أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 642 – ترامب و«نوبل للسلام»: السخرية السياسية في زمن القنابل الذكية














المزيد.....

طوفان الأقصى 642 – ترامب و«نوبل للسلام»: السخرية السياسية في زمن القنابل الذكية


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8399 - 2025 / 7 / 10 - 00:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترجمة وتحليل د. زياد الزبيدي

10 يوليو 2025

مقدمة: جائزة السلام بين المعايير والتوظيف السياسي

لطالما مثّلت جائزة نوبل للسلام رمزًا عالميًا لتكريم الجهود الإنسانية في إنهاء الصراعات وبناء جسور التفاهم. ومع ذلك، فإن ترشيح مجرم الحرب بنيامين نتنياهو للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهذه الجائزة في البيت الأبيض، يأتي في لحظة سياسية وعسكرية شديدة التناقض، حيث تعيد هذه المبادرة تعريف مفاهيم "السلام" ضمن معايير سياسية تفتقد إلى المصداقية الأخلاقية والموضوعية الواقعية.

أولًا: المشهد العام للترشيح – عرض هزلي في مسرح واقعي دموي

خلال لقاء جمعه مع ترامب في البيت الأبيض، قدّم نتنياهو رسالة ترشيح رسمية للرئيس الأمريكي الأسبق لجائزة نوبل للسلام. الحدث الذي تناولته قناة CNN وصفته بأنه "أفضل هدية" تلقاها ترامب. وقد عبّر الأخير عن إمتنانه بقوله المعتاد: "واو... لم أكن أعلم بذلك، لكنه يبدو لطيفًا من فم بيبي" – إشارة إلى كنية نتنياهو.

وقد علق كاتب روسي على موقعه "بلوك نوت" قائلًا: "من الجميل أن يثني عليك أولئك الذين يضغطون على الزر الأحمر دون أن ترتعش أيديهم."

الرسالة تتجاوز المزاح السياسي إلى نوع من التحالف الرمزي بين صانعي الحرب، حيث تمنح جائزة "السلام" في ذروة إستخدام القنابل الذكية والطائرات المسيرة في الشرق الأوسط.

ثانيًا: إزدواجية الخطاب – من «وقف الحروب» إلى جدول القصف الأسبوعي

ترامب، الذي وعد خلال حملته السابقة بإنهاء جميع الحروب "في غضون 24 ساعة"، عاد اليوم ليقود إستئنافًا علنيًا لدعم أوكرانيا بالسلاح، ويشرف على قصف أمريكي لمواقع في إيران ردًا دعما للعدوان الإسرائيلي.

وهنا يقول الكاتب نفسه:
"لا تدري هل تضحك أم تصفق... دبابات، صواريخ، دفاعات جوية، وكثير من الحديث عن «الإنسانية»."

هذه الازدواجية تمثّل النموذج الأكثر تجسيدًا لما أسماه جورج أورويل بـ"اللغة المزدوجة"، حيث تصبح الحرب هي السلام، وتُجمّل عمليات القتل بخطابات إنسانية مغلفة بأوراق الجوائز الدولية.

ثالثًا: السلام المزعوم في غزة – صورة هزلية لتسويق زائف

أحد مبررات نتنياهو لترشيح ترامب هو ما إعتبره جهودًا في مسار التفاوض بين إسرائيل وحماس. إلا أن الواقع الميداني على الأرض يشي بشيء مختلف تمامًا؛ حيث سقط عشرات الآلاف من القتلى الفلسطينيين، وسط إستمرار القصف الإسرائيلي المكثف، وتغاضي إدارة ترامب (التي تدير فعليًا السياسات الخارجية للحزب الجمهوري حاليًا) عن أي ممارسات تتعارض مع القانون الدولي الإنساني.

"صرّح نتنياهو بأن ترامب يستحق الجائزة لجهوده في حل النزاعات بالشرق الأوسط،" – يذكرنا كاتب روسي آخر على بوابة Military Review.

ويضيف: "قاتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين يرشّح أكبر داعم للحروب على وجه الأرض لجائزة نوبل للسلام."


رابعًا: أبعاد سياسية وإستراتيجية للترشيح

التحليل السياسي يشير إلى أن الترشيح ليس مجرد مجاملة شخصية، بل جزء من محاولة منظمة لتعزيز صورة ترامب كـ"رجل دولة ذو سمعة عالمية" قبل الإنتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، خاصة في مواجهة إنتقادات داخلية ودولية تتعلق بإدارته السابقة واللاحقة للأزمات العالمية.

ويتابع كاتبنا: "يعتقد الخبراء أن هذه المبادرة السياسية قد تعزز من صورة ترامب كصانع سلام على الساحة الدولية."

ومع ذلك، فإن لجنة نوبل، رغم ما واجهته من ضغوط سياسية سابقًا (كما في حالة أوباما)، لا تزال تحتفظ ببعض المعايير التي قد تصطدم بحقيقة أفعال ترامب الحالية والماضية.

خامسًا: المفارقة الأخلاقية – هل السلام يُقاس بحجم الذخيرة؟

الدرس الأخطر في هذا المشهد ليس فقط في "رمزية" الترشيح، بل في نزع الأخلاق عن المفاهيم الدولية الجوهرية. فإذا ما أصبح "صانع الحروب" هو نفسه المرشح الرسمي للسلام، فإن ذلك يدفع نحو تساؤل وجودي: هل هناك معيار متبقٍ على قيد الحياة لتحديد من يستحق التكريم في عالم تتصدره القوة الخشنة؟

خاتمة: من السخرية إلى الخطر

ترشيح ترامب لنوبل للسلام، وبدعم من نتنياهو تحديدًا، لا يمثل مفارقة ساخرة فحسب، بل يعكس إعادة تعريف خبيثة لمفهوم السلام ضمن أجندات تسليحية وصراعية. إن ما يحدث هو تحويل الجائزة من تكريم أخلاقي إلى أداة دعائية تستخدم لإضفاء الشرعية على القصف والحصار.

ولعل أصدق تعليق في هذا السياق يبقى ما قاله المحلل السياسي الروسي مارات باشيروف: "هذا ليس مجرد إنحطاط سياسي، بل سخرية جارحة تخلو من كل القيم الدينية والإنسانية."
---



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أذربيجان بين المطرقة الروسية والسندان الإيراني - قراءة في تص ...
- طوفان الأقصى 641 - الجولة الأولى من حرب إيران – إسرائيل برعا ...
- ألكسندر دوغين - بدون النظرية السياسية الرابعة، لن يكون هناك ...
- طوفان الأقصى 640 - الأمم المتحدة في عامها الثمانين: أزمة الش ...
- ألكسندر دوغين - أساليب جديدة لخوض الحرب
- طوفان الأقصى 639 - نتنياهو كيكيمورا - حين تتحوّل السياسة إلى ...
- ألكسندر دوغين - روسيا بحاجة ماسة اليوم إلى وضوح فلسفي
- طوفان الأقصى 638 – إيران تضرب العمق الإسرائيلي – عصر الحرب ا ...
- ألكسندر دوغين يكشف جوهر ما يحدث - -ترامب بدأ يتراجع-
- طوفان الأقصى 637 – إسرائيل، إيران، يلوستون، والنووي: من الشر ...
- تجريم فلسطين أكشن Palestine Action إنقلاب على الديمقراطية في ...
- طوفان الأقصى 636 – الحرب ضد إيران كضربة للمبادرة الصينية -ال ...
- ألكسندر دوغين - شي جين بينغ يتجاهل بريكس
- طوفان الأقصى 635 - دونالد ترامب: «رئيس وزراء إسرائيل» غير ال ...
- زفاف بيزوس في البندقية: عندما يتحول الثراء الفاحش إلى سلطة إ ...
- طوفان الأقصى 634 - الملاحظات الست التي غفلت عنها وسائل الإعل ...
- روسيا لن تترك إيران وحدها
- طوفان الأقصى 633 - كلفة الحرب الإسرائيلية على إيران: دراسة ت ...
- بين ذاكرة تاريخية وصراع معاصر – تحليل العلاقات الإيرانية–الإ ...
- طوفان الأقصى – 632 -إسرائيل الكبرى- بين الطموح اللاهوتي والك ...


المزيد.....




- رسوم ترامب الجمركية الجديدة.. تداعيات وتوعد بالمزيد بحلول ال ...
- -لن يُحاسب-، عندما تفقد عاملات في منظمّات حقوقيّة الإيمان با ...
- إصلاح العملات- مهنةٌ طارئة في غزة لمواجهة شحّ السيولة
- روسيا تشن هجوما جويا غير مسبوق وأوكرانيا تقترب من اتفاق جديد ...
- محاولة اغتيال ترامب بالذكرى الأولى.. أسئلة بلا إجابات للآن
- تركيا.. فيديو تأثر زوجة أردوغان بخطابه ورد فعل الأخير يثير ت ...
- دراسة: لقاحات الطوارئ خفّضت الوفيات بنسبة 60% خلال الـ23 عام ...
- غارة إسرائيلية تخلّف سحابة غامضة تثير الذعر في غزة
- بين تفاؤل كبير وتشاؤم مفرط.. انقسام في أوكرانيا إزاء -تحولات ...
- أداء القيادة السورية وبلبنان بتصريح باراك يثير تفاعلا والأخي ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 642 – ترامب و«نوبل للسلام»: السخرية السياسية في زمن القنابل الذكية