سهام يوسف علي
الحوار المتمدن-العدد: 8396 - 2025 / 7 / 7 - 19:02
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
لقد أثار مؤشر "RI²" الدولي جدلًا واسعًا بعد إدراجه ثماني جامعات عراقية ضمن فئات "العلم الأحمر" أو "المخاطر العالية" في نزاهة البحث العلمي.
ورغم أن وزارة التعليم العالي سارعت إلى نفي "رسمية" هذا المؤشر، بحجة أنه لا يصدر عن جهة تصنيف معتمدة، إلا أن تجاهل مضامينه يشكل إشارة أكثر خطورة من التصنيف نفسه.
فالمؤشر لم يُقيِّم البنية التحتية ولا عدد المختبرات، بل استند إلى:
1.نسب الأبحاث المسحوبة (Retracted)
2.النشر في مجلات مشبوهة (Predatory)
3.مؤشرات التكرار والانتحال
وهي معايير تعتمد على بيانات منشورة في Scopus وPubMed وRetraction Watch, وهذا النوع من التقييم يتعامل مع "نزاهة المعرفة" لا مع صورتها الإعلامية. فالعبرة ليست بعدد الأبحاث المنشورة بل بجودتها العلمية.
ما يدعو للتساؤل أن دولًا مثل الهند وباكستان، التي ظهرت جامعاتها أيضًا في المؤشر، لم تنكر أو تقلل من شأنه فالهند مثلا ، بعد أن ظهرت أكثر من 100 جامعة هندية في التصنيف و نشرت قائمة سوداء بالمجلات المفترسة، وألزمت الجامعات بعدم احتساب الأبحاث المنشورة فيها للترقية الأكاديمية.
كذلك هيئة التعليم العالي الباكستانية HEC أصدرت بيانًا قالت فيه إنّ بعض الأبحاث أُجبرت الجامعات على سحبها من مجلات وهمية، و بدأت الهيئة بإلزام الباحثين باستخدام معايير SCOPUS وWeb of Science بدلاً من "أي مجلة" فقط لتلبية متطلبات الترقية.
أما في العراق، فكان الرد بنفي رسمي، واعتبار الجامعات العراقية في وضع جيد لمجرد أنها تنشر كثيرًا، من دون النظر إلى أين ولماذا تنشر.
الاعتراف بالخلل ليس ضعفًا، بل هو الخطوة الأولى نحو التصحيح. التعليم العالي في العراق لا يحتاج إلى تبرير، بل إلى مراجعة علمية هادئة وجادة. ما نحتاجه اليوم هو الجرأة في فتح الملفات، ومراجعة المجلات المفترسة، ووقف الترقية الأكاديمية عبر بوابات مشبوهة، وبناء سمعة علمية تستحق الاحترام.
فالعلم لا يُقاس بعدد الشهادات ولا بكثرة البحوث، بل بمقدار ما تحمله من صدق وعمق ونزاهة.
#سهام_يوسف_علي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟