مؤقتة ومرتبطة بمصالحه الشخصية. أما حزب الشعب الجمهوري ، فهو الخيار الأكثر استدامة على المدى الطويل، لكنه يواجه تحديات كبيرة في تنفيذ أجندته الإصلاحية.

بالنسبة للأحزاب الكوردية، فإن أفضل استراتيجية هي بناء تحالفات مرنة مع كل من الحكومة والمعارضة، مع التركيز على تحقيق مكاسب طويلة الأمد من خلال الحوار والتفاوض، بدلاً من الاعتماد على تنازلات مؤقتة.



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية المغيبة في سوريا:مقاربة بين حكم الجولاني مع العر ...
- الجولاني يعلن حكومة الأقلية السنية المتطرفة: هل يقود التطرف ...
- الجولاني أثبت بأن نظامه سيكون بدون شك دكتاتوريا طائفيا أسلام ...
- ثورات التحرر و الوقت المناسب… تجربة شمال كوردستان..دعوة أوجل ...
- لماذا على الكورد أن لا يلعبوا أي دور في تشكيل النظام السوري ...
- ليست هناك حركة قومية كوردية، بل هناك أستغلال حزبي وشخصي للفك ...
- مقترح لذوي النوايا الحسنه لحل القضية الكوردية و قسد في سوريا ...
- سوريا تحت الانتداب التركي المباشر.. و الجولاني يبحث عن منافس ...
- الكورد و التخطيط السطحي للثورات، بعد نصف قرن بالضبط هل ستعيد ...
- تغييرالتوازنات في الشرق الاوسط التي أسقطت الاسد و ضرورة أعاد ...
- المجلس الوطني الكوردي ( الانكسة) بين المخاوف من العقوبات الت ...
- بعد سيطرة الاسلاميين، قواة سوريا الديمقراطية هي الخلاص للمسي ...
- القنبلة الاسلامية السنية، السورية، التركية قضت على المحور ال ...
- شهر العسل زائل و الطلاق قادم بين تركيا و سوريا لا محال. تورك ...
- مقارنة و حقائق حول حدود و حقوق جنوب و غربي كوردستان.. ماهي ح ...
- ليفهما الجميع: التغييرات تحدثها التدخلات الدولية و ليس الشعو ...
- هل الكورد عملاء لأسرائيل أم المجاميع العربية السنية الاسلامي ...
- -ترويض الشعب-.. بدلا من أن يفرض الشعب النزاهة على الحكومة و ...
- الكورد و (وعد نتانياهو) اليهودي ألاسرائيلي كوعد (بلفور) البر ...
- داخليا، ماذا وراء المشروع التركي لأوجلان؟ و لماذا قام العمال ...


المزيد.....




- أزمة مياه خانقة.. 10 ملايين إيراني يواجهون أسوأ موجة جفاف في ...
- مصر.. القطاع العقاري يواجه رسوما جديدة على الأراضي
- الحوثي يكشف تفاصيل -المرحلة الرابعة- ضد إسرائيل ويصف المساعد ...
- بعد انضمام البرتغال إلى الدول الساعية للاعتراف بفلسطين.. هل ...
- إصابات بعضها خطيرة في سقوط مرعب للعبة بمدينة ملاه بالسعودية ...
- اعتراف فرنسا بفلسطين.. دعم من ماكرون للقضية أم استعراض رخيص؟ ...
- وفاة شاب بمركز أمني سوري تثير غضبا ومطالب بمحاسبة المتورطين ...
- قافلة المساعدات الخامسة تدخل محافظة السويداء
- استشهاد فلسطيني اختناقا بدخان حرائق أضرمها مستوطنون في سلواد ...
- السويداء تستقبل القافلة الخامسة من المساعدات الإنسانية


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - تحليل: من هو الأقرب لحل القضية الكوردية في تركيا؟ أردوغان أم المعارضة؟نحتاج الى تحالفات كوردية مرنة-